٣ | مشروع الكيمياء.

3.8K 330 109
                                    

الفصل الثالث

***

" أنتِ حمقاء مغفلة كبيرة! لماذا لا تريدين الذهاب؟ " تنهدتُ، بدأت أشعر بصداع قوي أثر ثرثرة مارلين للقبول بدعوة ميلو و الخروج معهُ.

أخبرتها أنني في حالة إن ذهبتُ سيكون الأمر كأصدقاء لا أكثر، و لكنها تُصِر على أنهُ موعد غرامي سينتهي بقبلة فرنسية على باب منزلي، مارلين حقاً تعاني من الجفاف العاطفي الشديد و هذا يؤلم رأسي.

" لن أذهب مارلين، توقفي عن الثرثرة. " زفرتُ بملل عندما إنتحبتْ تمسك ذراعي و تتمسك فيه برجاء. " أرجوكِ فقط وافقي! " نظرتُ لها بإزدراء و تفاجؤ، أنها تتصرف كأنني والدتها التي ترفض أن تذهب هى في موعد غرامي مع خليلها و تجعل الوضع حقاً غريب.

" لماذا تصرين أن أذهب بهذه القوة؟ أنتِ حتى لا تُشجعينني على حضور المحاضرات، ما هذا الإصرار يا مارلين؟ " رفعتُ حاجباً أدفعها بعيداً عني عندما كانت ملتصقة بي كالجرادة.

" لأنكِ حمقاء مغفلة كبيرة لا تدركين النعمة التي هى بين يداكِ بالفعل، ثم ستعودين إلى الإنتحاب على ما ضاع منكِ في منتصف الليل و بجانبكِ عُلب كثيرة من الطعام الجاهز، لهذا أنا فقط أُنير بصيرتكِ منذ الآن! " عادت لإمساك ذراعي لأتنهد.

هو طلب أن يكون الأمر كأصدقاء لا أكثر و لكننا نعلم أنهُ لا يمكن أن يكون كذلك، كما أنني مؤمنة أنهُ لا تُوجَد صداقة بين أي شاب و فتاة و تستمر على نفس المنوال، في نقطة ما أحدهم سيقع للثاني و تكون نهاية الصداقة.

لهذا أحرص على ألّا أحظى بأصدقاء من الفتية؛ لأنهُ على ما يبدو أن جميع علاقاتي مع الفتية الآن إما غريبة أو متنمرة، و ميلو توددهُ لا يُوحي بالصداقة.

" لن أنتحب لا تقلقي، على الأقل لن أفعل أمامك لذا لا داعي لأي خوف، و الآن أتركيني وشأني أيتها المهووسة بالعاطفة. " دفعتها و توجهتُ لأجلس على مكتبي، و لكنها مارلين، أتت لتجلس فوق مكتبي أمامي و أنا على مقعد المكتب.

" أرجوكِ يا إيلورا، الفتى كالذهب و أنتِ بحاجة إلى الإنفتاح قليلاً ألا تدركين ذلك؟ " زفرتُ الهواء بقوة و ضجر، بدأ هذا الموضوع يلزم حدهُ معي. " مارلين أنتِ تعرفين أن أبي لن يكون متساهلاً في هذه الأمور، أضيفي أنني لا أرغب في الدخول إلى أي علاقة حميمية الآن، لذا الموضوع منتهي. " رأيتها تعبس و أشحتُ بوجهي.

هى لن تفهم.

أعرف جيداً أن حياتي لا تعجبها، و البؤس الذي أعيش فيه يجعلها تشعر نحوي بالشفقة و تتمنى لو تستطيع إخراجي منهُ بأي طريقة لأكون قادرة على العيش بحرية دون قيود كما هى تفعل في حياتها المثالية المليئة بالفتية المثاليين اللذين تتحدث عنهم كل يوم.

و لكن الأمر ليس بتلك السهولة، لا يمكنني الوقوع في حب أحد لا يشبهني، ثم يطلب مني الإنتقال للعيش معهُ لممارسة الجنس خلال الصيف و أجد نفسي حبلى، و أبي هذا يجعل مؤخرتهُ تعمل بِجد حتى يجعلني أعيش الحياة المثالية.

Colin Academy | أكاديمية كولين Where stories live. Discover now