الفصل التاسع

81.3K 6.5K 3.5K
                                    


هُوَ المُعْطِي سَيُؤْوِينَا
عليمٌ بالذي فينا   
ومَن غيرُ الكريمِ إذا
تَعَالى الموجُ يُنْجِينَا..!

صلوا على نبي الرحمة ..

__________________________

خرج سعيد كالصاروخ من المنزل يلعن جلال ويلعن اليوم الذي عرفه به، ألا يكفيه ما يُلقى فوق رأسه من مصائب ليأتيه هو بواحدة جديدة....

خرج يغلق باب المنزل خلفه بقوة كادت تحطم الجدار ..

وفي الطابق الثاني كانت ميمو تستند على سور الدرج جوار مختار وهي تقول بتفكير :

" شكل كده يا ميخو حد نكد على سعودي غيري "

نظر لها مختار في سخرية لتقول مسرعة :

" لا متبصش كده مش انا اللي قلبت يومه المرة دي والله، أنا جنبك اهو مصابة، محركتش صباع حتى"

رمقها مختار في هدوء تفهمته وهي تهز رأسها له وكأنه تحدث :

" عندك حق، بس انا برضو مش بحب حد يجي جنبه أو يضايقه غيري، يا ترى مين اللي هيخليه يتخمد متنكد غيري؟؟ أنا كده هبدأ اغير عليه "

رفع مختار حاجبه لتبتسم له وهي تتحرك ببطء صوب غرفتها تردد بتنهيدة عالية :

" يا ترى مصيبة ايه اللي اترمت على دماغه ؟؟"

دخلت الغرفة وهي تغلق الباب، لكن قبلها نظرت لمختار نظرة يعلمها جيدًا، ثم اردفت بهدوء :

" مش هوصيك يا ميخو، عينك على سعيد ."

وهزة صغيرة من مختار هي كل ما وصل لها، وقبل أن يفكر مختار في هبوط الدرج وجدها تفقز أمام عينيه، تلك الفتاة التي بدأ يعتقد أنها تساعد سعيد في الهروب من بين قبضتيه، فلا يعقل كلما فكر في اذيته تقفز أمام كالقرد .

" مساء الخير يا مختار، تعرف اني انهاردة فرحانة اوي "

لكن نظرة مختار الجامدة انبأتها أنه لا يهتم بما تتحدث عنه، وتبع نظرته تلك بالتحرك بعيدًا عنها، لكن ما كاد يخطو صوب الدرج حتى تمسكت بمرفقه في توسل ورجاء وهي تقول :

" اسألني ايه اللي حصل انهاردة ؟!"

رفع مختار حاجبه وهو ينظر ليدها التي امتدت له، وما كاد ينتزعها منها حتى ارتفعت شهقاتها وهي تردد من بين دموعها :

" اسألني أنا فرحانة ليه؟! قول أي شيء يدل أن فيه انسان في الحياة دي مهتم بيا، مش لازم تقول بس اسأل حتى بعيونك، اسألني ليه مبسوطة ؟!"

تعجب مختار بكائها الهستيري وهي تتحدث، ابتلع ريقه وهو ينظر لها باهتمام لأول مرة في حياته، لتنهار نيرمينا وهي تقول بانهيار تحاول الابتسام حينما حازت ما تتمناه منه :

" أنا نجحت انهاردة وطلعت السابعة على دفعتي، أنا فرحانة اوي، والسنة الجاية هجيب أعلى وهبقى الاولى "

ما بين الألف وكوز الذرة (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن