الفصل السادس عشر

16.4K 842 196
                                    

 

تنويه : إن الأحداث المدرجة في هذا الفصل خيالية تماما ، و لا تمط بصلة لأي وقائع تاريخية أو سياسية و أي تشابه ماهو إلا محض صدفة

إيغور:POV

كنت ألهث بقوة شديدة من شدة ما كنت أحفر ، أكرر كل ما حدثتني به تلك الساحرة الصغيرة في تلك القصة ، تراها كانت صدفة أنني أمسكت برمز بوتيمار ذلك ، لقد قضيت ليلة من الجحيم لم أذق فيها طعم النوم سوى عشر دقائق  ، كنت أضرب الحجارة بعزم قوتي وأنا أحاول أتخلص من صوتها الدافئ الذي يسكن عقلي ، سمعت صوت ميشا يصرخ بي : توقف سيدي ، سيدي سوف تؤذي نفسك ، سيدي أرجوك ...

عدت لأرض الواقع  وتوقفت عن الحفر ، كان بعض العمال ينظرون إلي بذهول ، صرخت بصوت جهوي بث الرعب في نفوسهم : عودوا إلى العمل يا حثالة  .. 

صعدت إلى الأعلى ، و أخرجت سيجارة على الفور و بدأت أدخنها ، كنت أشعر بخطوات ميشا خلفي ، ليقول لي : الشاحنات جاهزة ، و كل كذلك البضاعة جاهزة ...
نفثت دخان في الهواء و قات بعصبية مفرطة  : غدا سوف ننفذ..
و أخدت نفسا أعمق من سيجارتي مشيرا له بيدي بأن يعود إلى السرداب في الأسفل و يشرف على العمال ، أحتاج أن أبقى وحدي ، كنت أهز رجلي بعصبية مفرطة ، و لا أعرف ما يتملكني ، هل انا غاضب؟  
أم منزعج ؟ ، لماذا أشعر بالاختناق الشديد ، لماذا أشعر بثقل هائلى على صدري ، شيء يسكن هذا الأخير و يمنعني حتى من التنفسس بطريقة جيدة ، حتى التدخين لم يكن يساهم في التحسن بل يجعلني أختنق أكثر و أكثر ، شعرت بحرارة كبيرة ، رغم أنني  لا ارتدي سوى قميصا أبيضا صيفيا و جسدي يلمع من العرق الشديد نتيجة للمجهود الذي كنت أبذله ، قلبي يكاد يخرج من مكانه بسبب دقاته القوية ..
" إنها عصفورة عاشقة"
اللعنة صوتها لا يرافق رأسي ، سوف أجن لا محالة .. أنقذني صوت الرنين ..
كان هاتفي يرن و كان المتصل زويا ، وجدت نفسي أرد عليها ، لتفاجأني بنبرتها اللعوب : لقد اخدت  ما تريده مني لكني لم أخد ما أريده بعد ...
لعن بداخله كثيرا ، التورط مع هذه المرأة كان خطأ منذ البداية ، لكنه خطأ لابد منه، لازال يحتاجها لذلك يحتاج يكمل في هذه التمثيلية..
قلت بنبرة غير مبالية: تلك المعلومات التافهة لا تساوي ما تريدنه ..
قالت بغيظ : إذن أخبرني ماذا تريد مني و سوف أفعله ..
قلت بلهجة قاسية : لا أريد شيئا حاليا ..
قالت برجاء : لما لا تأتي الليلة لتسهر معي ، و تتحدث أكثر ...
في الواقع لا تبدوا  فكرة سيئة ، أحتاج أن اسكر ، أحتاج أن أخدر حواسي و أقتل مشاعري الليلة ..  على الأقل الليلة فقط ..
قلت بنبرة واثقة : كوني جاهزة على الساعة العاشرة ...
أقفلت الخط ، و أخبرت ميشا ببعض التعليمات كي يتبعها إستعدادا للغد ، و تفقدت بنفسي الشاحنات و الأسلحة ..
و قمت بالاتفاق مع التجار على الحدود بميعاد اللقاء ...
كان ميشا خائفا للغاية أما أنا فكنت واثقا أنني سوف أنجح ...
########
وصلت إلى البيت ، قمت بالاستحمام ، و إرتداء بدلة رسمية سوداء ، خففت من ذقني قليلا ، و وضعت بعض العطر ، سمعت صوت طرق الباب لأجد جوزيف على عتبة منزلي قلت بقلق : ماذا حدث ؟ إيرينا بخير ؟
رفع حاجبيه في إستغراب شديد ، و دفعني كي يدخل قائلا بسخرية : إنها بخير ، فقط تحتاج إلى دروس تمثيل جيدة كي تتقن دورها ...
قلت باستغراب : أي دور ؟
أكمل سخريته : يبدو أنك ايضا تحتاج دروسا من نفس النوع ...
بدأ صبري ينفذ ، فقلت بحدة : هات ما عندك ..
قال بصراحة : هل تعبث مع إبنتي من وراء ظهري؟
أردت الضحك بشدة على سخافة كلامه لكن ملامحي بقيت جامدة فقلت : إنها التاسعة و نص ليلا و أنت ثمل بالفعل ...
قال بانفعال : إيغور لقد أمضيت معك عمرا أنا اعرفك ،و بالتأكيد أعرف إبنتي جيدا ...
قاطعته نافيا : أنت بالتأكيد لا تعرفني ..
أردفت بحسرة : ما كنت لأفعل ذلك بك ..
سألني بشك: هل تكن لها شيئا ؟
تجمد لساني ، هل أكن لها شيئا ، أنا..أنا ... أنا لا أعلم ..
هربت بنظري منه و قلت بتوتر : إنها إيرينا ، أنا أعرفها منذ كانت طفلة ..و ...
توقفت عن الحديث ، ليكمل هو الحديث  : و هي الأن إمرأة حامل تحتاج إلى رجل محترم لا يقوم بتجارة لا تريدها في حياتها ...
حدثته باستفزاز : ماذا عن والدها الذي بنفسه قام بوضع تصاميم السرداب الذي جعلناه مخزنا للأسلحة ....
جحظت عيناه في صدمة من أسلوبي و أشار لي بأصبعه السبابة بتهديد : أبقي إيرينا خارج هذا ..
قلت بنبرة جافة: أنت من يدخلها ... أنا ذاهب للسهر مع فتاة و أنت تتهمني بشيء لا يوجد إلا في رأسك.
تأمل منظري جيدا و قال بجدية : قد تخدع كل البشر لكن ليس أنا إيغور ، أنا أرى كيف تنظر لها ، و كيف تتعامل معها ، و كيف .. 

ملكيته الخاصة  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن