الفصل العاشر - معالم سياحية

81 7 0
                                    


"وليد"

اسمي "وليد" في الثامنة عشرة من عمري، أعشق البحر ولا أجيد السباحة، أعشق المغامرات ولكنني أخاف من المخاطرات

 والمجازفات، عندما أحببت القراءة منذ أربع سنوات وأنا لا أقرأ سوى الروايات عن البحر، القراصنة، وكل شيء يخص البحر،

 حتى عندما كنت أساعد القبطان "سامي" ليس لأنه غني وأنا ابن شخص ميسور الحال، بل لأنني علمت أنه قبطان ولذلك كنت

 مرارا وتكرارا في البداية حينما كان يعاملني معاملة جافة كنت أرحل لأنه يعتقد أنني أطمع في شيء من ثروته لكن كنت أعود إليه

 مجدداً، ولكن في الحقيقة كنت أطمع فعلاً في ثروته ولكن في ثروته التي حصدها عن البحار و معرفته بها، عن مغامراته التي كان

 والدي يقصها علي أثناء الحديث عن القبطان قبل مساعدته، كل تلك الأشياء جعلتني أتمنى أن أصبح مثله حتى وأنا لا أجيد

 السباحة، نعم أنا ممتن له لاصطحابي معه رغم أنني أخاف كلما ارتفع بنا الموج قليلاً أو كلما تساقطت دموع السماء علينا بغزارة،

 أو كلما مزق البرق صفحات السماء، ولكن سأظل ممتن لذلك القبطان العجوز الذي يصبح أصغر بكثير مما يبدو عليه وهو ممسكًا

 بدفته، يا له من قبطان ماهر، أتمنى أن أصبح مثله حقاً.

هبت رياح خفيفة علينا جعلت الأمواج تتراقص حولنا وكأنها تستعرض رشاقتها، كأن هناك من يتحكم بها، بينما القبطان ما زال ممسكا بدفته يحلق بها برشاقة فوق سطح الماء.

بعد أن تخطينا اليونان ورأينا جمالها وتخطيناها مرور الكرام، بعدئذ أصبحت الأيام ثقيلة علينا، لا أعرف كم من الأيام مرت علينا

 هكذا، كل منا في وادٍ آخر كالحجر الأصم، كنا قد تخطينا كلا من تونس وإيطاليا والجزائر وفرنسا واقتربنا على حدود المغرب وكلما

 اقتربنا من حدود أي مدينة وهممت بإخبارهم بذلك، لم يكترث أحد بالرغم من جمال تلك المدن، أيقنت حينذاك أنهم أصبحوا عبيد

 لذكرياتهم السيئة، كالمناخ المتغير كل يوم بأجواء مختلفة، في تلك الأيام وبالتحديد كنت أشهد تقهقراً وانهزاماً ل "عامر" الذي

 كنت أحب أن أتذكره، ليحتل مكانة رجل عذبته الهموم والتوجسات التي كان حريصا على عدم الإفصاح عنها، وعندما يظن أن لا

 أحد يراه أحيانا، كان يبدو لي منطوياً على نفسه في إحدى زوايا السفينة يسبح بعينيه بعيداً نحو المستقبل ويغرق في متاهة

 الماضي، تنهشه اللوعة من الداخل، وأظن أنه فقد جزء من وزنه، وأصبح شبيه للهيكل العظمي، بات مظهره يبعث على القلق، وقد

أرض إيلاف (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن