|14|-إبنة الشيطانين

43 6 3
                                    

كانت نائمة على الأرضية الباردة إلى أن فتحت عينيها بتعب تحاول تمييز المكان الذي هي فيه ، جلست تتلمس تلك العصابة الملفوفة على عينيها. نزعتها تنظر لها لترفع رأسها نحو الحائط الذي يقابلها فتشهق بخوف ، إرتعد جسدها لما تراه أمامها إنها أربعة جثث معلقة من رقبتها على الحائط الذي يقابلها حيث تبعد عن الأرض بمسافة تزيد عن المتر ، تتدلى منها الدماء و بعضها فاقدة لجزء من أعضاءها.
لكن ما أخافها أكثر أنها ميزت تلك الأجساد و الملابس.

ذلك القميص الاحمر و الشال الأصفر خصان كلوفر ... و ذلك الفستان الأبيض القصير يخص آبيڨال ، ذلك التيشرت البيج الصيفي يخص آندرو ، و ذلك الوشم الذي يظهر على كتف صاحبة الشعر الاسود هو نفسه وشم إيلا. زادت وتيرة بكاء ماري لتتقدم نحوهم تحاول التأكد من هوياتهم وجوههم كانت مخفية بأقنعة لكن كل الدلائل تشير أنهم أصدقائها ، حاولت جذب الأجساد نحو الأرض و لم ينجح ذلك ، لكن لم تستسلم بل إتجهت لجثة الرجل فهو الأقرب للأرض بحكم طوله ، تعقلت فيه و جذبته عدة مرات إلى أن سقط لتجلس بجانب رأسه تلهث بتعب.

بيد مرتجفة أمسكت ذلك القناع و التردد ينهشها
لو كان حقًا آندرو فذلك يعني أن بقية الجثث تخص صديقاتها حقًا ، رفعت الكيس ببطئ ليقابلها وجه آندرو الذي كُتب على جبهته بخط أحمر واضح كلمة 'خائن' نظرت لشحوب وجهه و لشفتيه الزرقاء التي تدل على موته ، أطلقت صرخة من الرعب الذي تعاني منه لتجهش ببكاء هستيري ، هي قد نست كيف تتنفس بين شهقاتها ، ما تراه الآن هو أكبر من أن تستوعبه ، زاد نواحها لتبدأ بالتصرف كشخص جن جنونه تشد شعرها بيديها و تتحدث للفراغ
-"لمَ فعلتُ ذلك؟ لقد كنت أعيش حياتي بسلام لمَ أوقعت نفسي وسط كل هذا؟" بعد فترة من العويل لم تتحمل لتفقد وعيها من جديد.

أما خارج تلك الغرفة فقد كان لا يزال الجميع تحت صدمة ما وقع عليهم ، كلوفر قد إبتعدت نحو أحد الزوايا تتقيئ ما تناولته من لحم و البقية تجمدوا في مكانهم ينظرون للصحون بعدم تصديق ، قلب إيزرا للطاولة جذب إنتباههم ليصرخ بغضب
-"ما خطبك يا هذا؟ هذا المقلب مقرف!" رفع آش نظره نحوه ليدفع خده بلسانه للخارج ينظر إليه
-"أنت تتدخل فيما لا يعنيك و كأنه يعنيك ، لهذا طلبت مني أن أقتله نيكولاس أوليس ؟" حطت كل الأعين على نيكولاس الذي تراجع للوراء ينفي ما قاله الأشقر الذي إبتسم له يخرج هاتفه من جيبه و يشغل أحد الملفات الصوتية التي كان واضحًا جدًا أنه صوت نيكولاس يطلب قتل إيزرا.

-"لقد توقعت أنك ستُكَذبني عندما أتيت لمنزلي سابقًا في محاولة إغتيالي." نبس القاتل بسخرية.
لطالما كره هذين الأخيرين بعضهما ، فإيزرا شخص متسلط و يتدخل في كل شيئ سواء كان يعنيه أو لا و نيكولاس يكره الأوامر ، لكن صداقتهما مع جايكوب كانت ترغمهما على البقاء سوية معظم الوقت و التصرف كأشخاص مقربين. إنقض إيزرا على عنق صديقه المزيف يشتمه بعدم تصديق كيف يتجرأ على تحريض شخص ليقتله ؟ لكن حالما حاول لكمه أمسكه الأشقر يثبته على الحائط لينتفض إيزرا
-"أتركني أيها الهمجي!"

𝐖𝐞 𝐧𝐞𝐞𝐝 𝐭𝐨 𝐝𝐨 𝐬𝐨𝐦𝐞𝐭𝐡𝐢𝐧𝐠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن