Marry Christmas mr. Lawrence | YM

زيارةٌ أم لهفه؟

------------

صباحٌ أشرقت بِه الشمسُ بعد ليلةٍ عانقت السُحب السماء فيها ، فتسللت اشعتُها تضربُ على انْدِية عانقت أوراق الشجر المُصفر.

و ذلك الشاب الذي أفاق بكوب ساخنٌ فيه قهوه بُنيه كأعيُن أحدُهم ، ونحو نافذه الحُجرةٍ قد خطى يُشرعها على الجانبين فخطت أقدامُه على شُرفتها يُناظرُ شروق الشمس الذي إقتحم فجرُه حُجرته.

كانت برلين بديعةً بمطرُها وناسُها تنبضُ بحياةٍ مُتجددةٍ في كُل يوم ولم يتبقى على الشتاء سوى القليل حينها ستمتلى شوراعها بالعُشاق المُتعانقين وأخرين مُتحاضنين بالايدي وبالاخرى كأسٌ تتصاعدُ ابخرته فما يبتغي كاتبُ المقطوعات مزيدًا؟ سيعيشُ بين أُناس هذه المدينه ولربُما يجدُ عنوان لمقطوعته التي نُشرت دون عنوان.

أخذ ذاتُه داخلًا عندما إكتمل بزوغ الشمس وتحت تدفُق الماء الدافئ كان جسدُه ، لم يمضي كثيرًا فقد خرج نحو أحد المقاهي في الشارع المُقابل للفُندق ، كوب قهوةٍ أخر وبضع من المخبوزات الطازجه إنتهى به إفطارُه

وعندما نظر نحو الساعة كان توقيتًا مثاليًا لزياره المكتبه التي على يمين الفُندق

وأول ما إهتز الجرس الذي كان مُعلقًا أعلى الباب نظر نحوهُ رجلٌ كان كبيرًا بالسّن يضعُ على جسر أنفه نظارةً وبين كفيه كتابٌ يقرأهُ قبل رنين الجرس وعندما وقعت مُقل يونقي عليه بادلهُ الإبتسامه يسير بهدوء نحو أرفف المكتبه التي كان لُب صُنعها من الخشب البُني المحروق كانت المكتبه عتيقةً جدًا وماثلتها الكُتب تلك العتاقه فإتضح على جلد غلافها كم من الزمن مضى وهي متعانقةٌ مع بعضها على الرفوف

ونحو قسم المُوسيقى خطت قدميه ينظرُ لكتُب جُمِعت فيه سمفونيات لبيتهوفن فأخذها بين كفه ونحو أريكةٌ ذات لونٌ أحمرٌ داكن قد خطت قدميه

فراح يتصفحُ ذلك الكتاب مُقلُه تدور على تلك السمفونيات ، يستهلمُ منها او لرُبما يحفظُ إحدها.

حينها شعر بإرتخاء الاريكه عن يمينه فرفع مُقلهُ لمن جاوره.

"أتسألت أين تجدُني حتى تقدم لزيارتي؟ أم أنك تلهفت لرؤيتي؟"

ببسمةٍ رُسمت في مُنتصف محياه رافعةً خديه التي كانت مُتعطرةً بإحمرارٌ طفيف إثر بروده الطقس ولكن مالم يكُن يعيه لورانس كانت تلك بداية حُمى لصوته الذي تبدل لمسمع يونقي عن البارحه

فهمهم نحوه يُعيد حدقتيه نحو الكتاب ومازالت البسمةُ تغمرُ كِليهما.

"على أيُّ منهما تلك الهمهمه؟ لزياره أم لرؤيتي؟"