السابع عشر

317 8 1
                                    

لا أعلم لماذا أبقى معه و أنا أعلم أنه ليس لي !
لا أعلم لماذا أبذل كل عواطفي له و هو راحل ؟
لا أعلم لماذا أضحك معه ، و أبكي معه و اعيش معه كل التفاصيل لا أعلم لماذا أغار عليه ، و أغضب منه و أصرخ ، أحطم ، و قد أشد شعري و أمزق أوراقي ، و أتجول في أرجاء المنزل متوترة لا أعلم لماذا أفعل كل هذا و هو هناك ، هناك بعيداً في آخر بقاع الارض بيننا أسوار و انهار و حواجز ،، و أنا هنا على النقطة الأخرى في المكان الأبعد ،،
ربما أحبه رغم كل شيء ، تبا كم أنا عاشقة !!

أغلقت دفترها بعد أن كتبت به هذه السطور  ، دفترها الذي أصبحت تتخذه صديق لها منذ تركه لها منذ ثلاث سنوات تخرج فيه كل مشاعرها لأنها لم تعد تثق في البشر. لم تعد فرح السابقه لم تعد تتحدث كالسابق وكأن روحها انطفأت لم تعد بهجه روحها موجوده ولم تعد فرح الثرثاره المتحمسه المرحه وكأنها دفنتها لحظه مغادرته لم تستجيب للعلاج النفسي كليا لا تنكر أنها تحسنت بسببه  ولكن أصبحت باردة تعيش بلا مبالاة ولا تهتم لأحد لم يعرف أحد أن هذا مجرد قناع تخفي به ما تشعر هي في الحقيقه أصبحت تخاف أكثر من قبل  تخاف الاقتراب من أحد و ترتعب من الفراق و الفقدان إذا ابتعد اي احد قريب منها و خصوصا سليم تصاب بنوبة اضطراب و لكنها لا تخبره بذلك اصبحت تستطيع التعامل مع نوباتها وحدها  ولكن منذ ذهاب علي و هي أصبحت تصاب بها بكثرة أكثر من الطبيعي أصبحت  تجلس بوحدها معظم الوقت أصبحت لا تحب النزول أو التجمعات ولا الاماكن المغلقه تشعر أنها إذا جلست بمكان مغلق ومع مجموعه من الناس تختنق و كأنه بذهابه أخذ روحها و كل ما تحب معه لا تعرف لماذا لم تستطع أن تحب أحد بعده ولا تتعامل مع أحد غيره فلقد تقدم لخطبتها الكثير ولكنها رفضت الجميع دون حتي أن تراهم وكأن قلبها أصبح مختوم بأسمه هو فقط

مسحت دموعها و نظرت إلى تاريخ اليوم في هاتفها ابتسمت بسخريه فاليوم الذكري الثانويه الرابعه لارتباطهم لو كانوا سويا كانت ستكون هذه السنه الرابعه لهم سويا تجمعت الدموع بعيناها وهي تتذكر ذات مرة كانوا يجلسوا سويا في أحدي الحدائق كانت فرح تستند بظهرها علي الشجره تقرا أحدي الروايات رافعه شعرها كعكه وتاركه بعض الخصلات حره بينما هو كان متسطحا علي الارض واضعا رأسه فوق فخذتها مغمضا عيناه بسلام واسترخاء تركت الروايه ووضعتها بجوارها ثم نظرت إليه وهو مغمضا عيناه هكذا يشبه الاطفال تأملت ملامحه التي لا تعشق مثلها في حياتها و خطرت في بالها فكره شيطانيه ابتسمت بخبث و اخذت أحدي الورود من باقه الورود التي اقتطفها و صنعها لها و ادارتها و مالت عليه نظرت إلي وجهه و أدخلت طرف جزعها  الي فتحه أنفه من الخارج فحرك أنفه و تململ في نومته فابعدتها وهي تكتم ضحكتها فعلتها مره اخري فمد يده مسح فوق أنفه قائلا بهمس
- فرح
ضحكت فرح قائله
- ايه

همس وهو مازال علي نفس وضعيته و مغمض عيناه
- انا غلطان مش هقطفلك ورد من جناين الناس بعد كده

لن أتخلي عن حُبِك (بعد التعديل )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن