الثاني والعشرون

76.3K 7K 2.4K
                                    


#الثاني_والعشرين

فوت قبل القراءة ( النجمة)

صلوا على نبي الرحمة ..

________________

هي خطوة ... إما أن تخطوها بكاملك، أو لا تفعل، فلا يمكنك أن تخطو نصفها وتتجاهل النصف الآخر، وهذا ما فعله سعيد، قرر أن يتعالج، لكن هل جميع اخطائه تكمن في مرضه؟؟ أم أنه تجاهل شروره وأفعاله، فإن عالج النفس، من يعالج القلب وما فيه من سواد ؟!

خطى لتلك العيادة التي أخبرته زهرة عنها، ينظر حوله وهو يشعر أنه يريد الهرب، هذا ليس مكانه، هذا ليس ملجأه، وإن فكرنا قليلًا، فلا مكان له أو ملجأ سوى بجانب زهرته .

ابتلع ريقه يتوجه صوب الاستقبال يخفي وجهه بقناع طبي اسود ونظارة سوداء كذلك ..

" لو سمحت كنت حابب استفسر عن ميعادي مع الدكتور علاء "

نظر الرجل في الحاسوب أمامه ينقر عليه بحركات سريعة :

" اسم حضرتك ؟!"

أجابه بهدوء يتجاهل لقبه المعروف به :

" سعيد جاد محمد "

ابتسم له الرجل بهدوء وأشار له على غرفة الانتظار بكل هدوء وعملية :

" اتفضل ارتاح يا استاذ سعيد، شوية وهنادي حضرتك، قدامك بس شخصين "

حسنًا ربما هذه إشارة له كي يهرب من المكان، إشارة كي يغير رأيه، ربما يستطيع الكذب على زهرة ويخبرها أنه بالفعل ذهب لطبيب وهي لن تعلم شيئًا .

كانت هذه كلمات سعيد لنفسه وهو يتحرك صوب الغرفة التي أشار لها الممرض، لكن فجأة توقفت اقدامه وتغيرت وجهته، وتحرك بسرعة صوب باب الخروج ، وقد قرر أنه بالفعل سيهرب، هو لا قِبل له أن يجلس أمام شخصٍ غريب ويصف له آلامه وحياته فقط لأن بطاقته تحمل لقب طبيب ..

وقبل أن يخطو للخارج اصطدم بقوة في جسد جعله يتراجع بحدة، وما كاد ينطق بكلمة حتى تحدث ذلك الجسد بجدية كبيرة وسخرية لاذعة :

" كنت عارفة انك هتعمل كده يا سعيد "

رفع سعيد رأسه كالرصاصة صوب زهرة التي ضمت ذراعيها لصدرها بتحفز، تشير بعيونها صوب الداخل في إشارة واضحة له أن يعود حيث كان .

ابتلع سعيد ريقه متوترًا من مجيئها غير المتوقع :

" أنا بس ...بس كنت رايح اجيب حاجة اشربها لغاية ما يجي دوري "

ارتسمت بسمة سخيفة ساخرة وارتفع طرف شفتي زهرة تزامنًا من سخريتها الواضحة :

" طب ادخل وانا هروح اجبلك يا سعيد "

هز سعيد رأسه وهو ما يزال يحدق بها وقد نسي لثواني ما كان يهرب منه أو ما يفكر فيه، إن كان دخوله لذلك الرجل وجلوسه على مقعد أشبه بالفراش والتحدث معه بأريحية عن حياته، سببًا لبسمتها فهو على استعداد تام ليكرر الأمر يوميًا دون كلل أو ملل .

ما بين الألف وكوز الذرة (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن