الفصل الحادي عشر - لعبة القدر

72 8 0
                                    

"إدريس"

دلفت إلى إحدى الغرف الفاخرة أنا و "عامر" بعدما تمكنت أن أنقله بواسطة مرفقيَّ الذين اتكأ عليهما إلى تلك الحجرة بعدما رأيته

 يتشبث بإحدى الحبال على متن السفينة بيده و بالأخرى يمسك معدته ويقبض عليها بقبضته كأن هناك شيئًا يمزقها من الداخل،

 جعلته يستلقي على الفراش ويحاول الاسترخاء، كان ينتفض حينما تلفحه نسمة من الهواء، توجهت خلف إحدى النوافذ الكبيرة

 التي توجد في الغرفة، أوصدتها جيداً حتى يشعر ببعض الدفء، لكن كانت يداه ترتعشان ولا أدري السبب، وقبل أن أفعل شيئًا أخر، دلف إلى الغرفة "وليد" وقال:

- القبطان يعتذر لكما عما بدر منه، لكن ليس ذلك بإرادته و إنما بسبب العوامل المناخية، وأراد أن يخبركما أن بداية من تلك المنطقة سوف نواجه الكثير منها.

- لا عليك، لكن كل ما يهمني الآن هو أن تجلب لي مدفأة ل "عامر" من إحدى الغرف المجاورة.

أومأ "وليد" برأسه موافقاً وذهب مسرعاً إلى إحدى الغرف المجاورة وجلب مدفئة في الحال، قمت بتغطيته حتى يشعر ببعض

 الدفء، ثم جلبت مقعدًا وجلست بجانبه أراقبه وهو يغفو في نوم عميق، كان "وليد" يراقبني في صمت حتى انتبهت له، لاحت

 شفتاي شبح ابتسامة، بعدئذ أخبرته بإمكانه العودة إلى القبطان وأنا سأتدبر أمره، ثم ابتسم وقال وهو يخرج من الغرفة:

- ليتني أستطيع أن ألتقي بصديق مثلك يا "إدريس" في المستقبل.

ابتسمت قائلًا:

- كل شخص سيلتقي بما يشبهه في نهاية المطاف، فلا تقلق يا "وليد"، أرى فيك شجرة مثمرة سوف تطرح قريباً ثمارها.

ابتسم حينذاك "وليد" وفرح بتلك الجملة، خرج من الغرفة مسرعاً حتى يتابع ما أمره به القبطان.

عندما نظرت إلى "عامر" كانت الرعشة قد توقفت، لكن أصبح يتفوه بالخرافات ويقول أشياء غير مفهومة بالمرة، أصبحت قلقاً

 عليه، نظرت إليه وأنا في حالة شرود تام وأقول:

- تُرى ما الذي ينتظرك يا "عامر" في المستقبل؟، أخاف عليك من المجهول، لأنه كما قيل:

- لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع، ولكنني لم أستطع أن أخبرك بهذا، فقد أخبرتك أنني بجانبك وأينما ستذهب سأذهب معك، أردت أن

 يهدأ ضجيج أفكارك، لأن حينما تذهب إلى هناك ولم تلتقي بشيء ونعود سالمين بأمر "الله"، ربما بعدئذ تمارس حياتك العادية

 بشكل طبيعي، كأننا كنا في رحلة مثلما كان يفعل أبي كل عام، وترضى بقضاء "الله" وقدره، أردت فقط أن أخبرك أنني أحبك ولكن

أرض إيلاف (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن