أمي قالت و هي تشير إلى المعقد الشاغر :
" تعال عزيزي ... أعددت ُ فطورا مميزا من أجلك ! "
نظرت باتجاههم ، لقد كانوا جميعا ينظرون إلي ، بلا استثناء ...
قلت :
" سـ ... أذهب إلى غرفة المعيشة "
و انسحبت من المطبخ ...
وافتني أمي بعد قليل إلى غرفة المعيشة تحمل أطباق الفطور ...
" شكرا ... "
ابتسمت أمي ، و بدأت أنا في تناول وجبتي بهدوء ، بينما هي تراقبني !
" أمي ... أهناك شيء ؟؟ "
سألتها بحرج ، قالت بابتسامة :
" لا عزيزي ... فقط أروي ناظري برؤيتك ... "
شعرت بالطعام يقف في بلعومي ...
برؤية من تودين يا والدتي الارتواء ؟؟
برؤية الخذلان و الفشل ؟؟ الحطام و البقايا ؟؟
برؤية رجل موصوم بالجريمة ؟؟
كم خذلتك ! كم كنت فخورة بي في السابق ! إنني الآن شيء يثير النفور و الازدراء في أعين الجميع ...
" الحمد لله "
حمدت ربي ، و وضعت الملعقة على الطبق ...
" لم توقفت ! ألم يعجبك ؟؟ "
" بلى أماه ... لكني اكتفيت "
" عزيزي سأخرج إن أزعجك وجودي ... أرجوك أتم وجبتك "
" لا يا أمي ، لقد اكتفيت و الحمد لله "
أمي بعد ذلك ، عادت بالأطباق إلى المطبخ ، ثم أقبل الجميع إلى غرفة المعيشة و حاصروني بنظراتهم ... و أسئلتهم حول أموري ...
أنا كنت اكتفي بإجابات مختصرة ... فلا شيء فيما لدي يستحق الذكر و الاهتمام ...
و كالبقية كانت رغد تتابعني بعينيها و أذنيها ، في صمت ...
" ما رأيك بتجربة سيارتي يا وليد ! لنقم بجولة قصيرة ! "