ما لي في حضرتكِ أهدأ ويهدأ قلبي ثم ينسى آلامه، كان من لحظةٍ يبكي ألمًا والآن يرقص فرحًا ويهلل أنه وجد الدفء الذي حُرِم منه ويقول بنبرةٍ صارخة "أُحبها كما لم أحب من قبل".
___________________________
رائحة الموت تفوح من المكان بطريقة تزكم أنفاسي وتلك الأوراق التي أدهسها بأقدامي كلما اقتربت من المكان الذي يقطن جسدها بهِ، وأيضًا ذلك الظلام...أخافه رغم أنني قضيت به حياتي بأكملها؛ بسببها!
جلستُ أمام تلك الصخرة التي نُقِش عليه اسمها وأنا أحرك أصابعي عليك وكأنني أحفره داخل يدي رغمًا عني خرجت شهقة مذبوحة خرجت من أعماقِ قلبي
وكنتُ أرى أمامي المشهد الأخير الذي جمع بيننا
______________________
ذهب إلى منزلها يدعي بداخلهِ أن يمر ذلك اليوم وتتعامل معه كطبيعة أي أم مع ابنها، طرق الباب بارتجافٍ لتفتح له وسرعان ما تحولت ملامحها إلى الجمود قائلة:
_جيت ليه يا "نـوح"؟انزوى جانب فمه بسخريةٍ قبل ان يحاول التحكم في انفعالات وجهه وقال:
_مش هتدخليني يا ماما؟!أفسحت له الطريق وأشارت إليه بالدخول فدخل وهو يطالع المنزل لم يتغير منذ آخر مرة رآه _منذ العام الأول له في الجامعة_
جلس على طرف الأريكة كغريبٍ زائر ليس وكأنه ابن لهذا المنزل أرجع خصلاته للخلف وهو يبصرها تجلس أمامه منتظرة إياه أن يجيبها على سؤالها فسحب "نـوح" نفسًا عميقًا قبل أن يردف:
_"أدهـم" قالي إنك تعبانة جيت أطمن عليكِ...وأقولك على البنت اللي حبيتها، هتسمعي؟ما أخذه منها هو الصمت ونظرات جامدة غير مفهوم منها أي شيء فمسح وجهه يكمل بنبرةٍ هادئة رغمًا عنه ظهر بها القليل من الحماس:
_بحبها أوي...وعلى فكرة هتتبسط لو قولتلها تتقابلوا وكمـ...ابتلع الحديث عندما وجدها تقطعه وهي تهتف بقسوةٍ:
_مش عايزة أقابلها ومش عايزة أعرفها...كفاية إنك مسمعتش كلامي وروحت خطبت واحدة أنا معرفهاش ومش من اختياري..ولا أعرف ليها ولا أصل وفصلهنا وكفىٰ!
حسنًا هي حقًا استنزفت آخر ذرة ثبات كانت بداخله وقد ظهر ذلك على ملامحه التي أصبحت جامدة بشكلٍ يصف الانفجار الذي يحمله بداخله وهو يهب واقفًا قائلًا بنبرةٍ جامدة:_إلا دي! اتكلمي عني وخبّطي فيا زي ما أنتِ عايزة بس دي لأ...دي عملت اللي أنتِ معرفتيش تعمليه ولا عرفتي تخليني أحس بيه، رجعت ليا "نـوح" اللي أنتِ بإيدك وبطريقتك دفنتيه...
أنا جيت النهاردة علشان أبقى قدام ربنا عملت اللي عليا وجيت وسألت عليكِ...
أنت تقرأ
لِـعبة العُـصور ✓
Adventureهل تساءلت يومًا متى سيكون لكَ صديقًا وفيًا يكون في عونَك عندما تحتاجه؟، أم حبيب يكون لكَ الطريق الذي تسلُكه و ينجيك من الظلام الذي يحيط بكَ؟ أم هذا الفتى الذي تتشاجر معه دائمًا و لكن فجأه يصبح لكَ كتفًا عندما تميل تجده يسندك؟ حسنًا أنا سأخبركَ الآن...