"أريد أن أفرغ رأسي من جميع أفكاره ، وأستريح في مكانٍ لا يزورني فيه شيء سوى الطمأنينة."
«مقتبس»
_________________مر يومان علي زفاف فريدة وراجي اللذان ذهبا إلي الغردقة لقضاء شهر العسل وليقترب راجي أكثر من فريدة ويمحي قليلاً من الحواجز الموجودة بينهم، ولتشعر بالراحة أتجاهه أكثر، وبالرغم من أنهم أستيقظوا اليوم من السابعة صباحًا لكن وإلى الآن مازالت فريدة مستيقظة لا تشعر بالنعاس بسبب الارق، كانت تحوم في الغرفة والساعة قد تخطتت الثالثة صباحًا، وراجي الذي ذهب في النوم منذ ثلاثة ساعات دون ان يشعر، فلقد قضي نصف النهار يغوص في الماء فأقل شيء يفعله لاجل أن يرتاح هو أن يخلد للنوم، الا أنه عكس فريدة التي ذهبت الآن إلى الشرفة حين لاحظت تملل راجي علي الفراش أثر حركتها في الغرفة، مر نصف ساعة علي وقفتها في الشرفة تتابع النجوم، حتي شعرت بباب الشرفة يفتح وبالطبع لن يكن الا راجي الذي لاحظ عدم وجودها بجانبه، لذلك قام ليبحث عنها، أقترب منها ومن سور الشرفة التي تستند عليه، وقبل ان يتحدث قالت هي بأسف عندما لاحظت اثر النعاس على وجهه:
"أسفة لو كانت حركتي في الأوضة من شوية سبب في أنك صحيت، بجد مكنش قصدي علشان كده وقفت هنا لحد ما يجيلي نوم"
رفع ذراعه وبكف يده أزاح شعرها خلف أذنها ليقول برفق:
"أنا صحيت بس لما لاقيتك مش موجودة جنبي، ليه مش جيلك نوم ؟ في حاجة شغالة بالك ؟!"هزت رأسها تنفي، لتقول بيأس:
"ده العادي أنا مش بعرف أنام بسهولة باليل، رغم أني صاحية من بدري وفضلنا نلعب طول اليوم في الاكوا، معرفش أنا هتهد وأنام أمتي !"أبتسم علي طريقتها في الشكوي، ليقول بمزاح:
"وطبعًا قولتي لما أطلع أعد النجوم شوية مش كده"أنهي حديثه وهو ينقر بسبابته علي أرنبة أنفها، لتتنهد الاخري بعمق، ولشعورها بالذنب نبست:
"روح كمل نومك وأنا شوية ويجيلي نوم وأنام""لا أنا نمت خلاص مش هعرف أنام تاني علي الأقل قبل ساعة، لذلك هنستغل أننا مش عايزين ننام وهنعمل حاجة"
عقدت حاجبيها بتعجب، ليغمز لها يشاكسها، ثم وضع يديه علي كتفيها وحثها علي ان تمشي أمامه، انصاعت لحركته وذهبت حتي أجلسها علي الفراش، وجلس هو أيضًا أمامها يربع قدميه، ليردف بحماس:
"بما أننا صاحيين، فنتعرف علي بعض بقا"وضعت يديها علي فمها لتضحك، ثم جاوبته:
"راجي لمعلوماتك بس أحنا دلوقتي متجوزين لو مش واخد بالك وبنقضي شهر العسل كمان"ضيق حاجبيه يعترض علي حديثها قائلا:
"أيه يعني هما المتجوزين مش بيتعرفوا علي بعض ولا مش بيتعرفوا !"أبتسمت له ثم نبست بنبرة لطيفة:
"لا يا عم بيتعرفوا وجداً كمان، ها عايز تعرف أيه ؟"
أنت تقرأ
خَبِّئْنِي فِي قَلْبِكَ (قيد التعديل)
Romanceكثيراً ما تسألت بداخلي كيف سأنتشل قلبي من قلقه الذي أعتاد عليه ؟ كيف سأجد الأمان الذي أحلم به في الخارج ، أن كان منزلي لم يوفر هذا ! حتي ظهر هو أمامي ، فعاد قلبي هادئاً بوجوده ، مضطرب من فكرة رحيله ، وهو من جعله ينعم بهذا السلام ! #روايتي_الأولي ...