ذهبت بعد ذلك إلى دورة المياه الوحيدة في تلك الشقة... و كم شعرت بالحرج من ذلك... خصوصا حينما نظرت إلى نفسي عبر المرآة و وقع بصري على أدوات الحلاقة مبعثرة على الرف !
يا إلهي ! ما الذي أفعله أنا هنا !!؟؟
عندما خرجت، وجدت وسادة و بطانية قد وضعا على المقعد... إذن فسامر لا يزال مستيقظا... و لا بد أنه التقط موجات أفكاري أخيرا !
المقعد كان صغيرا و لا يكفي لمد رجليّ ، لكنني على الأقل استطيع أن أريح جسدي قليلا فوقه... أنا متعبة و أريد أن أنام بأي شكل... و ببساطة نزعت عباءتي و حجابي و استلقيت على المقعد والتحفت البطانية و سرعان ما نمت من شدة التعب... !
عندما نهضت كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة بقليل... نهضت عن المقعد بسرعة شاعرة ببعض الألم في ظهري أثر الانكماش !
كنت أتوقع النهوض في وقت أبكر و كنت أنوي الاتصال بخالتي مباشرة... تلفت يمنة و يسرة...و دققت السمع فوصلني صوت محادثة...
لابد أن ابنا عمّي قد نهضا... ارتديت عباءتي و حجابي بسرعة و فركت عيني ّ لأزيل عنهما أثر النوم... ثم سرت نحو الغرفة المفتوحة الباب و أنا أقول :
" وليد... سامر... هل نهضتما ؟ "
وصلني صوت سامر :
" نعم تفضلي "
دخلت الغرفة و أنا ألقي التحية... و وجهت بصري مباشرة نحو وليد :
" وليد هل أنت بخير ؟ "
وليد كان جالسا على السرير و مسندا ظهره إليه ... و كان يبدو أفضل حالا من يوم أمس... و إن ظهر الشحوب جليا على وجهه ...
ابتسم وليد ابتسامة مطمئنة و قال بصوته المريض :
" نعم. الحمد لله "
قلت و أنا أتنهّد بارتياح :
" الحمد لله "
ثم أضفت :
" هل نمت جيدا ؟ هل تشعر بتحسن ؟ و هل زالت الحرارة ؟ "
قال :
" نعم. فهذه الأدوية سحرية ! "
قال ذلك و هو يشير إلى الأدوية المصفوفة إلى جوار السرير على المنضدة و التي كانت الطبيب قد وصفها له يوم أمس...