الفصل التاني

26.5K 1K 68
                                    

إيغور :pov

تثرثر زوجتي باستمرار عن كل شيء و عن أي شيء ، تحب ان تتحدث كثيرا ، أما انا فصامت طيلة الوقت ، منذ ان تزوجنا أنا صامت لا أتحدث الا بجمل مقتضبة و عبارات قصيرة ، لا يزعجها الأمر بتاتا يكفيها أني معها ، حتى لو لم أقل كلمة واحدة ... غاضب أنا دائما ... منذ أن عرفتني و أنا غاضب و صامت ... أرد بكلمات مقتضبة.. سواءا معها أو حتى مع جوزيف أو أي شخص أخر ما عدى تلك الصغيرة ابنته ، بطريقة ما تجعلني أرد عليها بجمل قصيرة .. لا أمانع ذلك لكن فيينا تنزعج ..

أحاول انقاذ علاقتي بفيينا قليلا قأنفذ كل ما تريده مني في صمت شديد ، تملأ حياتي الضجرة بثرثرتها السعيدة دائما ، زوجتي اسمها فيينا و تعني الحبيبة ، لا أعلم اذا كانت حبيبتي ، لكنها المرأة الوحيدة التي استطاعت جعلي أذهب في موعد معها و تزوجت بها ...

ها هي تتحسس بطنها البارز و تخبرني بأن ابننا قد تحرك ، تحفزني كي أمد يدي بكلماتها الرقيقة ، أحاول رسم ابتسامة مقتضبة، و أمد يدي كي أتلمس بطنها ، لكن رصاصة تخترق ظهرها و تسقط بين يدي غارقة في دمائها و يختفي كل شيء...

أستيقظ بفزع شديد ، ألهث بقوة كمن كان يعدوا لألاف الأميال ، أتنهد في تعب ، و أنظر الى الغرفة التي تغرق في ظلام دامس ..

لا أستطيع النوم منذ سنوات بسبب مثل هذه الأحلام ، تروادني كل أغمضت جفني ، لو أنني فقط وصلت عشر دقائق مبكرا ، لعاشت فيينا ، و لعاش ابني ..

لم أبكي حين خسرتهما ، لم أبكي حين دخلت السجن ، و كأن الدموع تأبى أن تشفق علي ...

حين خرجت من السجن ، أذكر أنني وقفت أمام باب السجن مدة دقائق ، لقد كنت أنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر منذ سنوات و الأن بعد أن خرجت : ماذا الأن ؟

كان هذا هو السؤال الوحيد الذي يشغل تفكيري و أنا أقترب من المدينة أكثر و أكثر ... لكن بضعة أيام في نزل حقير في أنحاء المدينة كانت كافية كي أعرف ماذا أريد ؟ و أهم شيء من أريد ؟

كان صمتي هذه المرة مختلف للغاية ، في بداية شبابي كنت صامتا لأنني ليس لدي ما أقوله ، أما الأن فأنا صامت لأنه حتى الكلمات لن تشفي غليلي ...

غضبي هذه المرة مختلف ، فهو مثل بركان خامد ينتظر اللحظة المناسبة كي يثور ..

كم ضاع من عمري و أنا في تلك الزنزانة العفنة ، توقفت عن عد السنوات ، و بدأت أعد الأشخاص ، كم روحا سوف أخد ؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح ...

بصعوبة استطاعت الوصول الى جوزيف ، كنت أعلم أنه لازال حيا بعد تلك الليلة ، لكن لا أعلم اذا استطاع أن ينقذ عائلته أم لا ، و لا أعلم أين هو سوى أنه هرب بعيدا عن الحدود ، لكن بفضل زبون قديم صادفه في تومسك منذ سنة استطاعت تحديد مكانه ..

ملكيته الخاصة  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن