الفصل الحادي والعشرون - عودة الذكريات

54 8 0
                                    

"عامر"

حينما ذهب صديقي من حيث أتى، بقينا أنا و "ملك" و "نادين" و "شيحان" أخذنا ننظر لبعضنا في صمت، حتى أخبرتهم بأني

 سوف أدلف داخل الغرفة لأستلقي قليلاً.. هز الجميع رأسهم في صمت.. بينما "ملك" كانت تحدق بعينيها نحوي كأنها تريد إخباري

 بشيء.. استدرت لأدخل الغرفة.. عندما دخلت استلقيت على السرير.. جعلت جفوني تعانق بعضهما في سلام.. بعد فترة هرع

 الجميع حينما سمعوا صراخي من داخل الغرفة.. ركضوا تجاهي ليروا ماذا حدث.. دلفوا الغرفة وجدوني أرتجف بشدة.. بينما

 العرق ينساب من جبيني إلى وجنتي بسرعة شديدة، كأنني رأيت الموت بعيني، ثم سألوني ماذا حدث أخبرتهم أنه لا شيء فقد كان

 مجرد حلم، وعندما أصروا أن يعلموا صرخت في وجههم لا شيء كان مجرد حلم أنا بخير، غضب "شيحان" من معاملتي لهم بهذا

 السوء وانصرف فورا خارج الغرفة، بينما "نادين" شعرت بالأسف فانصرفت هي الأخرى مسرعة، عدا "ملك" ظلت بجانبي

 تواسيني كطفل صغير كي أهدأ.. حتى أستطيع أن أبوح لها عما أحسست به جعلني أرتجف هكذا، بعد فترة وجدت نفسي أخبرها:

- لقد تذكرت كل شيء.

قالت:

- هل هذا ما جعلك تصرخ هكذا؟؟.

قلت:

- هذا ما جعل كمية الآلام التي كانت تكمن بداخلي تنتظر رجوع ذاكرتي كي تنهش في تفكيري مجدداً، لقد تذكرت جدتي "كوثر"

 وكيف كانت تعني لي، تذكرت قصة والديَّ الذين بفضلهم أجلس بجانبك الآن، تذكرت ماذا حدث في المحيط حينما ذهبت وراء

 المخططات التي تشير أن سر اختفاء والدتي يكمن في مثلث برمودا.. قررت أن أذهب إلى هناك، وحينما كنت في تلك النقطة فقدت

 كل من ساعدوني على الوصول.. فقدت القبطان "سامي"، ثم مساعده "وليد" الذي غرق في المحيط وهو لم يتعلم السباحة قط،

 تذكرت "إدريس" حينما كنت أناديه كي يبقى بجانبي، ولكن تلك الفجوات الكبيرة التي انبثقت فجأة ابتلعته.. لقد تذكرت كل شيء يا "ملك".

كان شرودها واضح أمامي.. ظلت دقائق صامتة كأنها تفكر بما ستخبرني به.. ثم تنفست الصعداء فقالت:

- هل يوجد من يحيا دون ألم يا "عامر"، دون فقدان، دون حزن، دون اشتياق.. لكن عليك أن تثق أن فقدانك للذاكرة، ثم رجوعها

 إليك في هذا الوقت ما هو إلا قدر.. وكما أخبرني والدي من قبل؛ "ليس هروبا من الواقع أن نتعلق دائما بالأمل.. ليس عيبا أن

أرض إيلاف (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن