الفصل العشرون - ظهور مفاجئ

54 6 0
                                    

"إدريس"

استيقظت لأجد نفسي في صحراء واسعة.. مثل سفاري لكنها أكبر بكثير.. نظرت هنا وهناك لم أجد من حولي أحد.. بدأت أتذكر

 "القبطان" حينما كان عاجز عن دفع الصندوق من على ساقيه.. ومحاولاتي جاهدًا في إنقاذ "وليد" ولم أفلح.. كان التيار ضد

 رغبتي وحمله بعيداً عني حتى غاب عن ناظري.. بينما ظل صديقي "عامر" يصرخ باسمي حينما ابتلعتني إحدى الفجوات التي

 أطلقها ذاك المثلث الكهربائي اللعين.. كان المشهد لا يوصف.. أكاد أجزم أنه من عجائب الدنيا السبعة.. حينما ينشق المحيط إلى

 نصفين ويخرج من بينه جبل وذلك الجبل ينشق هو الآخر ليخرج من قلبه مثلث كهربائي يلقي عدة دوائر كهربائية في الماء

 وتتحول بعدئذ إلى فجوات تلتهم كل شيء بنهم.. حتى سقطت في إحداهن.. لكن السؤال الذي يراودني الآن بما أنني رأيت العجب،

 أين أنا الآن؟؟، قررت النهوض.. وثبت من مكاني بينما دموعي كانت تنساب على وجنتي.. مسحت دموعي .. ركضت على قدمي

 كثيرا حتى قد بدأ اليأس يحاوطني ويخبرني أنني في الهاوية.. جلست أستريح قليلا.. ثم نهضت من جديد لأكمل سيري لعلي أجد

 مخرجًا.. أثناء السير في تلك الصحراء الواسعة.. رأيت أشخاصاً في أسفل القاع.. كنت سعيد للغاية للقائي بأحدهم في تلك

 الصحراء.. ركضت مهرولا إليهم عندما اقتربت منهم أكثر كانوا يتبارزون بالسيوف.. أحسست بالخوف حين توقفوا عن المبارزة

 وبدأوا بالتحديق في.. ابتلعت ريقي حينئذ.. وبدأت خطواتي تبطئ كلما اقتربت منهم حتى رأيت سيوفهم اللامعة تخرج ملوحة في

 الهواء .. كانوا مفتولي العضلات، طوال القامة، يرتدون بذات حديدية سماوية.. كأنهم نسخة واحدة عدا اختلاف ملامح الوجه..

 شعرت أنهم سيمزقونني إلى أشلاء.. حينما وقفت أمامهم مباشرة.. انتظرت أن يحادثني أحدهم ولكن لم يحدث مطلقاً، استمروا

 محدقين في حتى أتى أحدهم.. أوصد قدمي ويدي بعنف بدون أن يتفوه بكلمة.. ثم قال أحدهم بصوت أجش:

- خذوه إلى سجون "أريجان" فإنها بحاجة للمزيد من هؤلاء الغرباء.

لم أستطع حتى أن أخبرهم بما حدث معي.. أو أنني أبحث عن صديقي "عامر"، أو أنني انتقلت من المحيط إليهم، لن يصدقوا ما

 أقول.. ومن المحتمل أن يشددوا العقاب عليّ.. لأنه كان يشد علي كأنه عقيد في الجيش الحربي.. اكتفيت بالصمت.. بعدئذ أخذني

 هؤلاء إلى مكان بعيد.. انتقلنا إليه بواسطة أحد الأحصنة.. امتطى الفارس جواده واتجهوا عائدين نحو مدينتهم حتى وصلت إلى

أرض إيلاف (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن