كانت في مكتبها ككل يوم ولكن منذ أسبوع وهنالك أشخاص يأتون إليها ويخبرونها بأنهم أحد أفراد عائلتها واليوم لا يختلف كثيراً عن باقي هذا الأسبوع فقد جاء إليها شخص يدعي أنه خالها ...
لِمدا باستغراب : مين حضرتك ؟!
الشخص : حبيبتي يا لِمدا أنا خالك خالك عصام
لِمدا بسخريه : وأنت من فين طلعت إن شاء الله
عصام باستغراب : هو إزاي يعني من فين طلعت ؟!
لِمدا بجديه : كلامي واضح جداً يا سيد عصام أنا من يوم ما اتولدت معرفش حد غير أمي و أبويا و أخويا وإنه مش معانا حد في الدنيا دي
عصام بحزن : سيد عصام الله يسامحك يا بنتي ، ومن ثم تابع بمزاح : قولي خالو عصام عصومي مش سيد عصام كده وبعدين أنا معرفش ليه أختي وأبوكِ مربيوكي على كده وبالعكس خالص دا أنتي أهلك كثييير اوي
لِمدا بجديه : سيد عصام كل ده ملهوش أي لزمه أنا طول عمري وحيده ومعرفش حد
عصام بحزن : عيب يا بنتي متقوليش وحيده احنا كلنا جنبك العيلتين كلها جنبك متخافيش صدقيني مش هتشوفي أي وجع ثاني عيلتك كلها مستنيينك تعالي معايا نروح ليهم
لِمدا بثبات وهي تنظر له بترقب : وانتوا كنتوا فين لما حصلت الحادثه ؟لم يستطع عصام الإجابه على سؤالها وأزاح نظره عن عينيها وطأطأ رأسه إلى الأرض حزناً من الذي حصل في الماضي وهو جالس على الكرسي الذي بأمام المكتب ...
وقفت لِمدا من على الكرسي ووضعت يدها على مكتبها وقالت : سيد عصام اخرج من هنا
انصدم عصام مما قالته واردف : ايه ؟!!
لِمدا بغضب : بقولك اطلع من هنا
عصام بجديه : بس أنا مكملتش كلامي
لِمدا ومازالت غاضبه وبصوت هادئ : وأنا مش عايزه اسمع ولا أي حاجه اتفضل اطلع برا ، و أومأت برأسها ناحية الباب
عصام بحزن : كده يا لِمدا...
لِمدا بغضب أكبر وبنبره اعلى بقليل من نبرتها الأولى : اطلع برا يا سيد عصام احسن ما اناديلك الأمن يخرجوك من هنالم يستطع عصام الجلوس أكثر بعد كل تلك الإهانه وأخذ بنفسه خارجاً عن ذلك المكتب ... جلست لِمدا على مكتبها وعينيها تمتلئ بالدموع وبعد فترة قصيره دخلت عليها فتاة بمثل عمرها تدعى يارا صديقتها ومساعدتها الشخصيه فهي تعمل على تنظيم جدولها اليومي ومساعدتها به وتعمل كذلك في الاستقبال في المستشفى الذي تعمل به لِمدا كطبيبة وعلى الرغم من كل ذلك ف يارا فتاة طموحه حصلت على شهادتين جامعيتين الأولى لإدارة الأعمال والاخرى في التمريض أي كممرضه ولكنها تفضل أن تعمل في الاستقبال لهذا المستشفى لكي تبقى مع لِمدا وتقوم ايضاً بتنظيم جدولها اليومي.
يارا فتاة جميله ذات بشرة بيضاء وعينان باللون البني وشعر بالطول المتوسط مموج من الأسفل لونه مثل لون عينيها وفم صغير وأنف صغير كذلك.ذهبت يارا إلى لِمدا وأمسكتها بكتفها وقالت لها : لِمدا أنتي كويسه ؟
نظرت لِمدا إلى يارا وعيناها ممتلئتين بالدموع تفاجأت يارا بمجرد النظر إلى عيني لِمدا فكيف لصديقتها القويه أن تمتلئ عيناها بالدموع ..
يارا بقلق : لِمدا مالك يا حبيبتي حصل ايه ؟؟
لِمدا بحزن : زعلانه يا يارا زعلانه اوي
يارا وهي تحاول التحكم بقلقها : زعلانه زعلانه من مين يا حبيبتي من الشخص اللي دخل عليكي ده
لِمدا بحزن : لا أبداً يا يارا
يارا باستغراب : يبقى انتي زعلانه ليه ؟
وقفت لِمدا من مكانها وحضنت يارا وهي تحاول ألا تبكي جاهده ولكن هنالك دمعة فرت من عينها الجميله قامت بمسحها قبل أن تراها يارا التي تفاجأت من الذي حصل
لِمدا بحزن كبير : وحشوني وحشوني اوي يا يارا هما ليه سابوني ليه هما ليه بعدوا عني وخلوني لوحدي ليه وأنا مليش غيرهم
يارا بحزن وهي تحاول تهدأتها : خلاص يا لِمدا انسي انتي لو منسيتيش مش هتقدري تحققي حاجه بحياتك ومتنسيش أنا معاكي يا لِمدا وهفضل معاكي
لِمدا بصوت هادئ مكبوت : هو انا لي غيرك من الناس بعد ما راحوا عني
يارا بإبتسامه وهي تبتعد عنها : خلاص يا حبيبتي قومي اغسلي وشك ويلا عشان ادخل ليكي الحاله الثانيه
لِمدا : بلاش يا يارا أنا عايزه اروح البيت حولي الحاله للدكتور حسام
يارا بغضب منها : وبعدين يا لِمدا أنتي هتفضلي كده لحد امتى إنتي بقالك اسبوع مش منتظمه بشغلك ومش ماسكه حالات اوي
لِمدا بتعب : بلاش اليوم ده أنا منهكه ومقدرش اكمل حاجه
يارا بغضب : بس يا لِمدا ...
لِمدا وهي تأخذ حقيبتها وتتجه خارجاً : مفيش بس أنا ماشيه
أنت تقرأ
رواية الإيجاد الجزء الأول للكاتبة ليرا عبد العزيز
Lãng mạnنعرفكم على بطلة روايتنا ( لِمدا ) فتاة في ٢٩ من عمرها عاشت وحيده ، لم يكن لها علم بوجود أي شخص قد يكون من عائلتها ؛ فهي تظن أنها مقطوعة من شجره لا تملك عائله فمنذ رحيل عائلتها عنها وهي تعيش عند صديقا والديها ، أكملت دراستها وتخرجت دكتورة مخ وأعصاب و...