24_الفصل_الرابع_والعشرون

696 33 10
                                    

"يحتم علي من يحب ان لا يفكر في نفسه، بل ان تأتي راحة الآخر في المقدمة"
______________

عاد راجي إلي الشركة ليباشر عمله الذي تركه لأسبوعين لقضاء شهر العسل، مر علي مكتبه ليترك أشيائه ثم خرج ليذهب إلي وائل صديقه، وقف يطرق علي الباب برفق ثم فتح الباب ليطل بوجهه الذي يغلفه البسمة قائلا بمرح يمزجه اللهفة:
"ممكن أدخل ولا هعطل البشمهندس ؟!"

رفع وائل وجهه بسرعة حين أستمع إلى صوت يألفه لينهض سريعًا يذهب إلي راجي يحتضنه نابسًا بلهفة:

"ياه أخيرا العريس وصل، ليك وحشة يا شريك"

شدّ عليه العناق راجي ليردف وهو يربت علي ظهره بحفاوة:
"أنت كمان واحشني، عامل أي والشغل عامل فيك أيه؟!"

ابتعدوا عن بعضهم البعض، ثم ذهب كل واحد منهم لمكانه حتي يجلسوا، ثم أجاب وائل بحنق زائف:
"الشغل مش بيخلص يا راجي، أنا بخلص والشغل مش راضي يخلص، ده أنت طلعت شايل عني كتير بجد"

ضحك راجي علي حديثه ثم تحدث:
"ياعم قول الحمدلله ده رزق، وبعدين أنا رجعت اهوه فهشيل معاك"

أعتدل وائل في جلسته ثم شابك يديه مردفًا بتردد:
"لا ما هو أنت هتعمل حاجة تانية خالص...."

مزاحه راجي قائلا:
"يا وقعة طين، اوعي يلا يكون الشيطان لعب في دماغك وقالك تلغي الشراكة، ده مكنش أسبوعين يلا اللي سبتلك فيهم الشركة"

ضحك وائل بصوت عالٍ،  ثم قال بجدية:
"لا يا حبيبي ملغيتش الشراكة متقلقش، بس جيه الوقت اللي نوسع فيه الشغل ويبقي عندنا فرع في القاهرة، بيجلينا شغل كتير هناك، والصراحة مكان زي القاهرة هيفتح علينا باب رزق جديد"

آيد راجي حديث وائل ثم نبس بأستنكار:
"طب وليه أروح أنا، ما أنت هنا فاضي ينفع تروح، لكن أنا هسيب فريدة أزاي وأستقر في القاهرة ؟!"

رد عليه وائل:
"الفكرة أني مش هقدر أسافر علشان شقتي محتاجة شغل كتير فمش هعرف أسافر وأسيب كل ده، غير أن مامت ليلي هتبقي لوحدها هنا، أما بالنسبة لفريدة ليه عايز تسيبها هنا ؟! خدها معاك وبعدين فريدة بتحب القاهرة قوي يعني لو قولتلها هنسافر القاهرة هتعمل فرح أسالني أنا"

شعر بالارتياح حين أستمع إلي ذلك لكن مشاعره لم تستمر للأكثر من ثوانٍ معدودة، حين تذكر أمر الطبيبة النفسية التي تتابع معها فريدة ليندفع سريعًا مردفًا:

"بس فريدة لازم تروح......

لم يستكمل حديثه فهو يعلم أن وائل لا يعرف بأضطراب فريدة، لينهض من مقعده قاصدًا الذهاب إلي مكتبه، متحدثًا بتشتت:
"خلاص سيبني أفكر وبكرة أرد عليك"

لم ينتظر رد وائل، فتح الباب وغادر، تعجب وائل من أمره ليتسائل:
"الواد ده عبيط، ولا وقع علي دماغه هو وصغير؟!"

خَبِّئْنِي فِي قَلْبِكَ (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن