الحلقة الثامنة و الثلاثون الجزء 3

506 22 0
                                    

" كيف حالك يا رغد ؟ "

" أنا بخير "

" مضت فترة طويلة ... ! "

قلت في نفسي : ( لا أظنك اشتقت ِ إلي ! )

" نعم... كيف الخالة ؟ "

" بخير و الحمد لله "

" أيمكنني التحدث إلى وليد ؟ "

سألتها مباشرة دون المماطلة في الحديث معها... فأجابت :

" إنه نائم الآن... "

" نائم ؟ في هذا الوقت ؟ "

و قد كانت السادسة مساء 

" نعم. شعر بالتعب ثم خلد للنوم... هل تريدينه في أمر ضروري الآن ؟ "

قلت :

" كلا كلا... لكن هل هو بخير ؟ "

فقد أقلقتني جملتها الأخيرة...

" نعم، كل ما هنالك أنه مجهد من العمل و السفر و كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقه...المزرعة...المعهد...المصنع...المنزل...و أنا و أنت ِ ! "

أنا و أنت ِ؟؟ ما الذي قصدته أروى ؟ هل تريد القول ... أنني أشكل عبئا إضافيا على وليد؟؟ إنني اخترت البقاء في بيت خالتي لأخلصه من مشاكلي و أتخلص من مشاحناتي مع أروى...

قلت بتردد :

" هل اشتكى من شيء ؟ "

قالت :

" وليد لا يشتكي... إنه يحمل الهم على صدره دون الشكوى... يريد أن نستقر في حياتنا لولا أن الظروف تحول دون ذلك "

قلت بتخوف :

" تستقران يعني... تتزوجان ؟ "

أجابت أروى :

" نعم... نخطط للزواج و من ثم السفر للاستقرار في المدينة الساحلية حيث أملاكي... لكن... سيشق على وليد رعايتك عن كل ذلك البعد "

و صمتت قليلا ثم تابعت :

" إنه لا يريد أن نتزوّج قبل أن تتزوجي أنت ِ يا رغد... حتى ينقل ولاية أمرك و مسؤوليتك لرجل آخر... "

ربما لم أدرك أن الرسالة التي كانت أروى تود إيصالها إلي هي : ( زولي عن عاتق وليد ) إلا بعد تفكير عميق أسود...  كنت أدرك أنني أشكل عبئا إضافيا على أكتاف الجميع... و أن رحيل والدي عني تركني عالة على الغير... لكني لم أدرك إلى أي حد قد أثقلت كاهل ابن عمّي حتى هذا اليوم... و لم أدرك أنني كنت العقبة في سبيل زواجه و استقراره مع الحسناء بهذا الشكل...

انتَ لى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن