بيت تظهر الوحشة و الوحدة في أرجاءه تسكنه تلك الشقراء الحزينة ، منذ موت زوجها و هي في حداد فلم تعد الألوان تحيطها إطلاقًا ، ملابسها أصبحت داكنة بسيطة و شعرها دومًا مجموع على شكل ذيل حصان ، لم تعد تستهويها المجوهرات ولا الماركات العالمية ، هي فقط تجلس طوال اليوم في البيت إما نائمة أو تشاهد عرضًا ما ، منزلها الكبير قد خلى من الخادمات لذا تجد الفوضى تعمه و الغبار قد غطى معظم أرجاءه ، كلوفر التي كانت دومًا متألقة أصبحت مجرد أطلال حزينة.
سمعت صوت جرس الباب لتتجاهله ، هي لا تفتح لأي كان و تحت أي ظرف ببساطة لأنها لا تريد لقاء أحد ولا مزاولة حياتها ، لولا الصغير ببطنها لنحرت معصمها منذ زمن. رن الباب من جديد مرتين ثم ثلاث ثم أربعة لينفذ صبر الشقراء و تنزل بخطوات غاضبة و منزعجة ، فتحت الباب بجلف لتفتح فاهها بصدمة حيث قابلتها صاحبة التسعة عشر عام بأعين دامعة و فم مائل نحو الأسفل بحزن ، وجهها الجميل قد ظهر عليه التعب و علامات المقاومة و حتى جسدها بات هزيلاً.
-"سيدة كلوفر." همست مِيا بصوت باكٍ مستنجد فبعد موت آندرو أُغلقت العديد من أبواب السعادة في حياتها تمامًا كزوجته ، كلتاهما تشاركتا في حبه و إغداقه بالإهتمام إلا أن مِيا كانت يافعة مرحة على عكس الأخرى التي غرقت وسط مسؤوليات الحياة.
-"مالذي تريدينه؟" أعربت كلوفر ببرود فآخر من تريد لقاءه هو الشخص الذي تم خيانتها معه ، لم تتحدث الصغيرة بل أجهشت بالبكاء و عانقت الشقراء بأسى
-"لا أستطيع مواصلة حياتي ، لقد كان السيد آندرو أبًا و أمًا و حبيبًا و معيلاً ، لا أجد طريقة للمواصلة بدونه ليس لدي أحد بعد ذهابه!" بكت بحرقة بينما تفصح عن ما تشعر به.حقًا ، آندرو كان الشخص الزحيد في حياة مِيا فهو من إنتشلها من دار الأيتام و وفر لها حياة كريمة لم تتخيلها يومًا ، لقد كان الوحيد الذي يثق بها و يشجعها ، لا تزال تتذكر عندما عرض عليها مساعدتها في التحضير لإختبار الرياضيات و في النهاية هي من قام بتدريسه لا هو لكونه لم يستطع إستيعاب شيئ تتذكر ما أخبرها ذلك اليوم بمزاح ، 'تشه ، من قال أن الرياضيات ستجعلك تنجحين في حياتك ؟ أنظري إلي أنا فاشل فيها لكنني ناجح في حياتي!'
في النهاية هو تركها دون أن يودعها ، لم تملك حتى الفرصة للذهاب لجنازته لكونها لم تكن فردًا من العائلة ، لا تعرف مكان قبره.و فوق ذلك أصرت الحياة أن تكون قاسية أكثر فمنذ موته لم تجد أي طريقة لكسب المال ، كانت تذهب للجامعة بينما لم تتناول غذاءًا لائقًا منذ مدة ، لقد أصبحت يائسة و متعبة لدرجة أنها لم تجد أحدًا لتطلب منه المساعدة غير كلوفر زوجة حبيبها.
-"ألا تستطيعين مواصلة حياتك من دون آندرو أم من دون مال آندرو؟ فلتكوني دقيقة!" هسهست كلوفر تشفنها بغضب بعد أن فصلتها عنها لكنها ندمت بعض الشيئ عندما نظرت إليها بإنكسار.
-"أعلم أنكِ لا تحبينني لكن رغم ذلك دست على كبريائي و أتيت إليكِ ، فقط أعيديني للميتم."
أنت تقرأ
𝐖𝐞 𝐧𝐞𝐞𝐝 𝐭𝐨 𝐝𝐨 𝐬𝐨𝐦𝐞𝐭𝐡𝐢𝐧𝐠
Randomتخيل معي أن يجتمع مجموعة من الفتيات الناجحات في منزل واحد ، لديهن المال و السلطة و كل مسهلات الحياة هذا بسيط أوليس؟ لكن ماذا إن إصطدمت أقدارهم بمجموعة من الفتية بنفس طموحهن؟ ماذا سيحدث؟