٣٣-هل سمع ما تقصده؟

1.8K 192 75
                                    

بعد عدة أيام تحديدًا يوم تجمع الشباب مع بعضهم البعض كما اعتادوا منذ بداية زواجهم

كان يجلس في انتظارها في المقهى الذي اتفقا أن يتقابلا به، كان يعبث في هاتفه بمللٍ قبل أن يجدها تدلف من الباب بطلتها الهادئة كما إعتاد أن تطل دائمًا إتسعت إبتسامته تدريجيًا وهو يراها تجلس بهدوءٍ أمامه وهي تقول:
_معلش اتأخرت عليك الطريق كان زحمة...عامل إيه يا أدهم؟

أعتدل في جلسته وهو يستند بمرفقيه على الطاولة أمامه أثناء قوله:
_بخير يا عيون أدهم...حد يشوف الوش دا ويبقى مش كويس برضو؟

حمحمت بخجلٍ وهي تشيح بنظرها للناحية الأخرى قائلة:
_إحنا اتفقنا على ايه يا أدهم؟؟

زفر "أدهم" وهو يقول مقلدًا لطريقتها:
_مش هنقول أي كلام برا المسموح يا أدهم...علشان لما نتجوز إن شاء الله ربنا يكرمنا ويباركلنا في علاقتنا مع بعض..أنا مش فاهم خلتيني متربي كدا إزاي؟؟ أنا أمي فضلت عمري كله تربي فيا على هواها وبرضو معرفتش تمشي كلامها عليا

أنهى حديثه بنبرةٍ غير مصدقة لتبتسم "سماح" إبتسامتها العذبة وهي تقول:
_أنا معملتش حاجة قلبك هو اللي عايز وأنت مشيت وراه، وأنا فرحانة بدا أوي على فكرة..كنت مفكرة إنك مش هتستحمل إني أقولك بلاش كلامنا يبقى مفتوح أو بلاش خروجات كتير مع بعض..بس طلعت غير يا أدهم، عرفت إني اختارت صح فعلًا

إبتسم أثر حديثها بإتساعٍ حتى ظهرت تلك الحفرة المنفردة على وجنته اليسرى، بينما هي تحدثت مرة أخرى قائلة:
_قولي بقى كنت عايزني في ايه

تنهد بقلة حيلة قائلًا:
_مش بحب التحوير فكنتي وحشاني بصراحة..وكمان عايز أتكلم معاكي شوية بما إن فرحنا قرب يعني إن شاء الله...وكمان جبتلك حاجة يارب تعجبك

أومأت له تحثه على إكمال ما بدأه وعلى فمها إبتسامة يائسة من حديثه، ليكمل بقوله الذي ظهر به نبرته المهتزة:
_قبل كدا حصل حاجات كتير أوي وكان ليها تأثير عليا أكتر...مش عايزها تتكرر تاني في بيتنا عايز بيت هادي كفاية صراعات ومشاكل...حتى لو بيني وبينك مشكلة قدام ولادنا إن شاء الله نبقى سمنة على عسل كأن مفيش بينا حاجة...ممكن؟
ممكن نفضل ماشين بالطريقة دي لغاية ما ربنا يكتبلنا نهاية؟

أنهى حديثه بتنهيدةٍ أعربت عن ضيقه من ذكر الأمر بأكمله قبل أن يكمل حديثه قائلًا:
_مش بحب أتكلم في الموضوع كله، مش بحب أفتح سيرته أصلًا الكلام فيه بيتعبني وأنا مش عايز كدا...
عايز ابدأ معاكي بأدهم جديد، بالعيل اللي مش بيظهر غير معاكي أنتِ بس، موافقة؟

مسحت دموعها التي تعلقت بين أهدابها وهي تحرك رأسها موافقةً قبل أن تتحدث قائلة:
_دي مش حاجة محتاجة سؤال، دا اللي لازم يحصل في أي بيت أصلًا حتى لو مش علشان الولاد يبقى علشان نفسيتنا إحنا متبقاش صفر كفاية علينا ضغوط الحياة والشغل وكل حاجة، هنضغط إحنا كمان على نفسنا؟؟ دا يبقى كتير والله...ويلا قولي بقى جبتلي ايه علشان أنا فضولية؟؟

لِـعبة العُـصور ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن