.
........
"حضنك الدافئ هو ما يسكن حرارة قلبي" كتبتها على دفتري بعد تلك الليلة التي لم يفارق جسدي حضنه، تلك الرائحة هي ما تدب في جسدي الحياة، قلب اعطي لي فارغا فملأته بك، اغلقت كتابي و ذهبت اليك لكي لا يفترسني شوقي بك و انا محكمة قيودك.
.........
" و لا تخافي و لا تحزني" اغلقت مصحفي ووضعته في مكانه و اخدت امسح تلك الدموع التي انهمرت بعد هذه الاية لم اكن اشعر بهذه الطمأنينة قبلا، لقد كان هذا ابتلاء لي، انه قدر وضع لي لكي افيق.
...
رأيتها خارجة من المجلس مرتدية العباءة السوداء التي لم تفارقها مذ توفت والدتها، تسعة اشهر وهي على هذا الحال، انتقلت للعيش بجوارنا في منزل عمها الذي اصبح الوصي عليهما ، صرت ازورها كل يوم بنفس الحجة، رؤية فؤاد ابن عمها و الذي وقع بحبها مؤخرا. كنت آتي لأراها لأرى كيف اصبحت وكيف امست، كيف تاكل وكيف تمشي وكيف تتكلم و ماذا تفعل و ماذا تقول و كيف تراني، سأحكي عنها بالمختصر، كانت واقعة بحبي فلم ابدي لها اي اهتمام، كنت ارى اننا صغار على هذا لكن، في تلك الايام المشؤومة وفي ذاك الوقت استطاعت ايقاعي بحبها صرت لاأرى سواها، صرت احب كيف تمشي كيف تأكل كيف تتكلم، كل شي فيها احببته فقط تسع اشهر استطاعت فيها غزو قلبي من غير اذن.
امجد : فؤاد انت كنت قاعد مع تهليل في المجلس.
فؤاد : لا لا لي؟
_ لا بس استغربت.
_ تستغرب من شنو البت حادة من وين يبقى عندها اخلاق لي.
_ امتحاناتها بعد اسبوع كيف بتمتحن وهي بالحالة دي؟
_ مع انها جمدت السمستر الاول بس برضو ما اثر معاها.
_ هي قارية؟
_ اليعرفني شنو بس المهم هي قاعدة تمشي الجامعة وتجي.
_ اه خلاص.
_ تعال نطلع السطوح نتونس.
_ طيب.
........
نغم كانت طالعة علي الجامعة لمن لاقت وائل وهو طالع.
وائل : صباح الخير ي مزة.
_ خلي المشاغلات.
_ طالعة هسي.
_ شايف شنو.
_ هي فصاحة بنات الرباط دي ما تعمليها هنا،
استنيني بنطلع سوا.
_ خلاص سرع.
جاتهم خالتو صباح و هي شايلة معاها قروش دخلتها لي نغم في شنطتها و مسكت يدها لمن جات تطلعها.
_ ي خالتو انا شايلة قروش.
_ الريالات ما بتتصرف هنا ي بتي.
وائل : يلا خلاص امسكيها كلها الفين يلا يلا.
و بقا بلز فيها عشان تطلع بعد ماشال شنطتو وجاها. طلعو طوالي.
وهم ماشين في الشارع نغم كان مترددة تفتح معاهو موضوع بس اتكلمت وقالت ليهو :
وائل انت عارف الولد دا مجنني بالاتصال صباح ومسا.
_ اي سامعك تتكلمي معاهو.
_ انا ماقادرة اتفك منو عذبببببني.
_ براك عملت فيها الشريف الرضي واعتذرتي ليهو، الولد لو عاينتي ليهو بيجن ما بالك كمان تمشي تعتذري ماعارف كنتي حاسة بي شنو.
_ وائل اي عارفة اني غلطانة بس دا صحبك يا وائل حاول اتكلم معاهو و اقنعو بي اي شي.
_ مافي طريقة، الولد دا بقيتي زي اوكسجينو لمن يموت حيهاتي بيك.
_ الله يعين يلا دي محطتي مع السلامه.
عمل ليها انحناءة حقت الامير في مسلسلات ديزني لمن يجي داير يعزم الاميرة عشان ترقص. حقت خلفة الرجل و يمد يدو كدا ديك.
_ باي سينيوريتا
نغم ضحكت و ركبت المواصلات و هو واصل طريقو لحدي ما دخل جامعتو.
.......
كانت بتقطع السلطة في المطبخ و عندها تلاتة حلل في النار و بسكويت في الفرن لمن جاها محمد و هو بيبتسم و بيشيل من البتقطعو و بياكل.
محمد : ماخلاص ياخ من قبيل في المطبخ.
هيلين : كدي كدا، شايف عندي شغل و بتتلولح.
حضنها من ورا و هي بتقطع في السلطة و هو بيعاين ليها بي اعجاب.
قلبها دق بي كل سرعة، خلت السكينة و اتلفتت عليهو وهي بتكورك.
_ عاين الليلة عازم امك و اختك و جدك وحبوبتك وغيامة رابطة وعايز توقف قلبي كمان.
قرب منها بي شهوانية و هو بيعاين ليها في عيونها.
_ يقيف بي شنو؟
_ عايز شنو وريني بس.
_ ابقى صريح ولا الف وادور.
_ الاول.
_ عايزك.
_ في شنو؟
_ في السرير.
هيلين دفرتو و واصلت شغلها، و هي ماقادرة تبلع ريقها حاسة بي توتر شديد وهو جمبها.
_ خلاص بمشي بس عايز جرعتي.
_ جرعة شنو دي كمان.
اداها بوسة في خدها و بقا يعاين ليها بي نظرات وترتها.
_ بي حركاتك دي بعملها في روحي ياخ وقفت قلبي.
محمد طلع من المطبخ وهو بيطحك وبيشيل من السلطة تاني.
هيلين حمرت ليهو وواصلت شغلها.
.....
لبست العباية السودا و الطرحة السودا البتلبسها ليها تسعة شهور، صلت ركعتين قبل ما تطلع، لاقت فؤاد قدام باب غرفتها.
_ صباح الخير.
فؤاد : اه... صبااح الن.. ور.
_ عايز حاجة؟
_ لا لا بس كنت ما...
قاطعتو وطلعت برا طوالي، قفلت باب الشارع بعد ما ودعت عمها و مرتو اتقدمت شوية،وهي في الطريق سمعت زول بيناديها، اتلفتت عليهو بس ما ابدت ليهو اي تعبير ورفعت يدها للسلام ووقفت استنتو.
_ تهليل... تههه.. هههيل... هاه...هاه....
ووقفت تاخد نفس.
_ صباح الخير.
_ صباا... ح النو..
_ مالك جارية؟
_ كلب سكاني يا تهليل و شرط لي اسكيرتيي.
_ دا حالتو مشروط، مش كل يوم بتجي بي زي دا.
_ دي اسمها خطوة.
_ تعالي البيت بديك واحد.
_ مافارق ي زولة.
_ اخبارك .
_ اه ماشي الحال.
_ كيف كدا ماجيتي مع فؤاد.
_ خلي العوارة، الولد دا براهو ساكيني.
_ ما تسكيهو انتي زاتك ناقصك شنو؟
_ ناقصني اسكيرتيك دا بس تصدقي.
_ تف علي لسانك دا.
وصلو الجامعة و بقو بياكلو بسم الله اول ما دخلو اشتروا فطيرة وعصاير. قعدو تحت الشجر،
خلصو اكلهم ودخلو القاعة.
مضت محاضرتين و جو طالعين البريك تاني اشتروا واكلو وقعدو في نفس المحل. جاتهم رحيق وهي شايلة كيك و عصير سلمت عليها تهليل، وليان بدت تاكل طوالي.
_ تهليل انتي عارفة الامتحانات حقت السميستر التاني بعد اسبوع، أن شاء الله قارية.
_ المهم اباصي.
ليان : ايوة كدا تربيتي.
رحيق : ي بت حتتدهوري مع العويرة دي.
ليان :.. 🙂.
تهليل : ان شاء الله كمان اقدر اباصي زاتو.
رحيق : والله لو ما كنت مجال مختلف كان قرينا سوا زي زمان.
ليان : حمانا الله.
تهليل : بنجتهد ان شاء الله.
رحيق : بالتوفيق.
.......