|12|-صندوق الباندورا

40 8 1
                                    

Pov Mathieu :

طوال سنوات عملي كمحقق تحاشيت التصادم مع النساء و كأنهن صنف مسموم بسبب هيئة عملي ، فقد حصلت على الكثير من الأعداء و الأشخاص الذين يريدون الفتك بي أو بأحد أسباب سعادتي. لقد كنت دومًا شخصًا لن يخسر شيئًا فهو لا يملك شيئًا على أي حال ، فوالداي مستقران في روما منذ عقد يعيشان حياة رومانسية حلوة بعد أن كبر إبنهما الوحيد. و غيرهما لست أملك العديد من الأصدقاء بل أكاد أقول أنني لا أملك البتة فمعظمهم معارف تنحصر علاقتنا بين صباح الخير و كيف حالك...

دخولها حياتي كان كمد و جزر فأحيانا تتقدم نحوي كموجة تسونامي تغدقني بالحب و الإهتمام الصادقين ثم فجأة تنسحب إلى الوراء و كأنها لم تكن و تترك أراضي حبنا جافة و يابسة إن غرست فيها صبارًا فلن يجرؤ على النمو. وافقت على هذه التقلبات التي تعصف بنا و واصلت مواعدتها مقتنعًا أن إهتمامي يكفي الطرفين معًا ، لم أتعذر يومًا بكرامة أو كبرياء فأنا أكبر من أن يعيقني شيئان رمزيان تافهان مثلهما عن الحصول على حب دائم.

لكن ها هي مجددًا تأتي بموجة عاتية نحوي ، تظنني سأتقبلها ككل مرة و هي لا تدرك أنني أصبحت محض أطلال حاكتها رياح خيانتها و موجها سيبعثرني أكثر. صرخت بها و أنا مدرك أن هذا لا يشبهني فأنا من يستمع قبل أن يحكم لكن ربما خداعها أفقدني صوابي و للحمة نصيب لما يحصل لي أيضًا ، أكثر نا أكرهه هو بنيتي الجسدية الضعيفة فلطالما أعاقتني في مهنتي و حياتي. سمعتها تعدني أنها ستخبرني الحقيقة كاملة لأشعر ببعض السكون فيَ ، مجرد سكون مؤقت سينقشع كالضباب.

جلسنا سوية على الأريكة لتبدأ بقص جانبها من الحدث علي ، سمعت بإنصات مؤمنًا أن ما تقوله هو الحقيقة البحتة و تجمدت أطرافي لوهلة عندما سمعتها تقول أنها كانت تنوي التقرب من لِـيو و ولوج بيته كعشيقة ، لم أتوقع أن حياءها بخس لهذه الدرجة. مهما عرفتها أجد أنني لازلت مفتقرًا لدراستها و فهمها أكثر هي كإمتحان درست له طوال السنة ثم في النهاية كان مضمونها لا يشبه ما إجتهدت فيه و لو بقيد أنملة فرسبت! أحسدها على التعامل مع شخص بسيط مثلي ، فإذا سُررت ضحكت و إذا إحتلني الهم إسودت سحنتي و عبست كالآن.

أشعر أنه تم خيانتي مرتين ، فمهما بلغ إدراكي بحبها لبيتر القاعد في المشفى لم أتوقع يومًا أنها ستراهن بي لأجله ، هو مجرد تلميذ و أنا الخليل ... ربما بالغت في تخيل مكانتي لديها أو قلصت من مكانته هو لكن في كلتا الحالتين أنا خائب من تصرفها. لقد أعطيتها ذريعة تقيها من اللوم الذي يمتلئ داخلي ربما هي ذريعة من أجلي أيضًا. إيلا فعلت كل هذا لأنني من تجاهل مشاعرها الحزينة إتجاه ذلك الصغير و لأنني تخطيت قصة لـِيو تقاعسًا و عجزًا من الحفر فيه لو ما فعلت ذلك لما تمادت لهذه الدرجة ، أوليس؟

-"أ هذه كل الحقيقة؟" تساءلت و كان في سؤالي فخ فإن أجابت بنعم لن أهديها مستقبلاً أي عذر لو وجدتها كاذبة من جديد بل سيمكنني رد الصاع صاعين دون الشعور بالوجل ، أومأت لي و عيناها مثبتان على يديها لأخرج زفيرًا مريرًا ، رغم أنني لا أستطيع خوض المزيد من الحديث وسط تعبي هذا إلا أنني قلت أرفع علم الهدنة و الصلح بيننا على شكل مطالب أجدها من حقي تمامًا
-" فلتقطعي كل إتصالاتك مع ذلك المجرم ، سأتولى الأمر بمفردي دون أن تلتجئي لخطط ساقطة. لو وجدت أي رابط بينكما مستقبلاً أقسم أنني لن أمررها ببساطة كالآن إيلا."

𝐖𝐞 𝐧𝐞𝐞𝐝 𝐭𝐨 𝐝𝐨 𝐬𝐨𝐦𝐞𝐭𝐡𝐢𝐧𝐠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن