تتقدم رفقة والدها بفستانها الأبيض المنتفخ من قماش الساتان في أجود أنواعه ، على وجهها إبتسامة خجولة و بعض الحمرة تكتسح خديها ، كان الجميع يصفق بعضهم سعيد و الآخر لديه نية خفية دفعته للحضور. وقفت كلوفر بجانب آندرو ليبدآ في قراءة العهود ، هما أقسما أمام ألف شاهد أنهما سيكونان زوجًا و زوجة محبين و ودودين ، سيبقيين معًا في سراء و ضراء ، مرض و صحة ، و أن لا يكونا سببًا في أذية بعضهما الآخر تحت أي ظرف.
كلاهما كاذبان محترفان فلو نظرنا إلى داخلهما وجدناهما يضحكان بسخرية مما يقولان ، أيحق لخائن أن يعيش في حب و مودة ؟ لا ، الخائن يستحق أن يعيش في بؤس و ندم دائمين ، أن يمر الوقت فيظن أنه نجى من سوء الوقائع لتعود الحياة و تغرقه فيها من جديد ، تتركه يتألم دون أن يموت ، الخائن لا يستحق أن يعيش!
بعد إنتهاء العهود صفق الجميع بحماس و بدؤوا يتوافدون رويدًا من أجل إلتقاط الصور أو التهنئة ، في ذلك الحين إعتذر ماثيو لكون عليه الذهاب نحو عمله الآن ، ودعه الجميع متمنيين له يومًا طيبًا ليحمل سترته الجلدية و يخرج بخطى وقورة. ركب سيارته حالما وصل ليشغل المحرك يحضر للإنطلاق لكن ما أوقفه هو الصوت العالي لسيارة رياضية ظهرت أمامه و قد رُكنت بعناية. بقي ماثيو على حاله يحدق بها بإعجاب ليرتفع بابها فينزل منه شخص عرفه ، سونغ لِــيو...
عقد حاجبيه بعدم فهم ، مالذي يفعله هنا؟ فحسب كلام إيلا لا أحد منهم يعرفه شخصيًا لذا إستغرب حظوره إلى زفاف كلوفر. رغم أنه تأخر عن عمله إلا أن فضوله البحت دفعه لينزل وراءه يتبعه ، توقف أمام البوابة ينظر له يخرج هاتفه و يقدمه بعد أن عبث به لثوان للحارس ، ليمرر الحارس الهاتف على الآلة القارئة للأكواد المشفرة فتصدر صوتًا يدل على القبول. فهم المحقق أن حضور لـيو إلى هنا ليس محض صدفة بل إنه مدعو من طرف يد لا يعرفها.
أخرج ماثيو هاتفه ليعود للحفل هو الآخر ، يجب أن يخبر إيلا بما رآه لعلها تحفر حول علاقة ليو بهذا الحفل ، لكنه توقف عن السير فجأة و إلتقى حاجبيه بإستغراب و سخط ، فها هو يرى حبيبته تتوجه نحو لِـيو تتأبط يده بإبتسامة لم يسبق و أن رأى مثيلتها على وجهها بعد أن أخبرته أن لا علاقة لها به و هي لا تعرفه البتة. لم يستطع مواجهة ذلك المنظر المخزي لأكثر من بضع دقائق ليعود نحو سيارته و يغادر المكان و بخلده أفكار سوداوية. أ هي شريكة ذلك الليو؟!
بالعودة للزفاف كان الجميع منغمسًا في جو الثنائيات من بينهم جايكوب و آبيڨال اللذان حل عليهم فصل الصمت الطويل ، فلا أحد منهما نبس ببنت شفة غير بعض التعليقات عن الطعام ، كلاهما شخص لا يتأقلم سريعًا رغم أن لقاءهما الأخير كان حافلاً بالأحداث. قد دعته ليكون شريكًا لها لكونها تريد تعويضه عن الخسائر التي سببتها له بسبب إنسحابها المفاجئ من فرنسا ، أيضًا لكونها لم تجد شخصًا آخر كشريك غيره فهي لا تحب العلاقات مع الجنس المعاكس.
أنت تقرأ
𝐖𝐞 𝐧𝐞𝐞𝐝 𝐭𝐨 𝐝𝐨 𝐬𝐨𝐦𝐞𝐭𝐡𝐢𝐧𝐠
Randomتخيل معي أن يجتمع مجموعة من الفتيات الناجحات في منزل واحد ، لديهن المال و السلطة و كل مسهلات الحياة هذا بسيط أوليس؟ لكن ماذا إن إصطدمت أقدارهم بمجموعة من الفتية بنفس طموحهن؟ ماذا سيحدث؟