#زهرة_فؤادي24
مها حولي الزاكيبقينا متابعين الأخبار لحد ما سارا جات ، الوقت داك كنا فاتحين قناة الحدث بنتابع الأحداث من مروي و بعدها مطار الخرطوم ، اللحظه التم فيها إقتحام مطار و إرهاب كل الناس فيهو ، أمي بقت تردد في حسبي الله و نعم الوكيل ، حبوبه قالت خلااااص السودان خرب ، قلت ليهم أنا حاسه نفسي بحضر في فلم ، ما قادره استوعب إنو دا حاصل في البلد دي !! سارا قالت لي حالياً في إشتباكات في المدينه الرياضيه ، زيدان قال ليها بدت بضرب معسكر الدعم السريع في سوبا بعدها بدوا ينتشروا ، غيتو ربنا يستر ، فتحت تلفوني و دخلت الميديا لقيت الفيس مقلوب و الناس دي جايطه ، الحرب ، الحرب !!!! ، حسيت بـ فزع والله !!
كان في بوستات كتيره عن إنو في بنات متواجدات في الداخليات الفي افريقيا يعني بالقرب من المدينه الرياضيه دي و عايزين زول يلحقهم ، نسخت واحد من البوستات و نزلتوا في صفحتي ، حبوبه قالت لينا اتصلوا شوفوا عمتكم و بناتها ، أبوي قال ليها اتصلت عليها ما بترد لكن دقايق ، تاني حاول تلفونها ، ردت عليهو و هي ميته من الخوف و أصوات الرصاص واصلنا و أساساً أبوي كان فاتح الإسبيكر ، قال ليها يا نضال اها كيفكم !! قالت ليهو ما سامع يا أخوي ، والله بتكلم معاك من تحت السرير ، أنا و بناتي من قبيل منبطحين و الشبابيك ما قادرين نقفلها ، قال ليها حأجي عليكم ما تتحركوا ، لمن قفل منها أمي قالت ليهو تمشي وين و انت عارف حال الشوارع !! قال ليها والله ما بخلي أختي و بناتها براهم في الوضع دا زيدان قال ليهو خلاص انت اقعد يا أبوي و أنا بمشي أجيبهم ، قال ليهو لا لا انت خليك قاعد مع ديل ، قال ليهو ما بخليك تمشي براك يا أبوي ، المهم بقوا كل واحد يصر على التاني عشان يقعد ، زيدان قال مستحيل يخلي أبوي يمشي براهو و أبوي قال ما بخليهو يمشي هو و في النهايه مشوا الإتنين ، قالوا لينا ما حـ نتأخر ، طبعاً نحنا عشان ما متوقين الفوضى تعم و الضرب يصل معظم العاصمه كنا مفتكرين إنو الضرب في المدينه الرياضيه و ما جاورها فقط ، عشان كدا ناس أبوي مشوا يجيبوا عمتي و بناتها الإتنين ، طبعاً هم أبوهم مسافر ، المهم هم مشوا و نحنا بقينا قاعدين كأنو في طيور فوق راسنا ،
المهم لمن العصر أذن صلينا و جينا قعدنا قدام الشاشه و نحنا لسه فاتحين قناة الحدث ، فجأه الكهربه قطعت و مولدنا بشغل الأضواء و 2 مكيف بس ، فـ بقيت أشوف أخبار من النت ، بعد مسافه كدا بقينا سامعين أصوات ضرب بس من بعيد لحد ما
فجأه كدا سمعنا صوت دللللل ، أقسم بالله كلنا و بصوت واحد صرخنا بأعلى حس و جا دوي مدفع شديد خلانا كلنا ننبطح على الأرض ، أمي و رشا كانوا بعيدين مني ، متشربكين في بعض و راقدين ورا الكراسي و رشا لسه بتصرخ و حبوبه و سارا قعدوا في عتبة السلم و ضموا بعض و أنا اصلاً كنت طالعه غرفتي فأول ما سمعت الصوت لقيت نفسي على الأرض و خاته يديني على إضنيني ، أمي بقت تصرخ لي من تحت و تقول لي جيبي التلفون خليني اتصل على أبوك و أخوك ديل ، حبوبه قالت ربنا يغطي عليهم غيتو الوضع برا شكلو ما بطمن ، قلت ليها بصوت راجف حـ اتصل عليهو ، أصلا التلفون كان في يدي فـ طوالي إتصلت على أبوي ، أول ما فتح الخط قلت ليهو واااي يا أبوي تعالوا راجعين ، الحرب دي بدت جد جد و شكلهم جونا هنا ، قال لي عمتك كمان براها و عايزا زول يصلها قربنا نحنا ، قلت ليهو يا أبوي الطريق ما أمان و لو مشيتوا ما معروف يحصل شنو ، عليكم الله تعالوا راجعين😭😭
قال لي ما بتجينا عوجه ان شاء الله ، معقوله نرجع بعد ما قطعنا المسافه دي كلها !! ...
يمكن لحد اللحظات ديك و رغم اننا سامعين الأصوات و شايفين الأخبار و البوستات البتتطاقش بس ماف زول فينا كان متخيل إنو الموضوع حـ يتطور ، أنا شخصياً كنت قايله الموضوع دا ساعات و ينتهي حتى لو كانت الأصوات بتخوف بس نهاي ما خطر على بالي إنو حـ نسمع الأصوات دي كتير ، كنت مفتكره الموضوع زي ضربة اليرموك أو ضربة خليل إبراهيم الحكوا لينا عنها لمن تم التعامل معاها و حسمها في نفس اليوم ، لكن للآسف....
اول ما الأصوات وقفت شويه نزلت تحت و قلت ليهم أبوي مُصر يصل عمتي ، حبوبه قالت غيتو ربنا يستر عليهم ، أمي قالت لي اتصلي لي على زيدان دا سرعه ، فعلاً اتصلت عليهو و أديتو أمي قالت ليهو وين انتوا هسي !! لو قريبين أرجعوا ، الناس ديل شكلهم انتشروا شديد لأنو قبل شويه كان في صوت مدافع .....قالت ليهو زي ما انت خايف علينا نحنا كمان خايفين عليكم يا زيدان ، عليكم الله أرجعوا ، لأنو الشوارع مليانه دعامه ، قالت ليهو أنا ما قلت ليك ما تشتغل بـ عمتك لكن هسي في خطوره و أساساً يمكن الأوضاع دي لحد بعدين تهدا شويه ، ما تخاطروا يا زيدان أحسن ترجعوا....زيدان قفل الخط طوالي ، قعدت تجوط و قالت أصلهم ما بسمعوا الكلام ، رشا قالت ليها لكن حتة ناس عمتي فيها ضرب شديد يا أمي ، هم ساكنين جنب المدينه الرياضيه عشان كدا أبوي خايف عليهم .... بقينا قاعدين و مقلقين و لمن نتصل عليهم ما بردوا و دا الخوفنا أكتر خاصة إنو لسه الإشتباكات مستمره حولين المدينه الرياضيه ، فجأه تلفوني رن ، لقيتها ورده ، لمن رديت عليها قالت لي مهاوي كيفكم طمنيني عليكم ، قلت ليها نحنا كويسين ، انتوا كيفكم يا ورده ؟؟
قالت لي كويسين ، سامعين أصوات بس من بعيد ، قلت ليها ربنا يستر و ان شاء الله كلها ساعات و يتم حسم الفوضى دي ، قالت لي ان شاء الله و سكتت لحظات كدا تاني قالت لي ناصر ما رسل أو إتصل عليك ؟؟
قلت ليها لا !!!!
قالت لي يا مها من يوم كنا في بيتكم و طلع لحد الآن نحنا ما قادرين نصل ليهو و تلفونو مغلق ، والله النوم غلبنا و هسي بعد الحرب البدت دي خوفنا عليهو زاد فـ قلت اتصل و اسألك لو اتواصل معاك....
طبعاً حسيت بقبضه و وخزه في قلبي ، قلت ليها لا ما إتواصل معاي ، قالت لي طيب و قفلنا على كدا ، يدي براها بدت ترجف ، قلت بكون مشى وين ؟؟
جربت اتصل عليهو بس كالعاده تلفونو مغلق ، ما قدرت أمنع نفسي من الخوف عليهو فـ بس بقيت أدعي إنو يكون بخير وين ما كان ...
حبوبه قالت لينا قومن جهزن حاجات الإفطار ، شده و حـ تعدي ، دخلنا المطبخ و نحنا قلوبنا في يدينا ، لحد ما المغرب أذن و فطرنا كنا بنتصل على ناس أبوي بس الإتنين ما بردوا ، سارا قالت لي اتصلي على عمتك و اسأليها لو وصلوها ، قلت ليها طيب ثواني ، فعلاً اتصلت على عمتي ، أول شي سألتها إذا الضرب خف أول لا ، قالت لي أحسن من قبيل بس لسه ماف طمأنينه ، قلت ليها ربنا يلطف بيكم و بينا ، عايزا اسألك أبوي و زيدان وصلوكم ولا لسه ؟؟ ، قالت لي لسه والله بس هسي كانوا بتكلموا معاي و قالوا لي 5 دقايق و حنكون معاكم ....قلت ليها طيب لمن يصلوك أدينا خبرك قالت لي كويس ، لمن قفلت منها قلت ليهم هم كويسين بس ما بردوا علينا عشان ما عايزننا ننق فوق راسهم ، عمتي قالت هسي كانوا بتكلموا معاها ، أمي قالت لي ربنا يحفظهم و يرعاهم ، إرتحت شويه من ناحية أبوي و زيدان ، أما ناصر قلبي ماكلني عليهو ، والله رغم الحصل ما قادره أمنع نفسي من القلق و الخوف عليهو ، و نحنا قاعدين كدا و كل اتنين بشوفوا في الأخبار من الفيس فجأه تااااني جا صوت قوي هز البيت و بعدها اشتغلت أصوات رصاص و صواريخ ، حبوبه بقت تردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين و رشا دي بقت تصرخ و ترجف من فوق لـ تحت و أمي ضاماها عليها و شغاله تقول ليها قولي بسم الله يا بت ، طبعاً كلنا قعدنا في مكان واحد و نزلنا من الكراسي و قعدنا على الأرض و بقينا زي البردانين لاصقين في بعض ، خالتي تلفونها رن ، قالت لينا دا إيهاب ، ردت عليهو و قالت ليهو اي يا إيهاب ، لا لا ما تجي ، ديل شكلهم ضربوا سلاح المهندسين ، بقت تتكلم معاهو ساي بعد قفلت منو قالت قال حـ يجي ما حـ يخلينا برانا ، أمي قالت ليها عشان عارفنا قاعدين برانا ، قلت ليهم و حـ يخلي مرتو هناك براها ؟؟ "طبعاً مرتو حامل"
سارا قالت لي لا أصلاً هم اليوم مشوا لأهلها في بحري و قال خلاها معاهم هناك ، و هسي جاي علينا و شكلو متحرك من قبيل لأنو قال قرب ، حبوبه قالت واااي أنا من الرجال العنيدين ديل !! رشا قالت ليها خليهو يجي عايزين راجل يقعد معانا في البيت ، واااي أنا خايفه يا أمي 😭😭
طبعاً خوف رشا دا كان مفروض يكون فيني أنا ، ما عارفه السكتني شنو و أنا في الأعراس لمن كانوا بضربوا الرصاص بنزل تحت الطاولات !!
المهم عمتي اتصلت علينا بس لمن رديت كان أبوي قال لينا نحنا كويسين و الحمدلله وصلنا ، قلت ليهو الحمدلله يا أبوي ، قال لي كنا جاين بس ماف طريقه ، والله بصعوبه قدرنا نصل و هسي بدا ضرب شديد و الرصاص دا بتطاير ساي ، قلت ليهو خلاص ما تجوا لأنو هنا برضو بدا ضرب ، شكلو بقى عام و أكيد الشوارع مليانه إرتكازات ، قال لي إيهاب وصلكم ؟؟...في اللحظه دي إيهاب جا داخل ، قلت ليهو أيوه جا هسي ، قال لي اقفلوا الأبواب و الشبابيك كويس و ما تطلعوا الحوش برا ، قلت ليهو طيب و انتوا كمان انتبهوا على نفسكم ، قال لي ان شاء الله يلا ودعتكم الله ، قفلت و وريتهم بكلام أبوي ، حبوبه قالت لي أحسن ما يجي و نحنا هنا كويسين و إيهاب معانا ، بعد شويه إيهاب تلفونو رن ، قال لينا دا زيدان ....اتكلم معاهو و بقى يقول ليهو أنا وصلت و هسي قاعد معاهم ماف داعي لـ جنونك و ركوب الراس ، يعني لو جيت حـ تعمل ليهم شنو ؟؟! يا زول هوي خلي غباءك دا ، حبوبه شالت منو التلفون و قالت ليهو انت جنيت يا ولد !! اصوات رصاصكم واصلانا هنا و تقول عايز تطلع !! والله ما تقدر تتحرك شبر من بيت عمتك ! ديل قايلهم بلعبوا ولا براعوا ليك ؟؟
المهم جاطت معاهو كويس و اتصلت على أبوي و قالت ليهو أوعى تخليهو يجي ....المهم بعد العشا شلت تلفوني و مشيت غرفتي و بقيت أحاول في تلفون ناصر بس كان مغلق ، إتصلت على ورده كتير بس ما علي ، خليتها و إتصلت على أسامه ، أول ما رد علي قلت ليهو اسامه كيفك ، قال لي مها اهلين كويس الحمدلله ، اها الكركبه دي عليكم !! قلت ليهو أيوه قبل شويه كان في أصوات بس هسي هدت ، قال لينا نحنا هنا في أمبده حالياً شغالين ، قلت ليهو لا ياخ ربنا يلطف بينا كلنا ، قال لي آمين يارب ....سكته و تاني قلت ليهو عايزا اسألك من ناصر إذا قدرتوا توصلوا ليهو !!
قال لي لسه والله بس انا على أمل إني يكون موجود مع واحد من أصحابو ، نحنا كترناها معاهو و دا غير زعلو من أمي المهم طفش مننا ، قلت ليهو ان شاء الله حـ يرجع قال لي ان شاء الله لأنو أمي دي والله مقلقه عليهو شديد و ليلها بقى زي نهارها ، انتِ ذاتك لو هو اتصل عليك أو قدرتي تعرفي حاجه عنو أديني خبر ، قلت ليهو طيب ان شاء الله ، لمن قفلت منو ، لمن رجعت ليهم كان باين علي إني ما على طبيعتي ! سارا قالت لي مالك في شنو ؟؟
رشا قالت ليها دا سؤال ليك يا سارا ، يعني زول في وسط حرب حيكون عامل كيف ؟😭😭
قلت ليهم بصراحه قبيل ورده اتصلت علي و سألتني إذا ناصر حصل و اتصل علي لأنهم من يوم طلع من هنا و قفل تلفونو ما قادرين يصلوا ليهو و الهسي الكنت بتكلم معاهو دا أسامه ، قال لي لسه ما قادرين نصل ليهو ، إيهاب قال لي سألو أصحابو؟؟ قلت ليهو أكيد ، حبوبه قالت بسم الله يعني الولد دا حيكون مشى وين ؟؟ رشا قالت الله يستر ما يكون كتلوهو....لمن قالت كدا قلبي عمل زنننننن ، أمي قالت ليها انتِ كمان ما تكوني متخلفه ، طبعاً أنا لون إتخطف لمن قالت كدا و لساني بقى تقيل فلمن كلهم عاينوا لي ما قدرت أظهر إني طبيعيه و إنو كلام رشا عااادي و ما أثر علي !!
المهم اليوم دا عدا بأصوات الرصاص و المدافع ، بننوم و كل مره بنصحى مخلوعين ، نومنا كان مقطع ، إيهاب و أمي ما ناموا لغاية وقت السحور ، إتسحرنا و أخدنا لينا نومه تانيه بعدها صحينا مخلوعين بصوت ضربه قويه ، خلتنا نتجارى يمين و شمال ، طبعاً كلنا كنا نايمين في الهول ، خالي كان بحاول يهدي فينا ، هو الوحيد الكان راكز ، قعدنا أنا و رشا جنبو و قال لينا ما بجيكم شي ان شاء الله ، سارا قالت ليهو واااي أنا ذاتي عايزا زول يضمني و يطمني زيهم 😭 قال ليها انتِ ذاتك تعالي ، جات و بقينا قاعدين جنبو التلاته و كل ما نسمع صوت نكنكش فيهو .....
دا بقى شكل اليوم التاني و لغاية اليوم التالت الأصوات و الرصاص فوق راسنا و أبوي و زيدان اتقفلوا هناك و ما قدروا يجوا بس كانوا بتصلوا و بطمنونا عليهم ، كل يوم الضرب كان ماشي في زياده و كان في اشتباكات جنب سلاح المهندسين و أمبدات و مناطق تانيه و ناصر لسه ما كان في خبر عنو ، أنا القلق أكل قلبي و بقيت متخيله ألف قصه و سيناريو حصلو معاهو ، رغم انو عارفه ما حـ يرد لأنو تلفونو مغلق بس مع ذلك كنت بتصل عليهو في اليوم أكتر من مره ، في اليوم دا ذاتو بين الضهر و العصر كدا ، وسط الأصوات الإتعودنا عليها فجأه سمعنا صوت كواريك و نسوان بصرخوا بأعلى حس ، خالي قال لينا خليكم هنا هسي برجع و طوالي طلع الشارع ، لمن الأصوات بقت تعلى ، طوالي نحنا طلعنا عشان نشوف في شنو ، لقينا الناس داخله بيت ناس غسان ، طوالي إستعجلنا و دخلنا ، فجأه جا غسان طالع و هو شايل أختو و هي مليانه دم !! و وراها أخواتها و أمها بصرخوا ، هم أبوهم متوفي من زمان و غسان أكبرهم ، كلنا إتخلعنا من المنظر ، إيهاب أسعفها معاهم ، لحد ما ركبوا و مشوا ....مشوا معاهو إتنين من أولاد الجيران ، هرش أمو و باقي أخواتو و قال ليهم خليكم هنا ياخ !! بعد ما مشوا الناس بدت تسأل في شنو في شنو ، غصون إتصابت كيف !! أقرب جاره ليهم قال إنو جاتها رصاصه طايشه و هي واقفه جنب الشباك في غرفتها ، طبعاً الناس بقت داخله و طالعه و أمها و أخواتها حالتهم حاله ، أمي قالت ليهم بإذن الله ما بتجيها عوجه ....المهم قعدنا معاهم شويه و قلنا ليهم لمن يجيبوا غسون حـ نجي نشوفها .... طبعاً تاني الشارع بقى فاضي و الناس بقت ما بتطلع إلا للشديد القوى و شفع خلوا لعب الشارع ، دخلنا البيت و نحنا مخلوعين من المنظر و حبوبه تتحسبن ساي ، سارا قالت يا حليلا البت صغيره ، أمي قالت ليها ان شاء الله يقدروا يسعفوها ، ما عارفه إذا حـ يلقوا مركز أو مستشفى تستقبلهم أو إذا هم ذاتهم قدروا يصلوا المستشفى ، رشا قالت وااي ياخ غسون يا حليها ، خالي لمن جا داخل بعدينا أمي قالت ليهو مشيت وين انت بتبالغ براك شايف و سامع الوضع ما أمان يا إيهاب ما تطلع تلف ساي ، قال لينا في بيت من بيوت الناس الساكنين ورانا وقعت فيهو دانه ، حبوبه قالت ليهو لا حول ولا قوة إلا بالله !! ان شاء الله بس ماف زول جاتو حاجه !! قال ليها لا لا الحمدلله جات سليمه و ناس البيت كلهم كويسين ، أمي قالت ليهو ربنا يلطف بينا بس ....
المهم بعد الإفطار بنص ساعه كدا فجأه سمعنا صوت صريخ ، سارا قالت ما تكون البت ماتت !!....والله كلنا قمنا جارين على بيت ناس غسان و فعلاً لمن وصلنا قالوا غصون إتوفت و خالتو نعمات كانت بتشد غسان من قميصو و تقول ليهو وديت أختك وين ! وديتها وين يا غسان ، أنا بتي كانت كويسه ، قالت لي ماشه أجيب تلفوني من غرفتي ، تمشي غرفتها وتجيبها لي ميته يا غسان ، وااااي أنا يا ربي ، وااااي أنا من وجعك يا بتي ، ياريتني مته قبل اليوم دا ، اخخخخ أنا يا ربي ، ....غسان دموعو كانت زي المطر ، خت يدينو على أكتافها و قال ليها أدعي ليها بس يا أمي و بعدها ضماها و بقى يبكي معاها ، نزلت و قعدت في الأرض و بقت تقول ليهو ما بعرف جيب لي بتي ، جيب لي غصون هسي دي ، أنا والله ما بقدر ، ما بقدر على الوجع دا كلو ، بناتها الإتنين جوا قعدوا معاها على الأرض و بقوا يبكوا و غسان واقف و بعاين ليهم و هو دموعو نازله لحد دقنو....
والله يا جماعه لحد ما طلعوا الجنازه أنا خاته يدي على خشمي ، ناس أمي ديل قعدوا يبكوا و أنا بس بعاين بـ عيوني ، خالتو نعمات دي بكت و صرخت لمن حسها راح ، بقت جاريه ورا جنازت بتها و هي بتقول ليهم مودنها وين بت ما ماتت ، ديل غشوكم ، هي لسه بتتنفس و فيها باقي روح ، رجعوا لي بتي قلت ليكم.....
ياخ في اليوم داك الناس دي بكت جنس بكى على حالتها و موتت بتها و أنا لغاية ما رجعنا البيت دمعه ما نزلت مني ، كنت شايفه الحصل قدامي دا كلو كذب في كذب ، بس اول ما دخلت غرفتي و قفلتها علي إنهرت عديل و حيلي مات ، غصون ماتت !!.... شفتها لمن إنصابت و لمن طلعوها جنازه بس مع ذلك ما قادره أصدق !!
في نفس اليوم دا لمن أبوي إتصل و ناس البيت حكوا ليهو بوفاة غصون قال لينا الوضع ماشي للأسوا و الناس بدت تسافر عشان كدا من بكرا جهزوا حاجاتكم و أنا و زيدان حـ نجيب معانا ناس عمتكم و نجي عليكم و بعد بكرا ان شاء الله حـ اطلعكم من الخرطوم ، أمي قالت ليهو قصدك شنو بـ اطلعكم دي ؟؟ قال ليها لمن أجيكم بتفاهم معاكم ، المهم قالوا بكرا في هدنه ، و حيكون في مسارات آمانه فـ حـ أحاول اطلعكم من البلد دي قبل ما الوضع يسوء ....
طبعاً أنا لمن عرفت قلبي وجعني و بكيت زياده ، يعني رغم الحاصل دا كلو أنا نهاي ما خطر على بالي إني أطلع و أخلي بيتنا ، ما خطر على بالي إنو يوم من الأيام حـ نطلع مرغمين من بيتنا بسبب ظروف الحرب ! ما اتخيلت إنو غصب عننا مفروض نخلي المكان الإتولدنا و إتربينا فيهو و نمشي ، مجرد التفكير في الموضوع خلاني أحس بالغربه ...غير كدا أنا ما بقدر أمشي من هنا و لسه ناصر ما معروف وين ....ليلتي ديك قضيتها بكى كلها و بقيت أعلن في الحرب و سنينها ، وجعي و بكاي بزيد كل ما أتذكر ناصر و ذكرياتي معاهو سواء كانت كويسه أو سيئه ، غمضت عيوني و نمت بعد تعب و أنا رافضه رفض تام فكرة إني أمشي من هنا رغم إني عارفه أبوي ما حـ يخليني ....
فتحت تلفوني و دخلت دردشة مع ناصر ، لقيت نفسي بكتب ليهو :
وين ما كنت بتمنى انك تكون بخير ، ما تعتبر دا ضعف مني بس العشره ما بتتنسى ، انت لو كنت عدوي ما حـ اتمنى ليك مكروه بس برضو دا ما معناه إني اتنازلت أو رخصت نفسي ليك ، لو انت حاصل عليك شي منعك من انك ترجع لأهلك عذرك معاك بس لو كنت عامل كدا قاصد و غير مبالي بخوف أهلك و قلقهم عليك فـ بالجد تكون بالغت و أساساً ماف شي يخليك تعمل كدا لأنو ماف زول جبرك على شي و كـلو تم بـ رضاك ، المهم لمن تقرا رسالتي دي يمكن أكون في مكان تاني ، لو ما مُت بسبب الحرب حـ اضطر أطلع مع أهلي من هنا ....حسب الشايفنو و الأنا اقتنعت ليهو إنو الحرب دي لا حتقيف الليله لا بكرا ، فلو مشينا ما أظن نرجع قريب و لو قعدنا حـ نمشي للأقرب من حبل الوريد ، عارفه الموت واحد و ماف زول بهرب من قدروا بس أبوي ما حـ يرضى يخلينا تحت الظروف المهدده دي ....في الآخر أتمنى انك تكون بخير و رسالتي دي تصلك ، طوالي رسلت ليهو الرساله و مشيت رقدت مع ناس أمي....أود اخبارك أن قلبي لا تتغير أحواله مهما تغيرت أحوال الدنيا، فأنا أحبك على كل حال، و أنا سعيد، وأنا مرهق، وأنا بائس، وأنا منكسر، وأنا منتصر، وأنا خائف، وأنا مطمئن، في عزتي، وفي هواني، في كل أحوالي لا يعرف قلبي سوى أن يحبك♥️."
لكاتبهيتبع....