الفصل الواحد و العشرون

14.1K 842 223
                                    

إيغور : POV

بعد ساعة من القيادة وصلتني رسالة من رودلف تفيد أنه يريد رؤيتي عند مدخل المدينة ، كان ذلك متوقعا للغاية ...  

لن يتقبل ما فعلته بهذه البساطة ، و لديه الحق في ذلك ، لكن حتى الأن لا أفهم لماذا فعلت ذلك ..

لماذا قتلتها بتلك البساطة ؟ لماذا قررت أن أفعل ذلك ؟ حتى لو هربت كان يستطيع إيجادها وقتلها بنفسه ، لماذا ورطت نفسي في ذلك؟ 

هل كنت أنتقم من غدر المافيا لنا بتلك الطريقة ، هل كنت أنتقم ممن خدعوني حياتي كلها ؟ 

هل كنت أرى في تلك المرأة كل قذراة مرت في حياتي و قررت الانتقام منها ؟ 

قرار قتلها كان قد  حسم في ثوان قليلة للغاية ، ربما هي هيبة السلاح الذي لم أحمله لمدة تزيد عن الثمان سنوات كانت أكبر مني ..

كان عقلي يهذي بطريقة صعبة للغاية ، و مع كل هذا لم يكن ضميري يأنبني نهائيا ، لم أشعر بالندم على ما فعلت ، في الواقع لم أشعر يوما بالندم على أي شيء .. 

معظم المشاعر التي يمر بها الناس لا أشعر بها كثيرا ، أو لا أفهمها حتى ، إلا مع إيرينا كان الوضع مختلفا تماما ، فأنا لم أعرف أنلي قلب ينبض إلا عندما أتت إلى حياتي .. 

والأن علي مواجهة جوزيف بالأمر و بأسرع وقت ممكن .. أيضا ..

ما إن رأيت رودلف حتى توقفت سيارتي على الفور ، كان على بعد عشر كيلومترات من مدخل المدينة ، كان الثلج يغطي كل شيء ، البارد قارس  و هو يقف هناك مرتديا قميصا أسود لا يقي من البرد شيئا ، ما أن نزلت من السيارة حتى اندفع إلي و لكمني بقوة ، اتختل توازني لكني لم أسقط ، لكمني مرة تانية ، و ثالثة و الأخيرة كانت على بطني الخاوي من أي طعام ، سعلت بقوة من قوته ، و أنا أتني جسدي من الألم ...

 
إبتعد عني صارخا بي : اذا رأيتك يوما سوف أقتلك ..  لا تجعلني أراك أبدا ..
قلت ببرود : لا داعي للشكر ، لولا احتضانها الشديد له لما إستطعت أن أقتلها بتلك السهولة....
قال لي بألم : لماذا لم قتلتها ؟ لما لم تتركها تذهب و تركتني أعيش سعيدا في عالمي ..
إقتربت منه و الدم ينزف من وجهي : لأنك لا تستحق ذلك .

كان ينظر لي بانكسار شديد لكن كبريائه كان أشد من يعترف بضعفه أمامي ...
أردفت بعملية : يومان و سوف تصبح بخير ..
كدت أنصرف لكنه صرخ : سوف تشعر بما أشعر به عندما تعود له تلك الفتاة ، كما أنه والد إبنها..
رمقته بنظرة قاتلة ، و أنا أستدير لأقابله لأجده يضحك مثل المجنون : شهادة وفاة مزيفة ، هل تعتقد أن ذلك سوف يخدعه ؟
إقتربت منه مجددا بخطوات هادئة لا تعكس النار التي إندلعت داخلي : لن أهددك بشيء ، لكن سوف أعدك ، أعدك أن الجحيم لن يكون شيء مقارنة بما سوف أفعله بك إذا أقتربت منها ..
قال بتوضيح : أنا لن أفعل شيئا ، لن أمنع أي أحد من أي يفعل أي شيء خاصة إذا إكتشفت أنه من رجالي ، أعتقد أن هذا عادل بما فيه كفاية ... بالمناسبة هل تعلم تلك الصغيرة بما تعمل حقيقة أم أنك أقنعتها بأنك تعمل مع والدها في ذلك المكتب الحقير ..

ملكيته الخاصة  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن