|7|-أمير منقذ

50 7 1
                                    

Pov Abigail:

كانت شمس اليوم الثاني لي في باريس على وشك الغروب بينما أنا جالسة فوق سريري أشاهد الصور التي قمت بإلتقاطها أمس على متن الطائرة و في طريقي إلى الفندق ، لم أخرج من الغرفة الفندق إلا للحاجة الملحة ، كالأكل!

من الجيد أن بوفي هذا الفندق مفتوح لمدة 24 ساعة ، ربما لأنه فندق خمس نجوم؟ لا أدري لكنني أستمتع ببقائي هنا حقًا. دخلت أقرأ آخر أخبار أمريكا فإذا بذلك الخبر المكتوب بخط غليظ يقابلني و يفقدني صوابي و كأن دلوًا من الجمر سكب فوقي.

لم أشعر بنفسي عندما إستقمت من سريري و خرجت من غرفتي بملابس نومي ، ركضت في ذلك الممر كمجنونة نفثت آخر أنفاس العقل بسبب خبر ناسف ، شعرت بيد تقيد معصمي و توقفي و بصوت متساءل جزع يحتل سمعي و يصدني عن التقدم
-"ما خطبك؟ لمَ تركضين بهذه الملابس؟"

كان جايكوب متخطيًا كل حدود الرسمية التي كنت أرسمها منذ لقائي به أول مرة ، تذكرت أنه صديق ذلك السافل لذا قمت بنفضه عني بقسوة رغم أنه لم يفعل شيئًا يستحق غير إيقافي و أنا في أوج قلقي و غضبي ، صديقاتي بين أربعة أسوار ندية باردة منذ أمس بينما أنعم أنا هنا براحة البال دون مساعدتهن.

-"سأغادر حالاً ، إيزرا النكس يحاول إلقاء صديقاتي في السجن!" قلت لأرى وجهه يصفّى من الأسئلة و رسم ملامح التفهم و بعضًا من الشفقة ، أردت لو أخرج عينيه المشفقتين من محجريهما لكن لا وقت بل عدت للهرولة من جديد و الدمع قد بدأ التآمر ليغادر عيناي.

ركبت سيارة أجرة و أخبرته أن يوصلني إلى المطار و طوال فترة قيادته كنت أقتات على فتات الخوف و التوتر متمنية أن يكن بخير على الأقل ، رغم غضبي العارم كونهن لم يتصلن بي طلبًا للمساعدة ، أحيانًا أشعر أنني لست شخص يعتمد عليه بالنسبة لهن. شعرت بالسيارة تسكن رويدًا لأعلم أننا وصلنا

طلب مني المال بلكنة فرنسية قاسية لأشعر بالوعي يعود لي فجأة ، لقد خرجت دون جواز سفري أو هاتفي ولا مال لدي ، نظرت له لأخبره أن يعيدني للفندق لكنه عقد حاجبيه و بدأ بقذفي ببعض الكلمات القاسية التي لا تخرج إلا من فم فرنسي غليظ جاف. هو لا يثق بي لدرجة أن يعيدني من جديد لذا إضطررت أن أنزع فردة من أقراطي الذهبية و إعطائها له رغم أن قيمتها تتجاوز ثمن هذه الرحلة البخسة.

ترجلت أشتمه داخلي لأشعر بعجز كبير يحتل أرض جسدي بجنود الرعشة و السقم و قد كان الجو البارد و ملابسي الخفيفة حليفيه. إستندت على عمود الإنارة أمامي أحاول تنظيم شيئ من أفكاري مسحت على وجهي لأدرك أنه ما كان علي الخروج من الفندق تحت تأثير الصدمة. بحثت بعيناي عن سيارة أجرة تعيدني و حالما لمحت واحدة لكن خرج منها شخص جعلني أستغرب قدومه.

كان جايكوب من جديد الذي أنزل حقيبة سفر عرفت أنها تخصني من لونها البنفسجي و تطريز القطط الذي يميزها ، إبتسم عندما رآني ربما لأنه ظن أن البحث عني في مطار دواي سيكون كالبحث عن إبرة وسط كومة من القش لكنه وجدني سريعًا ، تقدم نحوي لأراه يتجرد من معطفه الثخين ليضعه فوقي دون أن ينبس ببنت شفة.

𝐖𝐞 𝐧𝐞𝐞𝐝 𝐭𝐨 𝐝𝐨 𝐬𝐨𝐦𝐞𝐭𝐡𝐢𝐧𝐠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن