لقد قضيت اليوم بكامله في المطبخ ! فبعد وجبة الغذاء العظيمة التي أعددناها صباحا ، الآن نعد وجبة عشاء من أجل وليد و صديقه الذي سيتناول العشاء في منزلنا . إنني أشعر بالتعب و أريد أن أنام ! لكن دانة لي بالمرصاد ، و كلما استرخيت قليلا طاردتني بقول :
" أسرعي يا رغد ! الوقت يداهمنا ! "
كان سامر يساعدنا و لكنه خرج قبل لحظة ، و الآن أستطيع أن أتحدث عن وليد دون حرج !!
" أخبريني يا دانة ، ما هو التخصص الذي درسه وليد ؟؟ "
دانة منهمكة في صف الفطائر في الصينية قبل أن تزج بها داخل الفرن ...
قالت :
" أعتقد الإدارة و الاقتصاد ! "
صمت قليلا ثم قلت :
" و أي غرفة سنعد له ؟ أظنها غرفة الضيوف ! فالبيت صغير ... ألا توافقينني ؟ "
قالت :
" بلى "
انتظرت بضع ثوان ثم عدت أسأل :
" ألا يبدو أنه قد نحل كثيرا ؟ ألم يكن أضخم في السابق ؟ "
قالت :
" بلى ... كثيرا جدا ! لابد أنه لم يكن يأكل جيدا هناك "
قلت :
" أ رأيت كيف التهم البطاطا التي أعددها كلها ؟ لابد أنها أعجبته ! "
التفتت دانة إلي ببطء و قالت :
" و كذلك أكل السلطة التي أعددتها ، و الحساء الذي أعدته أمي ، و الدجاج و الرز و العصير و كل شيء ! بربك ! هل تعتقدين أن طبقك المقلي هذا هو طبق مميز ! "
قلت مستاءة :
" أنت دائما هكذا ! لا يعجبك شيء أصنعه أنا "
انصرفت دانة عني لتضع صينية الفطائر داخل الفرن ، و ما أن فرغت حتى بادرتها بالسؤال :
" ألا يبدو أقرب شبها من أبي ؟ فأنت و سامر تشبهان أمي ! "
قالت :
" لا أعرف ! "
ثم التفتت إلي و قالت :