الثاني عشر

86.2K 6.3K 3K
                                    

الثاني عشر

صلوا على نبي الرحمة

____________________

كانت عين محمود متسعة بقوة، يحركها ما بين المطفأة والجثة التي تتسطح ارضًا، شاعرً بالرعب قد تملكه، لا يستوعب ما فعل، هل هو فعلًا من اوصل ذلك الرجل لهذا ؟!

وصالح جواره يفتح فمه ببلاهة، لم يعي بعد ما حدث بسبب سرعة ردة فعل محمود، ابتلع ريقه ينظر لمحمود الذي كان يعود للخلف كما لو كانت المرة الأولى التي يبصر فيها دماءً، ليس وكأنه يقضي يومه كاملًا مغطى بالدماء .

" هو ...هو ماله كده ؟؟"

كانت تلك الجملة صادرة من عقل محمود في منطقة اللاوعي ليجيبه صالح الذي ابتلع ريقه :

" مفيش شكله كان سهران طول الليل وسقّط في النوم "

وفجأة انتفض محمود على صرخة صالح الذي قال :

" يعني مش شايف ايه اللي حصل ؟! أنت قتلت الراجل "

فتح محمود عينه بصدمة شديدة وكأنه لا يصدق حديث صالح، يهز رأسه نفيًا :

" لا ...ده هو ..معرفش ..هو اللي كان هيقتلني، لا كان هيقتلك أنت"

صمت ثواني ثم قال بانهيار :

" هنعمل ايه ؟! هنعمل ايه ؟! نخبي الجثة فين ؟! نشرحه وكأنه جثة عادية ونحطه في تلاجة جوا ؟!"

امسكه صالح من تلابيبه يهزه ليستوعب ما ينطق به :

" تلاجة ايه اللي نحطه فيها يا غبي هي تلاجة بيتكم ؟؟ ليه محسسني أنك بتتكلم عن كيلو طماطم، فوق يا محمود ده راجل واتقتل "

ابتلع محمود ريقه، ثم قال :

" بس هو ..هو كان بيهددك وكان هيقتلك، أنا ..أنا آسف مش قصدي "

نظر للاسفل حيث الرجل وهو يردد معتذرًا :

" يا استاذ أنا آسف والله انا بس اندفعت بسبب الادرينالين، وكمان أنت اللي كنت بتهدد صاحبي "

جذب صالح محمود له بلطف، وهو يمسح وجهه يحاول التفكير في حل لما حدث، حسنًا الأمر في صالحهما لا داعي للتوتر، ذلك الرجل جاء مكتبه يهدده وصديقه ساعده والدليل أنه يمتلك سلاحًا وهذا يحسن من موقفهما، نعم لن يحدث شيء، هذا دفاع عن النفس .

في تلك اللحظة والتي بدأ صالح يتمالك نفسه وقبل أن ينطق بكلمة سمع الاثنان صوت فتح الباب بقوة ليطلق محمود صرخة فزعة وهو يلقي المطفأة ارضًا وكأنها ستشي به، لتسقط على رأس الرجل مرة أخرى وتزيد من الطين بلة .

ضرب صالح محمود بغيظ :

" يابني بقى حرام عليك "

نظر له محمود بقلة حيلة :

" اعمل ايه هو اللي مات في المكان الغلط، ما يتزحزح بعيد شوية "

" عندك حق، كان لازم قبل ما يموت يشوف مكان طراوة يموت فيه "

ما بين الألف وكوز الذرة (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن