الفصل السابع - الورقة المفقودة

102 11 2
                                    


(1)

"عامر"

أشرقت الشمس من جديد لتشق ضباب وعتمة الطريق، فتحت عيناي على وجهها الشاحب الممزوج بالملامح الفاتنة، لطالما أحببت

 عينيها الفاتنتين، نادتني بصوتها العذب:

- هيا أيها الكسول لقد تأخرت عن العمل كالعادة.

عندما اقتربت مني قبلت يداها كالعادة، ذهبت كي أغسل وجهي ، كانت قد أعدت الفطور، جلست على المقعد الذي أمامها مباشرة

 كعادتي، دائمًا كنت أتعمد ذلك لأختلس النظر في عينيها التين مثل اللؤلؤتين، وعندما عندما تراني أنظر إليها و بشدة تحمر وجنتيها

 كأنها مثل التفاح، تستحي كأنها طفلة في السابعة عشرة من عمرها عندما يغازلها أحد ما، أنظر إليها مبتسمًا:

- أحبك يا غاليتي.

ثم تنظر إلي وتظهر بعض كبريائها اختصارا في جملة واحدة حين تقول:

- أعلم ذلك.

ثم أهمس لها وأنا أتأمل عينيها:

- كم أعشقك أيتها العجوز.

حينما أنتهي من الفطور تذهب مسرعة كي تصنع فنجان القهوة الخاص بي قبل أن أذهب للعمل، وحينما أوشك على انتهاء الفنجان

 أقترب منها وأضعه في يدها مازحا:

- لا تنسي أن تنظفيه بمسحوق الديتول فأنا كما تعلمين عندي هاجس من الجراثيم، ولا تنسي أن تغسلي يداك أيضا قبل فعل ذاك.

ثم تستشيط غضباً، حينذاك اقتربت منها مبتسما أقبل جبينها برفق، أذهب إلى عملي مليء بالنشاط والحيوية والأمل، أثناء ذهابي

 إلى العمل أشرت بيدي اليسرى إلى سيارة أجرة، عندما توقفت السيارة  وركبت داخلها طلبت منه أن يوصلني لمكان عملي وقبل أن

 أخبره بمكان عملي بالتحديد

قال:

- أعلم أين تريد أن تذهب يا فتى.

كان وجهه ينير عتمة طريق بأكمله إذا انقطعت الكهرباء، طويل القامة، يرتدي عباءة بيضاء، و على رأسه قبعه يختبئ أسفلها

 القليل من الشعر الأبيض الذي انتزع بقيته الصلع، ذات لحية بيضاء كثيفة، صوته أجش، كأنه من رجال الدين الصالحين، في

 السبعينات من عمره، ظننت أنه قد أوصلني من قبل فسألته وأنا أُحدق إليه وأنظر إلى وجهه الذي بات مألوفا و تابعت:

- هل تعرفني؟.

رد ضاحكاً:

- ألم تمييز صوتي حتى الآن ولا ثوبي الذي أرتديه، لقد فعلت من أجلي عمل إنساني منذ أيام قليلة وأنا جعلت سائق التاكسي ينعتك

أرض إيلاف (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن