آه من فرحة أحلامي، ومن خوف ظنوني"
"أم كلثوم"
****************
تحرك "وائل" إلي المستشفى ليطمئن علي ليلي ووالدتها، فمن وقت أستيقاظه حتي الآن، كان ينتظر أن ينتهي من عمله حتي يتفرغ لذهاب إليهم، وصل إلي هناك، ثم طرق باب الغرفة، ليأتيه الصوت المحبب إلي قلبه تأذن له بالدخول، أبتسم ثم فتح الباب ودلف إلي الداخل، حاملًا باقة ورود في يديه، كانت ليلي تجلس بجوار والدتها التي فاقت منذ الصباح، لكنها مازالت تحت تأثير التعب، أقترب منهن، ثم أمسك بكف والدتها وطبع قبلة رقيقة علي ظهر يديها، ليقول بدفء:
"حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي، يارب تكوني بخير دلوقتي"
أبتسمت بوهن، لتحرك رأسها حركة بسيطة دلالة علي أنه أفضل قليلًا، ليوجه نظره إلي ليلي التي لم تنبس بحرف منذ أن دلف إلي الغرفة، أبتسم إليها مرددًا:
"أزيك يا ليلي عاملة أي النهاردة"
قابلت أبتسامته بجمود، ثم نبست:
"عن إذنك يا ماما عايزة وائل في حاجة برة، ثواني وأرجعلك"ذهبت اتجاهه ثم أمسكت يده، وخرجوا من الغرفة، لتقف أمامه تربع يديها أمام صدرها قائلة بنبرة حزينة يحاوطها غصة أيضًا خارجة من قلبها:
"ليه عملت كده يا وائل من غير ما تأخد رائي رغم أني كنت معاك"
رمقها بعدم فهم ليقول:"عملت أيه مش فاهم؟! "
"ليه دفعت فلوس ماما كلها من غير ما تقولي"
لم يتوقع وائل أنها ستحزن، فلم يخطر علي باله غير سعادتها حين تقوم والدتها بالسلامة، نظر لها ثم قال برفق:
"علشان عارف أني لو كنت عرضت عليكِ حاجة زي دي مستحيل توافقي، ومامتك كان لازمها العملية . . .
قاطعته وسط حديثه مردفة بنبرة باكيةٍ وهي تقول:
"برضو كنت تقولي بدل مانا كنت عاملة زي الاطرش في الزفة وأنا بسأل موظفة الاستقبال علي نظام الدفع"رجوع إلي ليلة أمس . . .
تذهب للأستقبال لتستفسر علي وصلات الدفع وكيفيتها:
"لو سمحتي كنت عايزة أعرف طريقة تقسيط مبلغ العملية الخاص بأسم سناء منصور"
بدأت تبحث موظفة الاستقبال لها عن طلبها، بتحيبها بهدوء:
"هو بالفعل المبلغ أتدفع يافندم دفعه شخص أسمه وائل فرج "لتنظر لها ليلي ببلاهه:
" دفع المبلغ كله أمتي وازاي ؟! "
لتجيبها الموظفه:
"من قبل ما والدة حضرتك تتدخل العمليات، أحنا معندناش أمكانية التقسيط يا فندم"
عودة إلي الحاضر ......أقترب منها وائل ثم أخفض وجهه لينظر في عينيها قائلا:
"ليلي أنتِ بتعيطي ؟! أنا أسف حقك عليا حقيقي مكنتش أعرف أنك هتضايقي، صدقيني كان فارق معايا مامتك وبس، أنا آسف علشان مقولتش ليكِ"
أنت تقرأ
خَبِّئْنِي فِي قَلْبِكَ (قيد التعديل)
Romanceكثيراً ما تسألت بداخلي كيف سأنتشل قلبي من قلقه الذي أعتاد عليه ؟ كيف سأجد الأمان الذي أحلم به في الخارج ، أن كان منزلي لم يوفر هذا ! حتي ظهر هو أمامي ، فعاد قلبي هادئاً بوجوده ، مضطرب من فكرة رحيله ، وهو من جعله ينعم بهذا السلام ! #روايتي_الأولي ...