"كان يستطيع أن يجعل قلبي أمن ببضعة كلمات بسيطة، يكفي أن يقول أنا هنا حتي يهدأ قلبي ويطمئن"
______________
راجي الحقني أنا بموت، علشان خاطري تعالي بسرعة"
قلبه من الخوف كان علي وشك أن يتوقف عن ضخ الدم بشكل جيد، حين أستمع لصوتها المتألم الباكي، ليردف بخوف شديد:
"فريدة مالك أنتِ كويسة؟ ""جنبي واجعني أوي، علشان خاطري تعالي، أنا خايفة أوي"
وبنبرة مرتجفة جاهد أن تخرج ثابتة عن تلك النبرة التي خرجت منه ليبثها ولو قليل من الطمأنينة قال:
"فريدة اهدي أنا في الطريق يعني دقايق بس وأكون قدامك، خدي نفس عميق"حاولت بصعوبة أن تحد من نوبتها وبكائها، وأن تضبط نفسها الذي بدأ يقل وهناك الم بات يظهر في صدرها، شهقت من البكاء لا تعلم بأي جزء عليها أن تتمسك جسدها كله في حالة يرثي لها، وزوجها من القلق يريد أن يطير بالسيارة حتي يكون معها، وضعت الهاتف علي الارضية وحاولت ان تستلقي علي الجانب الآخر، داخل عقلها الكثير من الافكار السوداوية، حتي إنها لم تجيب علي اخر جملة قالها راجي، ليردف بقلق:
"فريدة أنتِ معايا؟ أتكلمي معايا، لو مش قادرة تتكلمي أسمعيني بس، أنا معاكِ اهوه أنتِ مش لوحدك ها"
يستخدم كل الطرق لتشتيت عقلها عن التفكير بشكل مأساوي فهو يتذكر جيداً حين شاركته بأحد أكبر مخاوفها، حين قالت له بانها تخاف من ان تمرض وهي بمفردها، أبتلعت ريقها بوهن شديد، ثم بدأت توخز كف يدها بأظافرها لتشعر إنها علي أرض الواقع، ومن العدم تحدثت بضعف:
"راجي أنا بحبك أوي"كانت تعتصر عينيها من الألم أخرجها من ذلك راجي الذي قال:
"بس أحنا لسة مربعناش يا فريدة، لسة باقي أسبوع مش ده كان اتفاقنا"أبتسمت بضعف قائلة:
"بس أنا كل يوم بقولك أني بحبك وأنت مش بتاخد بالك !""أي ده فين يا نصابة ؟!"
ضحكة ضعيفة للغاية واهنة هذا ما أستطاعت أن تجيب به، لينقطع الاتصال بينهم وفقط .
ودقيقتين أستمعت لصوت المفاتيح في باب الشقة أي أن راجي وصل بالفعل، حمد الله كثيرًا حين وجد المصعد خالي ولم يعيقه أحد ليصعد إلي زوجته وحبيبته، دلف سريعًا يبحث عنها بحدقتاه إلي إن وجدها في المكان الذي يتواجد به التلفاز كانت مستلقية تغمض عينيها وتتمسك بجانبها الايمن، ركض إليها وجثي أمامها علي ركبتيه مردفًا بللهفة يمزجها خوف:
"فريدة فوقي معايا علشان خاطري، أنا هنا متخافيش مش هيحصلك حاجة"أرتسمت بسمة باهتة أثر شحوب وجهها، ليضع يد أسفل ظهرها، واخري أسفل ركبتيها حملها ونهض بها ليخرج بها من المنزل، وضعت رأسها تستمع لنبض قلبه الذي يخفق بشدة ثم نبست:
"أنت دايما هنا جنبي وفي كل الاوقات"
أنت تقرأ
خَبِّئْنِي فِي قَلْبِكَ (قيد التعديل)
Romansaكثيراً ما تسألت بداخلي كيف سأنتشل قلبي من قلقه الذي أعتاد عليه ؟ كيف سأجد الأمان الذي أحلم به في الخارج ، أن كان منزلي لم يوفر هذا ! حتي ظهر هو أمامي ، فعاد قلبي هادئاً بوجوده ، مضطرب من فكرة رحيله ، وهو من جعله ينعم بهذا السلام ! #روايتي_الأولي ...