الفصل الخامس عشر

17.1K 895 272
                                    

pov: إيرينا 

- هل هذا معناه أنني يمكنني العودة إلى العمل ؟ 

سألته ذلك بعد أن إنتهيت من تنظيف جروح يده في حديقة البيت ، بالتأكيد لن أدعه يرحل بيديه هكذا ، أخبرني بإنزعاج : أقسم أنك سوف ترين شيئا لن تحبيه إذا قلت لي أنك تشتاقين العمل في تلك الورشة الحقيرة ..

وجدت نفسي أبتسم ببلاهة : في الواقع أنا أحب الخياطة جدا ، فقط لا أحب العمل تحت تلك الظروف ... 

لم أستطع ذكر إسم تلك العاهرة التي طردها بعد أن قامت باهانتي ، ليقول لي : حسنا ، أديري الورشة إذن .. 

توسعت ابتسامتي إلى ضحكة : أنا ؟ لا أعتقد أنني مناسبة لذلك ، هل تريد لورشتك أن تخسر ..

قال لي بنبرة لطيفة و هو يتطلعني :  ليست ملكي .. 

قلت بعدم إستعاب : إذن ملك من ؟ 

نظر لي نظرة ذات مغرى ، لأفتح فمي بصدمة : لا ..لا ..لا ..لا تقل لي ذلك ، أرجوك لن أتحمل ، لقد فعلت لي الكثير ، لا هذا أمر مرفوض تماما .. 

قال لي بجدية : إنه هديتي لإبنتك لا يمكنك رفض ذلك .. من أجل مستقبلكما ..

كلما حاولت الكلام أتوقف كي أستوعب ما فعله ، أي نوع من الرجال هذا ، لقد إشترى الورشة من أجل تأمين مستقبلي أنا و إبنتي ..

مد يده على غرتي وعبث بها قليلا : لا تفكري ، إنه الأفضل .. 

تنهدت بصوت مرتفع: إنه فقط ..كثير ، إيغور أنت تفعل الكثير،أشعر أنني مدينة لك طيلة الوقت ، الأمر يصبح كالعبئ الثقيل على عاتقي ..الأمر يخنقني ، أنا قد أتقبل فساتين أو حتى حقيبة غالية كهدية و لكن ليس ورشة كاملة .. 

همهم كمن يتفهم الأمر ، ثم قال : ما رأيك أن تقومي بتخصيص جزء صغير من دخل الورشة السنوي لتسديد العبئ الثقيل ؟

حاولت أن أفكر لكنه قاطع أفكاري : إيرينا أنا أمنحك خيارا ، الأمر نادر ...

رغم أسلوبه الجاف إلا أنني أدرك أنه يريد التخفيف عني فقط ، لكن سعدت بأنه سوف يقبل بسداد الدين ، حاولت تغيير الموضوع وقلت بمزاح : ما قصتك مع غرتي وشعري ، تعبث بهم كثيرا ؟ 

لأول مرة أحس أنه شعر بالحرج من سؤال ما ، و بصعوبة شديدة نطقت : كل ما أعرفه .. 

هو يمزح بالتأكيد ، لقد كان متزوجا ، بالتأكيد كان يعانق زوجته و يحتضنها و يتلمسها ، قلت بفضول: حتى مع فيينا .. 

بدت على ملامحه الانزعاج و قال : لم تكن تمانع ..

إزداد فضولي أكثر و أكثر : هل تشتاق لها ؟ 

  كنا لا نزال نجلس في حديقة البيت ، هذه أول مرة لنا نجلس هناك ، نظر لي بحيرة كمن فاجأه سؤالي ، بقي صامتا ثم قال بنبرة مظلمة : لم تستحق ذلك المصير .. 

ملكيته الخاصة  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن