الثالث عشر

80.3K 6.4K 3.3K
                                    


تقولُ العامة: بُكْرَة ، ويُقصَدُ بها الغَدُ.
وفي اللُّغة، البُكْرَةُ أولُ النَّهارِ إلى طُلوعِ الشمس. جاء في القرآن: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} اﻷحزاب، 42.

#فصيح_العامة
#لغة_الضاد_التعليمية

صلوا على النبي

___________________________

رفع الهاتف متعجبًا اتصال صلاح في ذلك الوقت المتأخر، فاخوه من ذلك النوع الذي ينام مبكرًا ليستقظ مبكرًا، واستيقاظه في هذه اللحظة لا يعني سوى وجود كارثة محتملة، وجميع أفكاره تركزت على ذلك الرجل الذي ينام في غرفته غارقًا في غيبوبة دفعه إليها محمود قسرًا .

" صلاح ؟؟"

وصل له صوت صلاح هادئًا مبددًا جزء صغير من مخاوفه :

" الو يا صالح، صحيتك ؟؟"

نظر صالح حوله بسخرية شديد :

" لا أبدًا أنا لسه منمتش اساسا "

تنهد صلاح تنهيدة وصلت واضحة لأخيه :

" مالك يا صالح ؟؟ أنا مش عارف انام وانا حاسس أنك مش على بعضك من وقت كنت في الشقة وانا حاسك مش تمام، ودلوقتي حاسس اني مضايق، أنت كويس ؟؟"

شعر صالح بغصة تستحكم حلقه، رافضًا أن يثير خوف أخيه عليه، و أن يقلقه في مثل هذا الوقت خاصة وهو بعيد عنه، لكن جميع محاولاته بالتماسك تتلاشى أمام صلاح تحديدًا، نصفه الآخر والذي يشعر به حتى لو لم يظهر ما يضمره في نفسه.....

" صالح مالك ؟!"

خرج صوت صالح مصحوب بغصة حادة يحاول منع بكاءه من التردد على مسامع شقيقه :

" مفيش بس مخنوق شوية متقلقش "

وصل لصالح صوت زفير عالي، تبعه صوت اغلاق باب بشكل عنيف، ومن ثم تحدث صلاح بهدوء مصطنع  :

" كنت عارف إن فيه حاجة، أنا قدام بيت محمود انزل "

تعجب صالح الأمر وهو يتحرك خارج الغرفة متوجهًا للاسفل، يعبر من أمام المطبخ وقد استغل عدم انتباه محمود الذي حشر نصف جسده في الثلاجة للبحث عن المزيد من الطعام :

" هنا ؟! بتعمل ايه في الوقت ده ؟!"

" أنا هنا قبل ما اكلمك، بس مرضتش اقولك ليكون ده بس هاجس مني واقلقك "

فتح صالح الباب ليرى سيارة صلاح متوفقة أمام الباب وهو ينظر له بحنان مبتسمًا :

" مع إن المفروض الحركة دي اعملها مع حبيبتي، بس مش خسارة فيك "

ابتسم صالح بسمة واسعة وهو يتحرك صوب صلاح يدس الهاتف في جيبه، ودون شعور منه ركض صوبه وعلى حين غرة القى نفسه في أحضانه بقوة كبيرة وهو ينفجر في بكاء عنيف لم يستطع إخراجه أمام محمود، لكن صلاح كان الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يظهر أمامه ذلك الطفل الصغير الذي كان يركض له حينما يناله شر، أو يصاب بوجعٍ صغير، هذا إن لم يشعر له صلاح ويركض له اولًا .

ما بين الألف وكوز الذرة (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن