14_الفصل الرابع العاشر

910 46 21
                                    

"كغارقة أنا، وكطوق نجاة أنتَ"

**************

عادت "فريدة" إلي المنزل برفقة وائل، كانت تستند عليه وهي تصعد سلم منزلها دقت جرس البيت، لتفتح لها والدتها وقبل أن تتفوه بكلمة كان "وائل" يقول لها:

"وسعي يا خالتي وسعي، كان مكتوبلك فين بس ده كله يا فريدة يا أختي، مش بتلحقي ترتاحي، بقا أول يوم أجازة تقضيه في الجبس"

كانت تجاهد"فريدة" بإن لا تضحك علي طريقة وائل الدرامية في الحديث، لتتحدث "والدتها" بقلق، تحت أنظار نور الذي يقف ويرمقهم بريبة:

"أيه اللي حصلك يا فريدة مأنتِ نازلة كويسة !"

أردف "وائل" بنبرة حاول أن تخرج حزينة:
"كنا سوا راجعين من المستشفى بعد ما أطمنا علي والدة ليلي، يدوبك بنعدي الرصيف، أتكعبلت ورجلها أتانت تحتها، وفجاءة لاقيتها بتصرخ من الوجع، فرجعنا المستشفى تاني، الدكتور قلنا فيها كسر وهتحتاج تقعد شهر كده"

نبس "نور" بحنق:
شهر ! طب وخطوبتك اللي بعد أسبوع دي هنعمل فيها أيه !"

أنفعل "وائل" علي حديثه مردفًا:
"ده كل اللي همك، أختك مكسورة وأنت كل اللي فارق معاك خطوبتها ! وبعدين أنت أزاي تسمح لنفسك تأخد قرار زي ده من غير موافقتها !"

"هي لاحقت حكيتلك، وبعدين أنت مالك، حد عينك المحامي بتاعها، أختي وأنا حر فيها"

رمقه "وائل بأشمئزاز متجاهلًا حديثه، ليوجه حديثه إلي فريدة:
"يلا يا فريدة ارتاحي النهاردة، وأنا بكرة هبقي أخلص شغل وأجي أطمن عليكِ، وأنتِ يا خالتي روحي أعمليها عصير أو حاجة تشربها"

أومات له بأيجاب ، ثم ساعد فريدة حتي تدلف غرفتها تحت أنظار نور الذي تنم علي غيظه، جلست علي الفراش لتتذمر:

"يعني أنا هفضل علي الحال ده شهر بحاله ! منك لله يا ليلي كل ده من تحت أفكارك"

أجابها "وائل" بحنق:
"دلوقتي منك لله يا ليلي، أمي اللي أول ما ليلي أقترحت الفكرة، فضلت تنطط من السعادة عشان هترتاح من رامز، ياه علي الإنسان ياه علي الإنسان بجد، وبعدين ياختي أحنا لسة فيها، أطلعي زي الشاطرة وقوليلهم أنا بعمل مقلب فيكم عشان مش عايزة أتخطب لرامز"

وضعت "فريدة" أصبعها علي فمها لتقول:
"هششش، بهزر بهزر، الواحد ميعرفش يفك معاك بكلمتين"

صمتت قليلاً، ثم عادت تسأل بقلق نابع من داخلها:
"طب وبعدين يا وائل هنعمل أيه بعد الشهر ده؟!، أنا مستحيل أتجوز رامز ده"

رد عليها "وائل" برفق:
"لسة قدامنا شهر، إن شاءلله نكون لاقينا حل متقلقيش، أنا همشي دلوقتي وبكرة أبقي أشوفك لو فضيت"

خَبِّئْنِي فِي قَلْبِكَ (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن