٣١-حياة جديدة

2.1K 202 25
                                    

بعد مرور عدة أشهر على آخر حدث بينهم عاد كلٌ منهم إلى حياته ولكن بشيءٍ مختلف، بشيءٍ بعثَ الراحة في نفسه. 
وتغيرت حياة كلٌ منهم للأحسن.

بدأ كلٌ منهم بالعمل في المجال الذي يحبه بعد حفلة تخرجهم التي لم يفوِّتها أيٌ منهم، في هذه الفترة زادت علاقتهم ببعضهم البعض ترابطًا لم يمر يومًا دون تلك المكالمة المرئية التي يتحدثون بها ويحكي كل واحدٍ ما فعله خلال يومه.

________________________

ويأتي مَن يعوض قلبك عن كل تلك الأيام التي تألم بها وبكى دمًا بدلًا من الدموع، وها هو وجد من يعوضه الآن تأخذه بين ذراعيها بكل صدرٍ رحِب عندما يذهب لها مُهرولًا كَـطفلٍ ذاهبًا لوالدته ليحتمي بها

عاد إلى منزله من العمل بعد يومٍ طويل يبحث عنها بِـعيناه علّه يجدها ويرتمي في أحضانها كما يفعل دائمًا وكأنه طفل صغير يحتمي بين أحضان والدته

سمع صوتًا قادم من المطبخ، فذهب نحوه بخطواتٍ هادئة حتى لا تنتبه له، وجدها تقوم بغسل الأطباق وهي تدندن بكلمات أغنية بإنسجامٍ وهي تحرك رأسها بهدوءٍ وكأنها كانت في عالم آخر

"آه من عيناه دا أنا والله ما حب القلب سواه
اه لو من قلبه يقولي إن أنا هفضل علطول وياه
وبقول لو أطول انا لحظه معاه دا أنا أسيب الدنيا وأعيش وياه
وإن جاني هواه فى يوم قالي أنساه دا أنا أموت والله
حبيبي لو يجيني مرة يلاقيني في عيونه دايبة كدا والله

إقترب منها مبتسمًا ثم ضمها من الخلف قائلًا بصوتٍ بهمسٍ مرِح بعض الشيء:
_شوف تبقى في شغلك وجاي في أمان الله تلاقي الناس بتعاكس في عينك

إبتسمت على الفور عندما إستمعت لنبرته المميزة التي لطالما أحبتها بل يزيد حبها لها كل يومٍ عن السابق، إلتفتت له بإبتسامتها المعهودة ثم ربتت على وجنته وهي تكمل:

"وبريء ورقيق والطيبة دي فيه
والعمر الجاي أنا هعيشه ليه
والقلب شاريه مهما يضيع فيه
ولا ليا مكان غير حضن عينيه"

إبتسم لها ثم أخفض نفسه قليلًا ليقبِّل قمة رأسها قائلًا لها بنبرةٍ مُنهكة:
_تعالي برا عايزك

رمقته بتعجب كادت أن تسأله ولكنها وجدته يسحبها من يدها للخارج وأجلسها على الأريكة ثم تمدد بجانبها واضعًا رأسه على فخذها محتضنًا إياها، تعجبت من فعلته و زاد تعجبها عندما وجدها يقول بصوتٍ مكتوم:
_خليكي بقى كدا شوية...ولو نِمت سبيني متقوميش

أرجعت خصلاته للخلف وهي تربت على رأسه بحنانٍ متسائلة بإستنكارٍ:
_مالك يا نوح؟ أنت كويس يا حبيبي؟

زاد من ضمته لها قائلًا:
_أيوا كويس...بس تعبت النهاردة في الشغل وكنت عايزك معايا

لِـعبة العُـصور ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن