الفصل الثامن عشر

15.9K 885 234
                                    

pov: ايرينا 

بعد القبلة التي جمعتني به ، كنت في حالة من النشوة المفرطة ، سعادة غامرة تجتاح جسدي ، لماذا أشعر بالانتماء له هكذا ؟ 

لم يسبق لرجل أن لمسني كما لمسني هو ، أو حتى جعلني أشعر بكل تلك الأحاسيس الرائعة .. 

لكن سرعان ما إختفى كل شيء ما إن إبتعد عني ، و كأن أنفاسي سلبت مني ، و كأن جزء من قلبي قد قفز من صدري و نفى نفسه إلى جسده... 

عاودني الخوف بشدة ، تسلل القلق إلي مجددا ، لا بد أنه يراني مجرد عاهرة الأن باعت نفسها من قبل لرجل مافيا و الأن تبيع نفسها للرجل الذي ساعدها .. لقد إعتدت الخوف و القلق كثيرا لدرجة أن حتى السعادة تخيفني .. 

رغم حديثه المستفيض عن مدى تقديره لي ، و إحترامي لذاتي ، إلا أن شيئا بداخلي دائما يحتقرني ، يجعلني اشعر أنني لا أستحق هذه السعادة ، لم أرد الافراط في التفكير ففعلت كما أفعل دائما أهرب من مشاعري بالانشغال بشيء ما .. 

تحججت بالتسوق للمرة التانية ، و كان له من الصبر ما يجعله يوافق على طلبي .. 

أفرط في مشاعري في كل مرة أنتقي فيها قطعة لصغيرتي فقط كي أرى تلك النظرة الدافئة التي يغمرني بها .. 

عندما سألته عن تلك المرأة التي قضى ليلة أمس لم يكن غرضي الانتقام من قلة إحترامه لضيفي 

بقدر ما كان شعور بالغيرة يتغلب علي ، أعلم أنه من حقه أن يفعل ما يريد ، لقد وعدني بأنه سوف يكون موجودا من أجل حملي ، و ليس من أجلي ، علي أن أتعايش مع الأمر .. 

لكن تلك القبلة جعلتني أحلم بأحلام لم أكن أعرف أنها موجودة أصلا ... 

كانت كل هذه الأفكار تحوم بي و أنا أشاهده يقود نحو الورشة مرة أخرى ، قلت بحيرة عندما إقتربنا منها : لماذا عدنا إلى هنا ؟ 

حمحم بصوت مرتفع قليلا و قال : والدك يشك بأن هناك شيئا .. 

قلت بقلق : تشاجر معك ؟ قال لك شيئا أغضبك ؟ أنا أسفة حقا .. 

تأملني قليلا و عبث بغرتي بلطف ، ثم قال بنبرة يتخللها الشعور بالذنب : لقد أخبرته أنه لا شيء ، أنني لن أفعل شيئا .. و قد كسرت كلمتي .. 

شعرت بألم شديد في صدري ، لقد قام بكسر وعده لأبي بسببي ، أنا السبب ، أدرك علاقته الوثيقة بأبي ، إنهما ليسا مجرد شركاء عمل ، بل عائلة ، و لا أريد أن يخسر أبي صديقه الوحيد بسبب طيشي و عهري .. يكفي ما عناه في حياته .. 

حاولت تمالك دموعي و قلت بنبرة متصنعة : كلا أنا لم تكسر شيئا ، لم يحصل شيء ، و سوف نتصرف على هذا الأساس .. 

سحب يده مني و قال لنبرة جافة : اذا كان هذا ما تريدنه .. 

كلا ليس هذا ما أريده ، أريد أن أبقى بين أحضانه ، أن تغمرني بقبلات لا حصر لها ، أن نخرج معا دائما و أن لا أفارقك أبدا .. 

ملكيته الخاصة  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن