الفصل الأول

416 37 17
                                    

الفصل الأول:
-----------------
عندما نزلت دموعي مرة أتذكر كيف كنت تزيلها بأناملك الدافئة وأتذكر قولك: دموعك مياه بركان يحرق قلبي فيصهره. لكن للأسف كنت أول من أيقظ هذا البركان وجعلتني نارا أحرقت بها نفسي قبل أن أحرق بها غيري.....
______خاطرة بقلمي.
_____________________________________________________لاسفيغاس:
ليلة رعدية مظلمة تنبئ بحدوث عواصف عالية مثل العواصف التي تحدث داخلها وتضفي إليها برودة أحصنتها من قسوة البرد خارجيا كانت تجلس في حديقة كوخها عفوا ليست حديقة بمعنى الكلمة لأن الكوخ وسط غابة موحشة تملأها الأشجار الطويلة ذات الأغصان المتشابكة بمنظر مخيف ترتجف له الأبدان وأصوات عواء الذئاب يدوي صداه في المكان. كانت جالسة على أرجوحة مصنوعة في شكل كرسي من الحطب ترتشف القهوة ببرود صقيعي نظراتها خاوية فارغة بلا مشاعر تسرح بخيالها إلى ما قبل ست سنوات مضت عليها كمرور السياط على الجلد لينقش عليه خطوطا أصبحت ندوبا تزينه كوشم لا يزال.

__________عودة إلى الوراء :
فتاة صغيرة لا ليست صغيرة بالمعنى الحقيقي فهي بالرغم من سنها 14 سنة إلا أنها كانت تمتلك جسد أنثوي صارخ لا ننسى ذكاءها الخارق ففي هذا اليوم أنهت سنتها الجامعية الأخيرة في كلية الطب وطبعا الفرح لا يكتمل أبدا يجب أن يكون هناك شيء ينغص عليك سعادتك.
___القاهرة
_____قصر عائلة الألفي
قصر كبير في مقدمته حديقة شاسعة مملوءة  بشتى أنواع الزهور المختلفة ألوانها وأنواعها.... تتوسطه نافورة على شكل قمر يتوسطها نجوم فتسقط المياه من فتحة القمر لتتدلى لتطال النجوم.... في داخل القصر وبالتحديد داخل غرفة يظهر من خلالها لمسات غير دالة على أنثوية قاطنتها فألوان الجدران رمادية وبلاطها أسود يتوسط الغرفة سرير أبيض كريمي ونافذة واسعة وكبيرة وكأنها شرفة تتوسطها حوض سباحة وشتلات زهور مرتبة بحرفية ورقة. تململت أيسل في سريرها بسبب أشعة الشمس التي عكرت صفو نومها لتفتخ عينيها الرمادية اللامعة تأفأفت ثم نهضت من على سريرها لننجه نحو مرآتها تتشدق حانقة: لا أعرف لما يريدون إقامة هذا الحفل التافه ..إنها مجرد مناسبة عادية كمثيلاتها لا أحب هذا النوع من الحفلات حيث يكثر التصنع و التكبر و المراتب الاجتماعية... ثم أتى في بالها من أرهق قلبها ودهسه برجليه بقسوة متذكرة ما حدث قبل سبعة أشهر.

-----عودة إلى الوراء:
تستطعين فعلها هيا تشحعي إنه مراد وهذه هي فرصتك... هكذا تحدثت أيسل إلى نفسها مشجعة إياها. وقفت أمام باب غرفته بتردد ودقت الباب بطرقات خفيفة تكاد لا تسمع لتسمع صوته يعلمها بالدخول فتحت الباب ودخلت تتطلع إليه بحالمية وارتباك.
-مراد بتعجب: أيسل. ما الأمر الذي جعلك تأتين إلي في هذا الوقت المتأخر من الليل وفي غرفتي أيضا.
-أيسل بغيظ: لماذا. هل أزعجتك إذا سأذهب إلى غرفتي ولن أكلمك مرة أخرى.
-قهقه مراد على ملامحها الغاضبة وأجابها انتظري أيتها المجنونة أنا فقط مستغرب. إذا ماذا تريدين مني.
-تقدمت منه بارتباك وأردفت: أ أنا كككنت سأقولللك ... حسنا بدون لف أو دوران أنا أحبك مراد لا بل أعشقك.
بهتت ملامحه من الصدمة لم يتوقغ هذا الأمر أبدا فهو في التاسع عشر من عمره وهو من اهتم بها ورباها منذ ولادتها هو وأخيها. فما الذي تقوله هذه الغبية هل تظن أنني أحبها وهل فسرت معاملتي لها واهتمامي بها حب... تجهمت ملامحه و تقدم منها بغموض مرعب
-أيسل: مممرااد أ أاناا
قاطعها بإمساكها من ذراعها وأصابعها تغرس سكاكينها بداخلها ليقول بشر:
-تحبينني هل جننت.
-أيسل بشجاعة مزيفة رغم ألمها: نعم أحبك وأعشقك بجنون و منذ سنوات أنتظر هذه اللحظة التي أعلن فيها لك بحبي وعشقي لم أعد أستطيع أن أخفيه بداخلي و أيضا أنا أعلم بأنك تحبني وتبادلني بنفس مشاعري...
قاطع شجاعتها بصفعة أخرستها من صدمتها نظرت له بألم وحزن حاولت إخفاؤه. ندم لكنه لم يظهره تجاهل شعوره وأخبرها:
-أنا لم أحبك ولن أحبك ... أنت أختي فقط تذكري هذا ولا ترفعي سقف طموحاتك ولا تتوقعي مني أنظر لك بنظرة أخرى غير أنك أختي. ثم إنني أحب ابنة عمي ليان.
وقعت الكلمات عليها كالصاعقة ليان ليان صديقتها التي كانت تتحدث معها عن مشاعرها له والتي شجعتها على  الاعتراف هل يا ترى كانت واثقة من رفضه لها ابتسمت بسخرية مريرة يا لسخرية القدر... وقفت من مكانها وتوجهت إلى باب الغرفة لفت يدها حول مقبض الباب ونظرت إليه آخر نظرة لم يتمنى رؤيتها كانت تلك النظرة الأخيرة بينهما و قبل أن تخرج قالت: ستندم وهذا وعد من أيسل الألفي.
----عودة إلى الحاضر:
استفاقت من شرودها رغم ألم قلبها وقالت: لا تفكري فيه انسيه وعيشي حياتك....
أنهت كلماتها وتوجهت نحو الحمام لتأخذ حماما تسترد به صفاء ذهنها لتستعد لما هو قادم.....
أما من الناحية الأخرى كان هناك شجار حاد بين ليان وبين مراد الذي كان يقف بشموخ وبرود غير آبه لما تتحدث به ينتظر تلك الصغيرة التي تستفزه... أفاق من شروده على صراخها
ليان: أنا أتحدث معك.. لماذا لا تريد الذهاب إلى الحفلة أنسيت أنه اليوم يوم عيد ميلادي... ثم أين هي هديتي...
مراد ببرود: أولا لا ترفعي صوتك علي ولا تتجرئي على هذا ... ثانيا لا تنسي أيضا أن هذه الحفلة بمناسبة تخرج أيسل من الجامعة.. وهي لن تحضرها عزيزتي لذا سنذهب إلى المخيم بدلا من الحفلة.
ليان بغضب: اها قل أنها السبب ... طبعا كيف لا ومدللة العائلة لا تحب هذه الحفلات.. ثم صفقت بسخرية: إذا ما اسم المكان الذي ستأخذ إليه الملكة.
مراد بغضب: اخرسي.. ثم دفعها عن طريق ويسير بخطوات سريعة غاضبة متجها نحو غرفة متمردته تاركا الأخرى تستشيط غضبا.
فتح باب غرفتها دون طرقه ودلف إليها يبحث عنها في أرجاء الغرفة .. لفت انتباهه صوت المياه فأدرك أنها بداخل الحمام فجلس على سريرها ينتظرها ليخبرها بمفاجأته...
انهت استحمامها ووضعت منشفة حولها فهذه عادتها تنسى ملابسها بالخارج فتحت الباب لتخطو أولى خطواتها وتصطدم بتلك العينين التي تأكلانها من أعلاها إلى أسفلها .. كادت أن تصرخ من فزعها لكنها تمالكت نفسها ووقفت متربعة اليدين حول صدرها تهز برجلها بعنف منتظرة منه أن يتكلم أو يرحل.. لكن الآخر كان في عالم آخر سارحا في كتلة الفتنة التي أمامه من شعرها المبلل إلى اللؤلؤتين التان تحتضنان الرمادالذي يرى فيه ألسنة لهب تكاد تحرقانه ثم هبط بعينيه إلى شفتيها المكتنزتين ود لو اقتنصهما ليذوب في عسلهما... استفاق فجأة من ذهوله بها على صوت صراخها وهي تتحدث معه بشراسة:
أيسل: أنت ما الذي تفعله هنا ومن سمح لك بدخول غرفتي... اخرج حالا
اقترب منها ببطء ليصل إليها ليظهر فارق الطول بينهم و الذي ليس كثير فهي بالرغم من صغر سنها إلا أن طولها يصل إلى 170 سم أما طوله فهو 185 سم.
تفاجأت بيده على خصرها التي جذبتها إليه بسرعة لترتطم بصدره الذي جعل قلب الصغير يرفرف ويدق بسرعة عالية لما لا وهو مالكه وسيده الأوحد.. أما الآخر فقد شعر بمشاعر غريبة لكن لذيذة في الوقت ذاته لكنه تجاهل ذلك ليهمس في أذنها: يحق لي أن أكون في أي مكان تكوني فيه لأنك كبرتي بين يداي و أعرف عنك ما لا يعرفه الجميع من الداخل والخارج و أتبعها بغمزة وقحة أخجلتها لكنها أخفت ذلك ببرود وهي تقول: كان هذا سابقا قبل أن أدرك من أنا و من أكون للأسف لقد كبرت وهذا الباب غير مسموح لك بالدخول منه لقد أقفلت بابي عليك منذ زمن ولا أتوقع أني سأستطيع فتحه.. والآن من فضلك أخرج أريد أن أحضر نفسي للحفلة..
يعلم بأنها تقول هذا وقلبها مجروح وأنها على وشك البكاء فهي صغيرته ويفهمها كما أنه نادم على ما فعله قبل ذلك لكن كان أعمى ويستحق الضرب على إحزانها لذا أراد أن يخبرها لعلها تفرح بمفاجأته.
مراد: حسنا لك ذلك... لكن قبل ذهابي أريد أن أخبركي أننا سنذهب إلى رحلة تخييم كما تحبينها أعلم أنك لا تحبين حضور الحفلات... قالها بابتسامة ولهفة منتظرا ردة فعلها التي أدهشته وحطم الأمل في عودة صغيرته إليه كما كانت.
أيسل: كما قلت سابقا لقد كبرت ونضجت ولم أعد تلك الصغيرة لذا سأرافق اليوم صديق لي في الجامعة في الحفلة شكرا على تفكيرك بي.
التفت غاضبا خائبا نادما اسفا لم يعرف أي المشاعر التي كانت تسيطر عليه الغيرة الحب الاسى الندم الغضب لا يعرف ... أما هي بعد خروجه سقطت على ركبتيها تسيل دموعها كسيلان النهر فقد كانت الذكرى الأخيرة لهما قاسية ولم تستطع نسيانها أبدا.. كفكفت دموعها وارتدت فستانها البسيط فهي بالرغم من أنها لا ترتدي الحجاب إلى أن جمع ملابسها محتشمة والتي تزيدها جمالا فهي لديها ذوق عالي في اختيار ملابسها... خرجت من غرفتها لتذهب إلى زينة ابنة عمها لتستشيرها في موضوع ما لتصطدم بالمنظر الذي كسرها والذي جعلها مصرة على تنفيذ ذلك القرار
أما في الناحية الأخرى ... بعد خروج مراد من غرفتها مهموما غاضبا رأى ليان تقطع طريقه لتوبخه لكن سرعان ما تبدلت ملامحها إلى الخبث عندما جذبته وقبلته أمامها بعد أن رأتها قادمة أما الآخر فكان مصدوما جاحظ العينين لذا لم يبعدها لكن استيقظ على كلماتها التي كانت كالسكين تطعنه
ايسل: بسخرية مريرة ونظرة استحقار: هناك أماكن مغلقة تستطيعان أن تختليا بها... اشكرا الله أني أنا من رأتكم فلو كان جدي لعاقبكم بقسوة هه.
ثم التفتت مغادرة دون أن تعير اهتماما لمن يصرخ وراءها ... أما ليان وبالرغم من الإهانة الموجهة لها إلى أنها كانت سعيدة بنجاح خطتها وتحطيم غرورها لكن لم تكتمل سعادتها بسبب تلك الصفعة التي سقطت على خدها أسقطتها أرضا ونظرات اشمئزاز واحتقار من مراد الذي التفت غاضبا مغادرا بخطوات سريعة ساخطا على ما حدث قبل سبعة أشهر وإبعاد صغيرته عنه.. خرج من القصر متجها نحو سيارته منطلقا بها نحو المكان المفضل لديه.
.........................عودة إلى الوقت الحالي (لاسفيقاس):
ابتسامة باردة رسمت على شفتيها لتذكرها تلك الذكريات لطالما أحبت الجميع بصدق لكنها لم تلق مقابل حبها إلا الحطام إذن فليكن لهم ذلك فما تولد من الحطام جماد صلد لا مشاعر له قتل قلبه متوعدا بقتل الجميع بسمها...هذه هي الأفعى المامبا السوداء.. وضعت كأسها على الأرض ودلفت إلى كوخها البارد كما حالها منتظرة أن تنتهي هذه الليلة وتنتهي معها كوابيسها..
#يتبع
#رجاءا لمن يفرأ هذه الرواية أن يضغط على النجنة للتصويت كتشجيع لمواصلة الرواية..

انتقام الأفاعي- A hell of a black Mambaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن