"عندما تتخطى أيامًا صعبة أكمل حياتك كناجٍ وليس كضحية، أتفهم؟"
- جلال الدين الرومي
_________________أستيقظت فريدة علي صوت رنين هاتفها الذي كان يسطع بأسم راجي، كانت متعجبة من أتصاله هذا، لتجيب عليه، لتستمع إلي صوته العذب قائلا بلهفة:
"صباح الفل يا حبيبتي، عارف أني بتصل بدري، بس كنت قاعد بشرب قهوة في المكان اللي شوفتك فيه أول مرة، فجيتي في بالي قولت أكلمك"
أنزلت الهاتف، محدثة نفسها بتعجب:
"حبيبتي ؟"رفعت الهاتف علي أذنها مردفة بنبرة متحشرجة يظهر بها أثر أستيقاظها:
"صباح الخير يا راجي، يارب يومك يبقي كويس"ليجيبها راجي بحب:
"هو خلاص بقي كويس، بعد ما سمعت صوتك....
تحمحم قليلاً ليتابع حديثه قائلا:"ماما كانت قالتلي أنها حابة تشوفك هي قالت الأسبوع الجاي، بس أحنا هنبقي مشغولين عشان هننزل سوا نختار العفش، فأيه رأيك أعدي عليكي النهاردة، نتغدا سوا عندنا وبالمرة تتعرفي أكتر علي عيلتي؟"
توترت قليلاً لأنها غير معتادة علي التجمعات العائلية، حاولت أن تجد حجة تمنعها من الذهاب، لكن صوته كان السبب في أن توافق حين نبس مطمئنًا أياها:
"متقلقيش يا فريدة، الوقت اللي تحسي في أنك عايزة تروحي، أو أنك مش مرتاحة، أنا هروحك بنفسي، أتفقنا؟"تنهدت ثم أيدت حديثه مردفة:
"أتفقنا، هستأذن من ماما وأكد عليك"ودعته ثم أغلقت الهاتف، لتلتفت تنظر ليلي، لكنها وجدت ليلي تجلس مربعة قدميها، وتبتسم لها و تحرك حاجبيها للاعلي وللاسفل بخبث، فزعت فريدة فهي لم تشعر بها حين أستيقظت وجلست جانبها، لتقول وهي تلكمها في ذراعيها:
"خضتيني يا حيوانة، اعملي أي حركة تقول انك صاحية يوووه"
"صباح الخير يا راجي، يارب يومك يبقي كويس"
كانت ليلي هي من تردف بذلك مقلدة فريدة منذ قليل وهي تحُدث راجي، لتتابع بحنق، وهي ترفع يدها كأنها تدعو الله:
"حياة المخطوبين دي صعبة، أكتبها علينا يارب"قذفتها فريدة بالمخدة، ثم أجابت عليها بحنق:
"هيرزقك ياختي وتصدعي أمي، أبقي عامليه حلو بس بدل التدخل في شئون الغير"تشدقت ليلي بفمها قائلة:
"يكنش فكرة أني هعامله زي ما بعاملكم، لااا في دلع متشال لحبيبي وحنية من غير حساب""طب قومي يا محنو، قومي وراكي شغل وأنا لسة هروح أشوف عيلة راجي، عشان أتعرف عليهم محتاجة أجهز نفسي، لحد ما يجي يأخدني"
ضربت فريدة ليلي علي رأسها لتتابع:
"حياة المخطوبين اهيه اللي عايزة تجربيها""يابنتي هيأخدك تشوفي أهله، مش هيعملك حاجة، وبعدين أنتِ جميلة يا فريدة، واثقة إن اهله لما يشوفوكي ويتعاملوا معاكِ هيحبوكي متخافيش بقي"
أنت تقرأ
خَبِّئْنِي فِي قَلْبِكَ (قيد التعديل)
Romanceكثيراً ما تسألت بداخلي كيف سأنتشل قلبي من قلقه الذي أعتاد عليه ؟ كيف سأجد الأمان الذي أحلم به في الخارج ، أن كان منزلي لم يوفر هذا ! حتي ظهر هو أمامي ، فعاد قلبي هادئاً بوجوده ، مضطرب من فكرة رحيله ، وهو من جعله ينعم بهذا السلام ! #روايتي_الأولي ...