الفصل الثالث والعشرون - استعداد قريب

62 7 0
                                    


تركنا "إدريس" آنذاك ورحلنا إلى البيت ومعنا الصغير "زين"، لقد انتهى دوره حتى الآن مع "إدريس"، ويجب أن يبقى بجوار

 "نادين" الآن في ظل الظروف التي نمر بها .. وجدت المدينة يعم الضباب من حولها، والرياح شديدة تعبث بقميصي كدوامة حول

 جسدي، والرطوبة تطحن الطقس وتكتسح عظامنا.. دلفنا سريعاً إلى المنزل.. التقيت ب "ملك" من جديد، أخبرتها بأن تأخذ

 الصغير للسيدة "نادين" ليجلس بجانبها.. أومأت موافقة، بعد أن دلفت بالصغير إلى غرفة "نادين" خرجت من الغرفة في غضون

 ثوانٍ معدودة كي تتحدث معي، اقتربت تجاهي بخطوات متثاقلة قائلة:

- هل اقترب الموعد؟.

أومأت برأسي موافقا في حزن ثم قلت:

- غدا سنضرب ضربتنا بأمر الله.

قطبت حاجبيها في تعجب، وقالت:

- أتقصد غداً!!، بمعنى غداً؟.

نظرت في عينيها نظرة طالت مدتها، كأننا نتناوب الحديث في صمت عن طريق عينيها، كأن الجواب يكمن داخل بؤبؤ عيني، بعد برهة كسرت حاجز الصمت، ثم أردفت قائلة:

- إذاً يبدو أنك لن تبقى في مملكتنا طويلا، أليس كذلك؟.

قلت:

- صحيح يبدو كذلك.

اكتفت برسم ابتسامة على ثغرها، بينما كانت تنظر إلى السماء كأنها تبحث عن شيء ما، أو تمنع دموعها من الانزلاق إلى وجنتيها

 أمامي، بعدئذ أخبرتها بأني سأظل في غرفتي إذا أرادت شيئاً، أومأت موافقة.. دلفت إلى الغرفة.. استلقيت على سريري محاولاً

 النعاس.. حتى أجفلت جفوني، وغطت في نوم عميق.

جاءت شمس اليوم التالي.. استيقظت دون تدخل من أحد.. اعتدلت وجلست على فراشي.. نظرت عن يميني فوجدت "شيحان" يغط

 في نوم عميق.. بدأت أنظر إلى سقف الغرفة، ظللت أفكر حول ما سوف يحدث بعد قليل، دام تأملي لساعات حتى استيقظ أخيراً

 "شيحان".. حينما نظر إلى يساره شاهدني أتأمل السقف.. ألاح بيده في الهواء قائلا:

- ما بك؟.

قلت:

- لا شيء، أفكر فيما سوف يحدث.

قال:

- وماذا سيحدث برأيك؟.

قلت:

- أخشى أن تفشل خطتنا، أو أن يفشي أحدهم وتضيع جهودنا هباء.

اعتدل في جلسته، فقال:

- تذكر الله يسمعنا، يدبر أمرنا، يحفظنا لأنه الحافظ، فلا تقلق يا صديقي، الله يعلم نوايانا وهذا يكفي.

أرض إيلاف (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن