13_الثالث عشر

916 48 6
                                    

"من تذوق أحساس الخوف، من الصعب جداً أن يدوق حلاوة الأطمئنان"
____________________

أنتهت الأغنية، ليطلق "راجي" مشاعره قائلًا:
"وحشتيني"

صدمت فريدة من تصريحه هذا لتردف بأرتباك:
"أنت بتعمل أي هنا ؟ وبعدين أنا مستنية ليلي ممكن تمشي !"

أعتدل راجي في جلسته بجانبها ثم قال بهدوء:
"مانا هنا مكان ليلي، ليلي مش هتيجي"

ضيقت حاجبيها لتسأله بحنق:
"وده من أيه أن شاءلله"

نظر إليها متحدثًا بدرامية:
"ولا حاجة يا ستي، روحت قولتلها في حرامي سرق قلبي وجري ومن وقتها وأنا مش عارف أعيش، فقالتلي اتفضل يا راجي ده مكانه ودلتني علي هنا"

حاولت أن تكتم ضحكتها، لتتحدث بنبرة جاهدت أن تصغيها في ثبات:
"راجي أنت عايز أيه؟!"

صوب نظره ناحيةٍ البحر قائلا:
"عايز أعرف أنتِ بتهربي مني ليه؟"

زفرت أنفاسها بعمق مردفًة:
"أنا مش بهرب أنا بس بعمل حساب للي هيحصل بعدين لما تشوف الصورة كاملة، أنت اللي هتهرب فانا بوفر عليك من دلوقتي، ولو سمحت أنا مش عايزة نكون صحاب تاني، أمسح رقمي وأي حاجة تخصني"

التفت إليها، ينظر بريبة، ثم سألها بأستنكار:
"فريدة أنتِ بتتفرجي علي هندي؟"

رمقته بعدم فهم، ليكمل حديثه قائلًا:
"أصل ده فيلم هندي، هو أي اللي مش عايزة نكون صحاب؟!"

"أنا حرة يا سيدي، أنا مش عايزة نبقي قريبين"

أقترب قليلًا منها، ثم صوب عيناه داخل عينيها، قائلًا بمشاكسة:
"بس مش ده اللي عينيكِ قالته"

وهي تجزم أيضًا أن هذا ليس ما تريده أيضًا، فقط تود أن تبوح له بكل ما حدث، لكنها خائفة من أن تهتز صورتها أمامه، خائفة من إن يتم الاستغناء عنها مرة ثانية، لكنها لا تعلم بأنه يعلم كل شئ ولا يري خطًأ بها، فاللوم لا يقع عليها من الأساس، شعرت بإن دموعها ستبدا بالهطول، لذلك قررت الهروب من أمامه قائلة:
"أنت شخص كويس يا راجي وقلبك نضيف، بس خليك بعيد عني، قرب من حد شبهك، علشان مشاعرك متتاذيش"

أمسكت حقيبتها، ثم رحلت دون إن تستمع إلي حرف واحد منه، لا يعلم ماذا يفعل كيف يخبرها بأن فؤاده لا يأبه بشئ سواها.

___________________

دلفت "فريدة" إلي المنزل لتجد نور جالسًا في الصالة، في أنتظارها، ليقول بهدوء:

"تعالي يا فريدة عايزك في موضوع"

أقتربت منه بريبة، لتجلس أمامه مردفًة بأستنكار:
"حصل حاجة ولا أيه؟!"

خَبِّئْنِي فِي قَلْبِكَ (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن