الحادي عشر

87.5K 6.4K 3.4K
                                    

«واعلموا أنه ما من عبدٍ مسلمٍ أكثر الصلاة على النبي محمد ﷺ إلا نوّر الله قلبه، وغفر ذنبه، وشرح صدره، ويسَّرَ أمره»..♥️

- ابن الجوزي.

_________________________

صدى صرخاتها بدد سكون الليل، وقد تعاظم شعورها بخروج روحها مع تلك الصرخة، أنفاسها تتقلص وجسدها يرتجف وفجأة......

انتفض جسد ميمو بقوة بسبب تلك اليد التي سحبتها من ذلك الجزء المظلم بعقلها، كانت تتنفس بعنف وهي تستشعر بأيدي قوية تضغط على ذراعيها وتهز جسدها كما لو أنه يحاول إجبارها على الاستيعاب .

أغمضت عينيها بقوة تحاول أن تقنع نفسها أنها حية، كل ذلك حلم، بل كابوس بشع، تنفست بقوة وهي تفتح عيونها شيئًا فشيء لتلمح وجه مختار الذي كان شاحبًا وهو ينظر لها بخوف .

نظرت ميمو حولها تحاول معرفة أين هي وماذا حصل، تتفحص جسدها بأيدي مرتجفة، تتأكد أن سعيد لم يتجرأ ويخرج من أحلامها وينفذ ما يحلم هو به طوال حياته .

أبصرت بطرف عينيها المشروب الذي ذهب مختار لاحضاره، كل ذلك كان حلم، كيف سقطت في النوم، هي فقط أغلقت عيونها لثواني لترى تلك الرؤية المرعبة، لربما هو حديثها مع صلاح اليوم حول ما قد يفعله سعيد إذا ما نشرت تلك المقالة، نعم هذا ما حدث .

نهضت ميمو من مكانها تحاول التحدث لطمئنه مختار الذي كان شاحب الوجه وهو يراقبها بقلق وجسدها ما يزال يرتجف كورقة ذابلة في اوائل الخريف :

" أنا ...أنا كويسة ..أنا بس شوفت كابوس "

هز مختار رأسه لها بينما هي نظرت له ثواني قبل أن تشير له بالتحرك :

" خلينا ننزل الجو بقى وحش "

وبالفعل تحركت ميمو للاسفل وهي ما تزال تشعر بتلك الرصاصة التي اصابتها، تشعر بها حقيقية، ما بال اليوم عقلها قد تكالب عليها وكأنه اقسم على ألا يجعلها ترى راحة ثانية واحدة .

وبمجرد أن هبطت ميمو من السطوح وجدت سعيد يتوسط الأريكة براحة شديد وبين أصابعه يحمل كأسًا من العصير، ابتسمت ساخرة تردد بينها وبين نفسها، يقتلني ثم يأتي لشرب عصير بارد، ذلك السعيد الاحمق ...

تحركت صوب الأريكة بخطوات بطيئة بينما مختار اتخذ ركنًا بعيدًا وعيونه ما تزال معلقة بهما .

ألقت ميمو جسدها جوار سعيد الذي حرّك عينه لها، ثم انتبه للتلفاز مجددًا يرظف بنبرة عادية :

" مال وشك كده كأنك شوفتي عفريت "

أرجعت ميمو رأسها للخلف تهمهم بصوت خافت وصل له واضحًا :

" امممم شوفتك في الحلم"

صمتت ثم أضافت بجدية :

" لا هو كان كابوس، عشان كده وشي عمل زي ما أنت شايف "

ما بين الألف وكوز الذرة (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن