Part fifteen ● تَهْوِيدَة

155 19 18
                                    

.. ☔︎☕︎ ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قرقعة خفيفة لإحتراق الخشب بالمدفأة مع صوت تساقط الأمطار بالخارج...

رعد يُبكي السحاب و رياح تهب بين أوراق الأشجار تراقصها.. وسطها أفكار تدور بعقل ضائع لمن تسند رأسها بينما تنظر لنار المدفأة أمامها...

ترفع قدميها على الأريكة وقد إنعكس لون اللهب على وجهها معطيا خديها حمرة تشبهه...

رائحة الحريق تكاد تتصاعد من عقلها.. بينما أنعكست كل مشاعرها على حدقتين لها بلون البن.. معطية لعينيها لمحة فنية ناعسة كآخر أيام السنة...

كانت تبدو هادئة بشكل غير مألوف.. هدوء يشبه اللاشيء تحت غطاء الضياع..

ربما يوما ما كان حزنها و ماضيها يؤلمها.... لكن رغم ذلك أفكارها هي من كان يحمل خنجره يجره على جدران عقلها بدون رحمة..  تقتلها ببطىء...

هناك شيء يخبرها أن ترحل كما كل مرة...

هناك شعور خاطىء داخلها...

وهي لا تريد الإستماع له... لا تريد أن تكون وحدها و ترتعش بخوف في كل مرة يعصف بها غبار الواقع ليعمي أحلامها...

هناك مع تلك الأفكار القاهرة...

صوت خطوات إقترب منها محاولا إبعاد الوحدة عن أعينها الذابلة كأزهار بحديقة آخر الصيف مع نسمات الرماد... أو مثل كتاب منسي في أحد الأرفف يحكي بأسطره لغة لا يفهمها أحد.. يغطيه الغبار و يمسح نقوشه...

لمسة خفيفة من أنامله الدافئة تمررت على جبينها تزامنا مع إنحنائه أمامها...

صوته الأشبه بتهويدة في كل مرة تسمعه ترى بها الربيع المنسي من حياتها، مفرقا من حولها ذلك الضباب و مغرقا إياها في دخان عينيه...

" أتشعرين بالبرد؟!.. "

رمشت عدة مرات تشعر بألم في أيسرها مبعدة جبينها عن لمساته التي كانت تسبب لها شعورا غير مريح...

ذاك الضعف الذي تشعر به عندما يكون قريبا منها.. لم يكن يعجبها بقدر إعتيادها عليه..

" لا "

نطقتها ببرود و نبرة أقل ما يقال عنها مختنقة.. كأنها تطرده بها..

قضبت حاجبيها وتبدو جد منزعجة.. شيء يمكنك ملاحظته بسهولة.. وهو أن وجوده بنفس المكان معها هو ما كان يزعجها ..

رمش بصدمة للحظة يحدق بها..

هل حقا تنبده لهذه الدرجة.. هل هذا بسبب لمسه لها؟.. 

نظر للأرض لثوان يفكر بالإبتعاد عنها...فلن يحب أي شخص كونه ثقلا على خلوة أحدهم..

لكنه تذكر كلام أخته وأن تركها لوحدها ليس بالخيار، خاصة عندما تكون في حالة مثل هذه..

𝓢𝓲𝓷𝓪𝓶𝓸𝓷 𝓛𝓲𝓹𝓼 ¦¦ شفاه القرفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن