كانت الأوضاع داخل غرفة العمليات كئيبة و هادئة فالجميع شارد في نقطة ما من الغرفة ، إنها أول عملية قاموا بها على طفلة صغيرة ، و أول عملية كانت نتائجها الوفاة. لا تزال ماري جالسة أرضًا تنظر ليديها الداميتين بعدم تصديق ، بعيدًا عن أن آش سيقوم بدفنها حية إن علم بفشل العملية إلا أنها حزينة و منكسرة بسبب إيليا فقد كانت تحبها و تهتم لأمرها حتمًا ، إستقامت من مكانها تتقدم نحوها لتبدأ بفصل الأجهزة عنها و إغلاق جرح العملية و رؤيتها مشوشة بسبب الدموع.
حالما إنتهت نظرت لوجهها مرة أخيرة و تذكرت كيف كان باسمًا قبل مدة و هي تخبر أخاها 'إلى اللقاء' ، ماري قد كانت سببًا في عدم حصول هذا اللقاء ، هي حرمت آش من أخته الحبيبة إلى الأبد ، رغم أنه قاتل متعاطي إلا أنها كانت برفقته في كل مرة تحدث عن أخته أو ساعدها ... هو أحبها بصدق. هو لم يعلم بعد لكون ماري منعت جميع الطاقم من الخروج منذ إعلان موت الصغيرة لتنظر لهم الآن و تقول بصوت متحشرج تخلله الحزن
-" أعتذر عن فشلي الذريع ... سأتحمل جميع المسؤولية لكوني السبب الرئيسي في فشل هذه العملية ... لكن أتمنى أن لا تخبروا ولي أمرها إلا بعد أن أغادر المشفى ... سأتحمل مسؤولية ذلك أيضًا حتى و إن عنى ذلك إعتزالي الطب."قبل الجميع ما قالته فرغم غرابة طلبها إلا أن تحملها المسؤولية كاملة هي أهم شيئ بالنسبة لهم ، لا بأس بما أنهم سيتجنبون التحقيق و تدمير سمعتهم. كانت ماري قد خرجت من الباب الخلفي بعد أن غيرت ملابسها و غسلت وجهها عدة مرات ، إستقلت سيارة أجرة توجهه نحو منزلها أين وجدت آبيڨال جالسة فوق الأريكة تطالع هاتفها ثم تبتسم و تلوح لها
-"اهلا بعودتك!" قالت آبيڨال بترحيب لتلاحظ سحنة ماري الشاحبة لتقف تتقدم نحوها تسألها عن الخطب الذي بها لتعرب طويلة الشعر و الحزن يطغى عليها
-"لقد قمت اليوم بعملية لأخت هانر- أقصد آش ... و قد ماتت خلالها" شهقت الأخرى بعدم تصديق لكنها تمالكت نفسها و عانقتها تحاول التخفيف عليها إلا أن دخول إيلا الهمجي أفزعهما.-" أ لم تكوني ستبيتين رفقة ماثيو؟" تساءلت آبيڨال بإستغراب إلا أن الأخرى تجاهلتها و توجهت نحو ماري تمسكها من عضدها و تقول بنبرة صارخة
-"لمَ قمتي بتلك العملية إن لم تكوني متأكدة من نجاحها ماري!!؟ أ تعلمين الموقف الذي وضعتنا فيه حتى! آش إتصل بي و أخبرني أنه سينحرنا جميعًا إن لم تظهري أمامه و اللعنة!!" إرتجفت الصغرى بخوف فهي تتذكر مجددًا أنها لم تقتل أي أحد بل قتلت أخت مختل متعطش للدماء! لتتحدث إيلا
-"فلتغادري البلاد حالاً ... لقد إستطعت تدبير تذكرة و أرسلت لك تفاصيلها عبر رسالة نصية. فلتأخذي سيارة أجرة و لتذهبي لا أستطيع إيصالك ولا آبيڨال خوفًا منه أنه يتعقبنا ، إنه رجل أخطر مما تتوقعن لديه يد في كل مكان لذا فلتغادري و لتتصلي بإحدانا حال ولوجك الطائرة!"غادرت ماري المنزل بعد أن أخذت جواز سفرها كهارب من العدالة رغم أنها هارب من الشر ، و بعد مدة توقفت سيارة الأجرة أمام المطار لتترجل منها و تخرج هاتفها بينما تركض نحو الداخل ، قرأت تفاصيل الرحلة لتسمع صوت النداء الأخير ، قامت بالإجراءات ثم أرشدتها مرأة ما نحو مكانها في الطائرة ، رغم أنها وجدت ذلك غريبًا إلا أنها تبعتها في صمت نحو طائرة صغيرة الحجم ، أرتها مكانها لتجلس و تتنهد بتعب ... أخيرًا هي قد نجت. ركب بعدها حوالي ستة أشخاص إضافيين لتتصل ماري بصديقتيها تخبرهما عن صعودها الطائرة سالمة و بعد أن تم إعلان إقلاع الطائرة شعرت بها ترتفع عن سطح الأرض لتضع رأسها على الكرسي تتكئ عليه بنية النوم.
أنت تقرأ
𝐖𝐞 𝐧𝐞𝐞𝐝 𝐭𝐨 𝐝𝐨 𝐬𝐨𝐦𝐞𝐭𝐡𝐢𝐧𝐠
Randomتخيل معي أن يجتمع مجموعة من الفتيات الناجحات في منزل واحد ، لديهن المال و السلطة و كل مسهلات الحياة هذا بسيط أوليس؟ لكن ماذا إن إصطدمت أقدارهم بمجموعة من الفتية بنفس طموحهن؟ ماذا سيحدث؟