12_الثاني عشر

989 54 1
                                    

"افتحي قلبك لي يا عزيزتي، تمسكي في يديا، فلن أفلتها حتى إن رفاقتنا الأزمات"

________________________

يسير ذهابًا وأيابًا من حديث صديقه، ليتحدث بقلق بالغ:
"أنت كده مش بطمني، ليه محدش بيقولي حاجة ليه؟، مش شايف اني محتاج تفسير للي بيحصل؟!"

لينزل عليه "وائل" بسؤاله:
"راجي أنت بتحب فريدة؟، قلقان عليها فعلًا يعني؟"

وبعد صمت لم يدوم إلا للحظات، أجاب "راجي" بشرود:

"مقدرش اقولك حبيتها في الوقت ده، بس أقدر أقولك أن في حاجة بتكبر جوايا ناحيتها، كل مرة بشوفها فيها بيبقي نفسي الوقت يقف عند اللحظة دي، بحس معاها آني مرتاح مش شايل هم حاجة ولا ورايا حاجة غير أني أسمعها"

تحمحم بعدما أنتهي من وصف مشاعره، ليردف "وائل" بخبث:
"لا باين فعلًا انك مش بتحب، أنت يدوبك بتقع علي وشك بس"

"طب يلا من هنا، عايز انام ورانا شغل الصبح ها"

_________________________

مر شهرًا كاملًا علي ما حدث ذلك اليوم، لم يتطور شئ، بقت فريدة على حالتها لا تخرج من المنزل تحاول فقط أن تلم أي شيء في المواد  حتى تنهي أخر ترم لها في المرحلة التعليمية، وأدم لم يتأثر بما حدث كثيراً فهو ووالده لا يوجد بينهم أي وفاق من قبل، ونور غضبه بدأ يتلاشى فلن يفيد الغضب بشيء يومًا، ووالدة وائل لم تترك أختها أبدا في هذه الظروف كانت تطمئن عليها محاولةٍ إن تجعل أختها تفيق لابنائها وأن لا تلتفت إلى الماضي، فما حدث قد حدث وما باليد حيلة غير التقبل.

في المرة التي لا يعلم أحد عددها يتصل راجي بفريدة في محاولة منه أن يطمئن عليها،فرغم مرور شهر لكنها لا تجيب عليه  فقط تضع هاتفها علي وضع الصامت، تري أسمه وداخلها يريد ان تجيب لكنها لا تريد أن تشارك أحد بما يكمن داخلها وبما يحدث حتي لا يتم الغدر بها مرة أخري، ثواني قليلة ووجدت رسالة منه على أحد التطبيقات محتواها:

"فريدة أنا مش عايز حاجة غير أنك تطمنيني عليكِ وبس، أنا حقيقي قلقان عليكِ، مهما كان اللي حصل هيعدي، بس عشان خاطري طمنيني"
هي لا تنكر أن اهتمامه بها كل هذه الفترة دون كلل أو ملل يجعلها مطمئنة،  ورغم إنها لا تجيب علي رسائله، لكن شعور أن هناك من يهتم بك وبما تشعر يجلب الراحة، هناك شخص خلفك تستطيع أن تستند عليه.

_____________________

تجلس ليلى بمكتبها ترسل رسائل لفريدة للاطمئنان عليها ولكن فريدة لا تجيب إلا بكلمات قليلة منذ رحيل والدها، فقط ترد كي لا تسبب لليلي أي قلق ليس إلا ……

تترك هاتفها جانباً وتطلق زفير قوي دلالة علي حزنها كل ذلك تحت أنظار الواقف يراقبها خارج مكتبه  ليقترب منها وهو يضع يديه في جيبه ..ويقول

خَبِّئْنِي فِي قَلْبِكَ (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن