12: سفّاح

108 12 30
                                    

اليد فوق كتفه كانت تستطيع كسره بضغطة غير مقصودة، ولوهلة، نسي هو كيف يتنفس.

حزام المعطف كان متدليًا على جانبي جسده، بعيد كفايةً عن يديه اللتين إحداهما تضم كيسًا مسروقًا لصدره والأخرى محشورة في جيبه ليضع نقطة النهاية لحياته، والثقَل الذي تفرضه اليد على كتفه كان يشعره بالهشاشة التي لم تمر عليه قبلًا قَط.

والآن، كان واحدًا من الأوقات الكثيرة حيث يخذله عقله.

إلى أي حَد يمكن لكل شيء أن يصبح أسوأ؟ سألته نفسه، وهذه المرة، كان الجواب هو الموت على الأقل.

لحظتَئذ، لم يستطع ألا يتذكر يوردان، الشخص الذي يُفترض أن يكون شقيقه الأكبر، والشخص الذي لَم يعرفه لأكثر من يومين، ثم تساءل، لو أنه انتظره، لو أن مَن رافقه كان هو، وليس ليفيال، هل كان أي شيء ليتغير ولو بمقدار درجة؟

الجواب الذي لم يخبره به أحد، كان أجل.

لِم كان يفكر في ذلك الآن بالضبط؟ حيث هناك أحد ما يقف خلفه، ويشكل بكل قوته التهديد الذي لا يستطيع هو، المتهم بجريمة أخفّ عقوباتها الإعدام، بدماغه المعطوب مواجهته؟

كان ذلك بسيطًا، القضية كلها كانت أن دماغه أكسل من أن يفكر ويخرج بخطة أو حتى فكرة متماسكة، كان خدِرًا، وذلك الخدَر زحف على كل أطرافه حتى جعله يسترخي في وقفته إلى أن كاد يسقط.

لم يكن يملك شيئًا لفعله ببساطة، فاستسلم عن مجرد التفكير.

« تراجع للخلف. » لفّه الصوت الرخيم لكن الحازم كفايةً ليجعله يقشعر، كان أمرًا إن أراد أن يكون حياديًا، لكنه الآن لَم يكن يملك رفاهية أن يكون كَيسًا ومتعاونًا بأي قدر، وهو ما أدركه الواقف خلفه بعد القليل من الوقت لاحقًا.

« لِم علي أن أفعل؟ » كان صوته خدِرًا إلى حَد ما، لسعة التعب كادت أن تجعل الأحرف متداخلةً لحَد سيجلب الكثير من عدم الفهم الذي لا يملك هو، مع كل إرهاقه، القدرة على تبديده.

« لأنه في كل خيمة أمامك مباشرة، ستجد شرطيين وثلاثة جنود يحققون مع كل إنسان، وإن خرج أحدهم في أي  لحظة ورآك تقف هنا، فستكون مقصلة الإعدام أول شيء تفتح عليه عينيك تاليًا. »

« سبب مقنع، لكن ما يزال جوابي هو لِم علي أن أفعل ذلك؟ » 

لحظة، كل ما كان الرجل الواقف في ظل الزقاق البارد يحتاجه ليقتلع رأس ڤادال الذي ومع كامل الأسف، لَم يكن أكثر من جمجمة فارغة، هو لحظة واحدة، لكن ذلك لَم يكن شيئًا عليه فعله طالما أعصابه ما تزال كتلةً واحدة، وهو ما لن يدوم طويلًا كما يمكنه أن يحزر.

تاليًا، شعر ڤادال باليد تحكم القبض على كتفه حتى كاد يتفتّت فعليًا، ثم تسحبه متعثرًا لظل الزقاق رغمًا عن أنف كسله، ولو كان دماغه يعمل ولو بأدنى طاقته حاليًا، لكان قد جعله يصرخ ألمًا، لكنه كان معطوبًا كما دائمًا.

الليل آتٍ!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن