٢-هنبقى صحاب؟

4.6K 374 41
                                    

وقف في شرفته ليلًا في يده كوبًا من مشروبه المفضل وهو الشاي بأوراق النعناع و هو ينفث الهواء من سجائره العزيزة، بـ تشيرته النصف أكمام من اللون الأسود وبنطال رياضي من اللون الرمادي، وهو يستمع إلى كلمات أغنيته المفضلة
"برواز قديم و متلصم والعمر بيجري ويخصم
جروح بتلم وتبصم، تسيب جوا القلوب علامات
الحزن بقلبي متوصي ومش كسبان ومش مرضي
الدمع في عيني بيخطي يودعهم بدون سلامات"

شرد في كلمات الأغنية وفي ماضيه الذي كان سببًا أن يكون هذه الشخصية الطائشة الآن و في حياته يعترف أنها غير صحيحة بالمرة ولكن لماذا سيقوم بتغيريها؟ لمَن؟ أهناك من يفرق معه وجوده من الأساس؟ يشعر أنه تائه...حتى أكثر الأشخاص الذي من المفترض أن يكون أقربهم له غير موجود معه

فاق من شروده على صوت هاتفه الذي صدح بإسم لم يكن يتوقعه الآن، مسح وجهه من تلك الدمعة التي تمردت عليه وهو يضغط على زر الإيجاب، جائه صوت الطرف الثاني وهو يقول بغضبٍ طفيف يشوبه العتاب:
_إيه اللي أنت قولته الصبح لماما دا يا نوح؟..وايه عايز تسافر دي؟

ضحك "نوح" بسخريةٍ وهو يقول بتهكمٍ:
_أنا أعرف الناس بتقول عامل ايه..السلام عليكم..مساء الزفت على دماغك بس مش تدخل كدا على طول

أخذ نفسًا عميقًا ثم أكمل بنفس السخرية وهو يقول:
_وبعدين أنت مش واخد بالك إنك بتسألني على حاجة أنت بتعملها..أدهم أنت مسافر بقالك سنة لغاية دلوقتي مش بتنزل أجازات...مع إن أنت عارف إني بحتاجك جمبي وبردو سافرت و مفكرتش في حد غير نفسك.. قولت شوية وهرجع بس عجبتك العيشة هناك..متجيش تقولي على حاجة أنت عاملها لأ وبعدين أنت تقول لأ ليه أصلًا هو هيبقى تحكم منك و منها إحرموني بقى...وبعدين كمان أنا مقولتش هسافر أعيش برا أنا هروح أريح دماغي شوية من الأوامر بتاعتكوا وياريت تفهموا إني قربت أتم خمسة و عشرين سنة مش عيل صغير هتتحكموا فيه زي ما أنتو عايزين

حاول "أدهم" أن يتحدث بهدوء ولكن خانته نبرة صوته وهو يقول بإنفعال واضح:
_أنت مش شايف نفسك؟ أنت كل شوية بتحاول تضيع نفسك أكتر....بنات و سجاير وسهر برا اللي أنت بتعمله دا يقول إنك عيل صغير فعلًا مش قربت تتم الخمسة و عشرين زي ما بتقول بتمشي كل حياتك بالعِند حتى الكلية دخلتها بالعِند علشان متسمعش كلام حد...ولما تيجي تتكلم مع أخوك الكبير إبقى إتكلم عِدل

ضحك "نوح" بسخرية على حديث شقيقه وهو يقول له:
_كل اللي فارق معاك إني بكلم بنات و بشرب سجاير وإني أتكلم عِدل علشان أنت أخويا الكبير..على فكرة أنا مدخلتش الكلية دي علشان أعاند أمك أنا دخلتها علشان دا حلمي اللي هفضل وراه لغاية ما أبقى مصور كبير...أنت بقيت نسخة منهم هما الإتنين من يوم ما سافرت مع أبوك وأنت طبعه وصلك...أقولك على حاجة حلوة؟ إتبروا مني إعتبروا نوح مات كفاية الله يكرمك أنا دماغي وجعاني من آخر يوم إمتحانات...ومش عارف أفوق بسببكم أصلًا

لِـعبة العُـصور ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن