الفصل الرابع والعشرون - الأمير عامر

70 10 0
                                    

"عامر"

قبل أن نصل إلى قصر الملك رأينا على الجهة المقابلة ليس ببعيد كوكبة ضخمه من الفرسان يتقدمهم "الزعيم" بذاته الذراع الأيمن

 للملك يمتطي جواده ومتجه نحو شرق "إيلاف" بسرعة شديدة، فعلمت أن خطتنا نجحت في استدراجهم.. حينها تبادلت نظرة

 خاطفة مع "شيحان" وعلى وجهي شبح ابتسامة.. بعدئذ انطلقنا باتجاه قصر، لكن حدث شيء لم نتوقعه غير خطتنا تماما بالمرة..

 حينما كانت بوابة القصر الشاهقة على مرمى بصرنا رأينا شيئاً لا يمكن وصفه.. شاهدنا ذاك الفارس الشجاع الذي أرسلناه معلق

 على إحدى الخوازيق أمام البوابة الشاهقة وقطرات الدماء تنساب من رأسه حتى أسفل قدميه، فعلمت أنه فارق الحياة، حينها كان

 الغضب يسيطر على ملامحنا، كان هؤلاء الفرسان على وشك ما يريدون لنا وهو أن نتشتت، حينذاك حاولت أن أجعلهم متشبثين،

 استدرت بظهري لهم.. رأيت في أعينهم المزيج من الخوف والغضب والتوتر في آنٍ واحد، تعالت صيحات البكاء على فقدان رفيق

 رحلتهم وشهيد حريتهم، بينما كان "شيحان" مذهولاً لا يقوى على الحركة ولا يتفوه بشيء، نظرت إلى جيشي، نظرت في عين كل

 محارب منهم ورأيت كل ذرة حماس بداخلهم قد انهارت، رأيت كل ذاك العمل والمجهود والتخطيط في الشهور الماضية قد ذهب

 هباءً، أردت أن أستعيد ذلك بسرعة حتى لا يمتلكني اليأس كلياً أنا الآخر، نزلت من على جوادي ونظرت في أعينهم وذهبت

 باتجاههم أسير يمينا ويسارا ثم قلت:

- أعلم ما تشعرون به الآن، أعلم أن الغضب واليأس يسيطر عليكم، كما أعلم أيضا أننا لن نضيع تعبنا في الشهور الماضية هباء،

 هؤلاء الطغاة يريدون منكم ذلك، يريدون أن يتملككم اليأس ويجعلكم تخضعون لهم من جديد، يريدونكم عبيد تقبلون أقدامهم

 وتشكرونهم على حسن معاملتهم لكم ك عبيد، أتريدون ذلك؟؟، إذا أردتم ذلك فأنا لن أرضى يوماً ولن أنسى ما فعلوه بسكان المملكة

 حينما اغتصبوا نسائهم، ثم أحرقوهم وهم على قيد الحياة، هنا في عقلي ما زالت صيحات استنجادهم أتذكرها، أتذكر جيداً نحيب

 الأطفال على فقدان والديهم، أتذكر تلك المرأة الحامل التي لم يشفعوا لها حملها حينما استنجدت بأحد الحراس ولم يجب لتوسلاتها،

 أتذكر الكثير.. لدي دوافعي للانتقام..،لكن دعوني أخبركم بشيء، اجعلوا ذلك يحدث عكس رغباتهم، اجعلوهم يشاهدوكم جنودا لا

 تقهر، احفظوا ذاك المنظر في أعينكم جيداً، ولكن ليس لنيأس، بل لأننا سنذيقهم عذاباً أليما، اجعلوا ذلك دافع لكم في الانتقام، لأنكم

أرض إيلاف (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن