التاسع عشر

264 3 4
                                    

دخلت فرح دورة المياه التي كانت بعيده عن المكتب و عن الموظفين وأغلقت الباب و ألقت حقيبتها و وقعت علي الارض بجوار الباب وضمت قدمها إليها وهي تبكي بهيستيريا بعدما استمعت الي صوت جاسر وهي في طريقها الي دورة المياه وهو يتحدث مع أحد عن الدواء الذي اخترعته والدتها لتزداد نوبتها وتشعر أنها علي وشك فقدان الوعي وضعت يدها فوق أذنها وهي تبكي بقوه وتغمض عيناها بقوة غافله عن صوت علي الذي يطرق الباب بقلق وهو يهتف باسمها ولكن دون جدوى تجمعت الدموع بعيناه وهو يستمع إلي صوتها يختفي تدريجيا فضرب الباب بقوة أكثر من مره حتي فتحه نظر حوله بقلق و لهفه وجدها تتنفس بصعوبه وهي شبه فاقده الوعي اتجه إليها و اقترب منها بلهفه قائلا
- فرح فوقي فرح

فتحت عيناها ببطء وهمست بنبره باكية
- علي

أغمضت عيناها مره اخري باستسلام فحملها داخل أحضانه وهو يهمس باسمها قائلا
- عشان خطري فوقي متستسلميش

سار بها من الممر الخلفي وهو يتجه الي الخارج و يتأملها بقلق و لهفه و حزن لما أصابها و فرت دمعه هاربه منه وتجمعت الدموع بعيناه عندما استمع اليها تهذي وهي شبه فاقده للوعي قائله
- سيبتني ليه! انا مبقتش عارفه نفسي.

نزلت دموعه وهتف قائلا بغصه
- مش عارفه نفسك؟هفكرك بنفسك ياحبيبتي انتي اللي علمتيني الضحك، علمتيني الضحك لما كنت ببقي متضايق ، انتي لاعبه الكاراتيه اللي جواها غضب كبير من ناحيتي ، انتي المحققه الخجوله اللي مش بتسيبني في حالي ابدا يافرح ، انتي وردة التوليب بتاعتي ، عرفتي نفسك ولو حبه صغيرين؟

نزلت دموعها أكثر و هتفت وسط انينها
-سيبتني ليه!

همس علي وهو يسير بها الي الخارج دون أن ينظر إلي عيناها التي تسيل منها الدموع و هي تنظر إلي السقف باستسلام وهو يحملها بحماية
- العفو ! اسيبك و اتخلي عنك ده مش كلام، انا اتخليت عن نفسي مش عنك اسيبك ازاي بس؟

بكت أكثر و هي تهتف بألم انتقل إليه وهو يراها تنهار هكذا هو كان علي علم بأنها تأتيها نوبات القلق و الاضطراب بكثره منذ مغادرته ولكن اخر علمه أنها قلت كثيرا ولكن يبدو أنه مخطيء هي التي أصبحت تتعامل معها وحدها دون أن تشعر أحد بشيء لا يعلم لو لم يكن موجود ماذا كان سيحدث لها وحدها
- مبقتش عارفه افتكر اي حاجه حلوه ، عشان ماما هناك دايما، انا ملحقتهاش

نزلت دموعه وهو يضمها إليه وهو يتجه الي الخارج قائلا
- انا كل يوم بحضن فكره انك مستمره في حياتك وانام ، استحملي عشان خطري خلاص وصلنا استحملي يا حبيبتي

خرج إلي الخارج من الباب الخلفي و وضعها داخل سيارته و تحرك مسرعا الي اقرب مستشفى توقف أمام مستشفى تبعد عن الشركه بربع ساعة و نزل من السياره و حملها مسرعا الي الداخل وهو يصرخ في الطوارئ ان ينقذوها وضعوها الممرضات فوق الفراش و أخذوها الي الداخل ليفحصها الطبيب ثم خرج إلي علي الذي ينتظر خروجها بقلق بالغ وهو يحاول السيطره على أعصابه فرؤيتها في تلك الحاله فطرت قلبه و المته بشده ليدرك أنها لم تعد مثل قبل هو أدرك ذلك منذ أن رآها بعد ثلاث سنوات ولكن كان يظنها غاضبه لم يكن يعلم أنها تعاني كثيرا و تتحمل وحدها حتي لا تقلق احد عليها خرج الطبيب واتجه الي علي قائلا بهدوء
- هي الانسه بتعاني من اضطرابات نفسيه؟

لن أتخلي عن حُبِك (بعد التعديل )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن