" كيف حالك يا رغد ؟ "
" أنا بخير "
" مضت فترة طويلة ... ! "
قلت في نفسي : ( لا أظنك اشتقت ِ إلي ! )
" نعم... كيف الخالة ؟ "
" بخير و الحمد لله "
" أيمكنني التحدث إلى وليد ؟ "
سألتها مباشرة دون المماطلة في الحديث معها... فأجابت :
" إنه نائم الآن... "
" نائم ؟ في هذا الوقت ؟ "
و قد كانت السادسة مساء
" نعم. شعر بالتعب ثم خلد للنوم... هل تريدينه في أمر ضروري الآن ؟ "
قلت :
" كلا كلا... لكن هل هو بخير ؟ "
فقد أقلقتني جملتها الأخيرة...
" نعم، كل ما هنالك أنه مجهد من العمل و السفر و كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقه...المزرعة...المعهد...المصنع...المنزل...و أنا و أنت ِ ! "
أنا و أنت ِ؟؟ ما الذي قصدته أروى ؟ هل تريد القول ... أنني أشكل عبئا إضافيا على وليد؟؟ إنني اخترت البقاء في بيت خالتي لأخلصه من مشاكلي و أتخلص من مشاحناتي مع أروى...
قلت بتردد :
" هل اشتكى من شيء ؟ "
قالت :
" وليد لا يشتكي... إنه يحمل الهم على صدره دون الشكوى... يريد أن نستقر في حياتنا لولا أن الظروف تحول دون ذلك "
قلت بتخوف :
" تستقران يعني... تتزوجان ؟ "
أجابت أروى :
" نعم... نخطط للزواج و من ثم السفر للاستقرار في المدينة الساحلية حيث أملاكي... لكن... سيشق على وليد رعايتك عن كل ذلك البعد "
و صمتت قليلا ثم تابعت :
" إنه لا يريد أن نتزوّج قبل أن تتزوجي أنت ِ يا رغد... حتى ينقل ولاية أمرك و مسؤوليتك لرجل آخر... "
ربما لم أدرك أن الرسالة التي كانت أروى تود إيصالها إلي هي : ( زولي عن عاتق وليد ) إلا بعد تفكير عميق أسود... كنت أدرك أنني أشكل عبئا إضافيا على أكتاف الجميع... و أن رحيل والدي عني تركني عالة على الغير... لكني لم أدرك إلى أي حد قد أثقلت كاهل ابن عمّي حتى هذا اليوم... و لم أدرك أنني كنت العقبة في سبيل زواجه و استقراره مع الحسناء بهذا الشكل...