" البارت الرابع والعشرين "

8.6K 185 8
                                    

متعب:اصلا اخر مره شفته وقت الحادث وبعدها اختفى ، عقد حجاجه سهّم بهدوء وهو ينكر بقلبه
جراح:ماعليه كلن وعذره معه ، وحسين لاتفكر فيه بسوء ، صدقني انه يتابع اخبارك من بعيد
سهّم:ولا بشك اصلا انا عارف حسين
متعب وهو يحاول يغير الموضوع:يمه ترا سهّم يتهرب من الشوربه
زفر سهّم من تذكرت امه ، وضحك الكل على رده فعله ، وابتسمت ديم:الحمدالله على السلامه ياولد العم ، ابتسم بهدوء وكانت تقصد بولد العم ، عمها جراح الي ينادونه عم احتراماً له ، طولو عنده مابين سوالف وتطمن عليه ، ويحكون عن شوقهم له بالشهور الماضيه ، خرج الكل ونطقت
ام سهّم:بقعد عندك يايمه
سهّم هز راسه بالنفي:لا والله يالغاليه روحي ارتاحي
ام سهّم؛على العموم من المستشفى لبيتنا ، عمانك واقاربك كلهم بيجون اكيد مادامهم عرفو
تنهد:والله ماودي
ام سهّم:لازم يايمه ، لاتفشلنا
هز راسه بالايجاب ، ومشت ام سهّم تخرج ولفت غزلان:كيفك الحين ياحبيبي
سهّم:بخير ، بشوفك قبالي
ابتسمت بهدوء:تبي اكل؟
سهّم:مو يكفي امي شربتني صحن الشوربه كله
ضحكت بخفوت ونطقت:طيب لو تصبيره احسك للحين جوعان ، اوكلك بيدي
سهّم:بزر للحين انا ، اعرف اكل
ناظرته ونطقت:يصير لك ياولد الاكابر
ضحك بهدوء ووقفت تلبس جلالها من كبر المؤذن ، صلت بهدوء ، وهي تشكر ربي على كل نعمه بحياتها ، تشكر ربي انه بلغها شوفه سهّم وهو بخير ، ناظرت سهّم الي يصلي بهدوء ، ووقفت من خلصو ومشت تسند راسه بحضنها ، وهي تقرا عليه الاذكار ، وصارت تخاف عليه اكثر من نفسها ، تشكر لوعات الحياة الي عرفتها فيه ، وقت ضاعت ، مادرت انه الشخص الي انقذها بيكون زوجها وملاذ عيونها بيوم من الايام ، نزلت عينها لوجهه الي بحضنها ونطقت:شكرا يالله
ابتسم سهّم؛على ايش
غزلان؛كل نعمه بحياتي ، اولها انت ياحبيبي
سهّم؛ممنون للصدف الي جابتك بطريقي ، وصرت فؤاد السهّم وكل ابياته وقصيده ، ولد البر الي ضيع طريقه من عرفك ، وتمنى قربك ليالي وشهور ، بنت سيف ، ارفقي بقلب السهّم ، بالهون على قلبي
ضحكت بهدوء وهي تحضن راسه بايديها:حبيبي
سهّم؛ننام؟
غزلان:شدعوه دجاج احنا تو الساعه ٩
سهّم؛حاس اني بدوخ ، من الصبح وانا صاحي
رفعت حجاجها:نمت شهور ياحبيبي ماكفاك؟
ابتسم بهدوء وهو يهز راسه بالنفي:مامليت
وقفت:طيب خلاص نام
سهّم:وتحرميني احضانك؟
غزلان:انت تبي تنام ، سويت الي علي قمت؟فيه شي
سهّم:فيه فيه ، تعالي بس
قربت منه بعدم فهم ، وشهقت من سحبها يطيحها بجانبه وتأوه بالم من حس بشدة بجسمه من حرك ايده بقوه ، لف يناظرها وهو يحاول مايبين لها انه تعبان ، ناظر غيمتها الندية الي تشكلت تحت عينها ، وقرب يلامسها بثغره ، غمضت عيونه تحسس ثغرها على خدها ، ابتسم وهو يبعد ونطق:نامي يابنت سيف احسن لك ، ضربته من فهمت قصده وغمض عيونه يضحك بهدوء ، لف لثواني وهو يحس انفاسها استرقت ، ضحك بهدوء:قال ايش قال مابي انام
ماحس على نفسه الا وهو نايم بجانبها ، السرير كان صغير ، ولكن وسعهم الاثنين ، بجانب بعض ، ايديهم تلامس بعضها ، وقلبوهم قريبه من بعض
.
الصباح ، فتحت عيونها وهي ترفع نظرها لسهّم الي ساند ظهره ويتأملها بهدوء:صباح الخير
ابتسم سهّم:صباح النور يانور الدنيا ، تو اشرقت شمسي ، ابتسمت بهدوء وهي توقف وناظرته لازال مبتسم ونطقت:اللهم اجعله خير ، وش الابتسامات
سهّم؛ كل صبحٍ سعيد ليلته كانت معاك ، ماتبيني اضحك ، وانا نمت جنب حبيبتي ، وفؤادي الاول؟
غزلان:الاول ، هو كان فيه غيري حبيته ، بس ماصار فؤادك ، هز راسه بالايجاب ، وكشرت تقرب منه وتضربه بخفوت ، وضحك بعلو صوته ونطق:تغارين؟
غزلان؛ابد ، زوجي يعترف انه عينه زايغه وقاعده اضحك ، ابتسمت بعبط وضحك يفتح ايديه وقربت تحضنه ونطق:انت فؤادي الاول ، لاتشكين بغير كذا ان كان بقلبي احد اولي فصدقيني تلاشى من شفتك ، ياوجه الله يابنت سيف ، هو احد يعرفك بدنياه ومايبيع الاول والاخر لاجل يوصل لك ؟ ، ضيع عمره
توردت ملامحها بخجل وتحس كل الكلمات عاجزه عن وصف شعورها ، من كلامه الي تحسه ابيات واشعار ، لانه يخرج من ثغره بطريقة عذبه تعذب قلبها ، وتزلزل موازينها ، ضحك بخفوت من حس انها تغرق من شدة احراجها ، ابعدت عنه من حسته يضحك بسخريه ونطقت:متخلف
ضحك بعلو صوته:تذكرين اول مره قلتيها؟
غزلان رفعت حجاجها:حتى الشتايم تذكرها؟
سهّم؛كل منطوق تقولينه عالق بقلبي ، وقفت على ذي
ضحكت بهدوء ، ومشت تشم ريحة الورد ونطقت:اخيرا بعقتك ياورد من المستشفى ، بطلعك برا ، ابتسم بهدوء وهو يشوفها تسولف مع الورد وكانها بعالم اخر ، ولكنه يتاكد انه مافي فرق بينها وبين الورد الي بيدها ، هي ورده قلبه ، وزوجته ، الي استثناها عن الكل ، حتى وقت الحادث حماها ، ناسي نفسه ، يبيها تكون بخير ، تفنن في طروق الحب معاه ،
تشرقة وتغربه ولكن مايحس بلوعات لانها مع غزلان يازين دوخات الهوى بالنسبه له ، ابتسمت من خلصت جمع كل اغراضهم ونطقت؛جعلها اخر الاوجاع
سهّم؛امين
مشت تفتح الباب من دخل الدكتور وهو يشيك على سهّم ونطق:ربنا يمتعك بالصحه والعافيه
ابتسم سهّم ، وخرج يناظر متعب وجراح الي واقفين ينتظرون خروجه ، وتهللت وجيههم من خرج بالعربه ، وتقدمو يسندونه ، وركبو السيارة وكانت بالخلف معه ، ومتعب وجراح بالامام ، ابتسم من شاف شوارع الرياض:يازين العافيه ، الله يديمها
جراح:نورت الدنيا يابوك ، جعلك دايم بخير
متعب؛كنت اضحك على دانة يوم تغار ، بس صرت احس بلهيب ، سهّم شكله غير ، واحنا عيال البطه السوداء ، ضحك جراح وهو ينطق:امك لاتسمع يابوك
ضحك الكل ، ووصلو البيت وابتسمت من خرجت ام سهّم وهي تزغرط بعلو صوتها ، وابتسمت دانة وهي تحضن سهّم:تو ماعاد النور لبيتنا ياسهومي
سهّم؛سهومي حلوه ذي
دانة؛اقول سوسو؟
سهّم؛ارفعي علومك
ضحك بهدوء ، ودخل البيت وسرعان ماتجمع الكل من اعمامه وخواله واقاربهم ، كشرت غزلان من دخلت الجوهره وامها والعنود ، وجلست العنود بهدوء وهي تسلم بحفاوه على غزلان عكس ام الجوهره الي سلمت من غير نفس ، والجوهره الي جلست بدون لاتسلم ، همست غزلان لـ دانة:اشك العنود ماهي بنتهم ، غير عنهم
دانة:ياشيخه البنت عسل ، الله يعينها على اهلها
لفت غزلان على ام الجوهره الي نطقت:اقول يام سهّم ، شفتي جارتنا ام خالد جاها حفيد امس وهي متزوجه بعد ولدك بكك شهر ، زفرت غّزلان من جابو طاري العيال ونطقت:الله يرزق كل محتاج
ام الجوهره:شكلك لعبه مؤقته عند السهّم ، اشوفك للحين ماحملتي
ام سهّم؛خلاص يام الجوهره ، الى هنا وبس ولدي وزوجته لهم حياتهم
زفرت ام الجوهره:من متى توقفين مع زوجه ولدك ، مو ذي الي تعدين الليالي لاجل تتطلق من سهّم
ناظرتها غزلان بهدوء ونطقت:عمتي وزلاتها على قلبي زي العسل ، انتي وش يخصك؟
الجوهره:تبي الخير لولد عمي
غزلان:مايخصك انتي ، سوالف كبار ماتصلح للعقول الصغيره ، ضحكت العنود بخفوت ، ولفت الجوهره تناظرها بنظرات حارقه ، واختفت ابتسامتها ونطقت الجوهره؛الله يرزقه ببنت الحلال ، الي قلبه يودها
وقفت غزلان من حست ام الجوهره زودتها بالحكي:وانتي وش يخصك ، حبني ماحبني؟ مالوم الخطابه يوم ينحاشون منك ، ولا هذا اسلوب؟
وسعت عيونها الجوهره ، وهي كل ماجاها خطابه ، وتوافق ، يمر فترة وينكسلون ، وقفت ام الجوهره:لا لا ما ارضى على بنتي ، اتعذر من بيتكم اذا هالسلقه موجوده ، وقفت ام سهّم:بحفظه
وسعت عيونها:تطرديني يام سهّم
ام سهّم وهي تمسك ايد غزلان:انتم الي ودكم كذا
خرجت ام الجوهره مع بناتها ، وابتسمت ام سهّم تناظر غزلان:اعذري خطاي زمان ، كنت بجهل
ابتسمت غزلان؛خطاك بعيني صواب
ابتسمت بهدوء ، ونطقت احد خالات سهّم:ماشاءالله على زوجه السهّم ، يابخته والله
ابتسمت غزلان بهدوء ونطقت الثانيه:جوهره بسم الله ، عندك اخوات يايمه
ابتسمت غزلان ونطقت:الله يرفع قدركم
ابتسم الجميع ، وتعرفت غزلان على بنات خاله سهّم وغرقت بالسوالف معهم ، ووصلو ديم وام غزلان ، وعـذاري الي حضرت بالغصب من احمد ، من حاول يغير مودها ويحاول ينسيها التعب الي تحسه باخر فتره ، عند الرجال ، خرج سهّم يمشي بهدوء وتعب وثقل بخطاه ولكن تحمل من وصله رساله من حسين
فتحها يقراها «اخرج برا » ، زفر بضيق وهو يخرج ، ووسع عيونه من شاف حسين وبايده بنت جهلها ، ونطق حسين: عُلا ، زوجتي
بردت اطراف سهّم بصدمه وذهول
حسين ابتسم:الحمدالله على السلامه ، ياكل مداي
غمض عيونه سهّم بصدمه وهو يحاول يجمع شتاته وكلام حسين ، وناظر حسين عُلا المتسمره بجانبه
.
بالداخل عند البنات ، كانو جالسين يسولفون وكانت عذاري جالسه بعيد عنهم ، وتتأوه بالم من حست بوجع خفيف بأسفل الرحم ، وتحس بتقلصات الم خفيف ، كانت تحس بعاصفه تهبط وتعلو ، جلست بخفوت على الجدار من حست انها ماتقدر تتحرك من شدة الالم ، وجهها الي تعرق من صارت تاخذ نفس وتزفره بهدوء ، حاولت توقف ولكن بلا جدوى من الالم الي يحرق جوفها ، دخلت ديم وشهقت من ناظرته بحاله يرثى لها ، ركضت وهي تساعدها واعتلى صوتها تنادي الكل ، ودخلت ام غزلان وهي تركض وتسند عذاري:خلاص يمه خلاص يمه ولاده ولاده
ركضت غزلان وهي تتصل على سهّم الي وقف بعيد عن الرجال ونطقت:سهّم ولاده ولاده
سهّم؛وش صاير!
غزلان:بصير عمه بصير عمه
سهّم:عمه؟اهرجي زين
غزلان؛احمد زوجته بتولد
ركض سهم من قفل منها ونطق:احمد احمد
فز احمد:وش صاير؟
سهّم؛صرت ابو
وسع عيونه احمد:ايش
تلعثم سهّم وهو لازال بصدمه من حكي حسين ، رتب كلامه؛زوجتك بتولد
ركض احمد ومن خلفه سيف ، وكانو الحريم طلعو عذاري الي تبكي بألم وخوف ، ركض احمد وهو يسندها وخرج الكل ، وناظر سهّم سيارة حسين الي لازالت واقفه ، وصد بحزن من تذكر كلامه
« عُلا ، زوجتي » ، كيف بوقت تعبه ، تزوج ولا حتى سأل عنه ، غمض عيونه بهدوء ومشى يركب بجانب متعب الي حرك خلف احمد للمستشفى
.
بالسيارة ، كان صوت صياحها يملا المكان ، لف احمد بصوت خايف : متاكده انها بخير
ام غزلان:ياولدي معها طلق حار
عذاري صاحت بقوه ، ومسكوها غزلان وديم يساعدونها ويحاولون ينسونها الالم ، وصل احمد بغضون ثواني ، ونزل بسرعه:ساعدوني ولاده ولاده
ركض طاقم من الممرضين ، وهم يساعدون عذاري ويحطونها بالكرسي ، وناظرتها الدكتوره ونطقت:غرفه العمليات ولاده ولاده
ركض الكل يجهز وعـذاري الي ماسكه ايد احمد وتشد عليها:اذا صار لي شي حافظ على ولدنا
احمد:باذن الله تخرجين ياحبيبتي
دخلت عذاري وتسكرت الابواب من خلفها ، ومسك راسه احمد بهدوء وخوف ، وغّزلان وديم الي اكتفو يدعون لها بهدوء ، دخل جراح وخلفه اهله وسهّم ومتعب ، ودانة الي حضنت ديم الي متوتره ، ونطقت:كل شي بيكون زين لاتخافين
ديم حضنتها؛يارب يارب
احمد وهو متر المستشفى رايح وجاي من شدة قلقه وخوفه ، مسكه سيف:هونها يابوي
احمد:خايف خايف يابوي
ركض وهو يسمع صرخات عذاري:صدقوني ماهي بخير ، ركض سيف وهو يسنده:استهدي بالله يابوي
مسك راسه بخوف من زادت صرخات عذاري الي تروع قلبه ، لانت ملامحه من حس ببكى طفل صغير ، اسفهل وجه الجميع من سمعو صوت الصرخات الي تدل انها ولدت ، لف احمد على ابوه وابتسم يحضنه:سيف على الدنيا ياجده
ابتسم سيف بفرح ، واعتلت اصوات التباريك والفرح ، بعد ماكانو بلحظات خايفين , ابتسمت ديم وهي تنطق:صرت عمه!
متعب بهمس:ياحظ الحفيد دامك عمته
كان يظن همسه مع نفسه ، ولكن سمعت كل حروفه ، مشت بخوف من حست بنبض قلبها ، وخرجت الدكتوره ونطقت:مبروك ، ولد زي القمر
ابتسم احمد:يارب لك الحمد يارب لك الحمد
خرجت ام غزلان:مبروك يايمه ، عسل والله ماشاءالله تبارك الله ، نطق احمد:عادي ادخل؟
هزت راسها بالايجاب ، ودخل بهدوء ، وناظر عذاري الي حامله طفل صغير بين يديها ، مشى بسرعه بعد مالبس لبس مخصص ، وناظرته عذاري:احمد مره صغير ، هز راسه بالايجاب ونطقت:وانتهت رحله وهن على وهن ، قّبل راسها:الحمدلله على السلامه ، ام سيف ، ابتسمت بهدوء وناظرت سيف الصغير ونطقت:شوف بابا جاء ياحبيبي
ابتسم احمد من جات الممرضه واخذت سيف الصغير ، وعـذاري تنهدت:انهد حيلي
احمد:الحمدالله يارب الحمدالله
عذاري:صرنا اب وام ، الله يالدنيا
ابتسم احمد ، وخرج من دخلت الممرضه وطلبت منه يخرج ، ابتسم من ناظره سيف:يشبه جده ، رجال
ضحك الكل ونطق جراح:مبروك ياولدي
ابتسم احمد:عمي جراح ، مشكور على وقفتك
ابتسم جراح وهو يسلم عليه ، ومشى سهّم من خلفه:مبروك اخ زوجتي ، صرت اب
ابتسم احمد:صرت زوج عمه
ضحك سهّم؛خليه يقول عمي بس
رفع حاجبه احمد وضحك الكل ، ومشى متعب يسلم عليه بهدوء ويبارك له:مبروك يالطايش ، متى صرت ابو انت؟ مو قدها ، ضحك احمد ، وتقدمت غزلان تسلم عليه وديم آلي حضنته:مبروك ياحياتي
احمد؛عمه ديم؟ماش ، ديم يكفي
رفعت حاجبها بغرور:اذا ماقال عمه بجلده
ضحك احمد ، ونطق سيف:بنياتي روحو البيت ارتاحو ، وبكره الصباح تعالو ، كانت بتعترض ديم ولكن شافت نظرات سيف الي يأشر لها لاجل تروح بدون اعتراض ، مشت غزلان وهي تصعد مع سهّم المصعد ، وديم الي توترت من دانة الي نادت متعب:وصلنا؟
ديم شدت على ايدها:ماقدر بقعد
متعب:كلمي عمي سيف
ديم:اصلا انا مابي
مشت وناظرت ابوها الي نطق:على وين؟
ديم:مافيه احد يوديني
متعب:اذا سمحت ياعمي باخذها مع اختي
زفر سيف وناظر جراح الي يقوله وافق من بعيد ، ونطق:انتبه عليها ، عيني عليك
هز راسه احمد ، ومشت ديم بتوتر بجانب دانة ، ركبت بالخلف ، وكانت سوالف دانة تملا المكان ، ومتعب الي يجاوبها ومرات يستمع بس ، وقف عند قهوه ونطق:تبين شي يادانة؟
دانة؛ابي دونات بس
ناظر المرايه ونطق:انتي؟
رفعت نظرها وتنحنح ينطق:بنت عمي سيف ، بغيتي شي؟ ، هزت راسها بالنفي ومشى ينزل وطلب قهوتين ، حتى لو ماتبي طلب لها ، واخذ الطلب وركب السيارة ونزله واخذ الكوب ورجعه لورا ، وناظرت بغرابه ، واخذت لاجل ماتلاحظ دانة ، الي كانت ملاحظه كل شي ومبسوطه بداخلها ، حرك ، واخذت الكوب ترتشف منه شوي ، ولانت ملامحها من حست بالطمع الي تعرفه دايم وكأنه عارف الي توّده ، وقف عند البيت ونزلت بهدوء تدخل البيت ، تبعها بعيونه لين دخلت ، وحرك يناظر دانة الي حكت:شكل الولد هيمان
متعب وهو يسوق:مين
دانة ضحكت:الي جنبي
بلع ريقه وهمس؛للدرجه ذي واضح
ولف يتعدل:اي حب واي خرابيط؟ارفعي علومك
ضحكت بعلو صوتها وهي تفهمه كثير ، وبلع ريقه يكمل الطريق بهدوء
.
دخلت الشقه ورمت عبايتها ونطقت:انا قلت من البدايه لا نخطي خطوه كذا
حسين زفر:كل شي بيزين
عُلا:الناس تحترق ، واحنا نتزوج؟
حسين:واذا ؟ ، كل شي له حقه لاتخافين
عُلا زفرت بهدوء ، ودخل حسين يستحم وخرج وصدت من شافته بدون تيشيرت ونطقت:كان علمتني اطلع
ابتسم بسخريه:مو زوجتي؟
عُلا:استح على وجهك بس
مشى يلبس تيشيرت خفيف ، ودخل مكتبه يفتح اللابتوب ويتمم عمله الي بقى ناقص ، دخلت عليه ونطقت:خلينا نتطلق
حسين :والي بقى ناقص؟ ، تبدين طريق وماتنهينه
عُلا:واضح اصلا انه ماراح يقتنع بأسبابك ، عندك امل
حسين:سهّم ماعمره ماسمع مني حكي ، متاكد اسبابي بتغفر زلاتي الي هو يتوقعها ، كل توقعه عكسي
عُلا جلست بهدوء ونطقت: صدقني مانليق على بعض
حسين:وزواجنا صدق؟ ، لاجل الشغل لايروح بالك
عُلا:مين قال اني ميته؟ ، بحريقه انت والي وراك
ابتسم بسخريه ، وفتح المخطوط الي اشتغل عليه شهور لاجل ينقذ سهّم من ثغرات مسكوها عليه المنافسين لاجل يوقعون اسمه ، استغلو وقت طيحته وكانت نواياهم يطرحون اسمه بعد ، من عرف حسين بالموضوع ، سهر الليالي ، وخطط ، ونفُذ واسهم سهّم بالحفظ والصون ، عكس ظنون سهّم الي توقعه يجاري حياته بوقت تعبه ، وقف بعد وقت طويل ونطقت عُلا:وين بتروح؟
حسين:ماقدر اخلي صاحبي ينام وهو خاطره عني زعلان ، تدور حوله الليالي الشينه ، لكن ماهو مني
ابتسمت؛الله يديمكم ، روح روح
خرج وهو يسابق خطاوي لهفته لبيت سهّم ، وخابت قهاويه من شاف البيت وانوار تشع بالهدوء والظلام ، مشى لبيت جراح ، وناظر سيارته المركونه بالمواقف ، نزل يمشي على رجله ، للمقهى الي جمع لحظاتهم وحياتهم وخطاويهم سوا ، شهد الوفاء والمحبه ، شهد التضحيات وعنواين الصداقه ، لايمكن يترك سهّم زعلان منه بدون تفسير ، ركض بخطاويه وهو يدخل المقهى ، ولانت ملامحه من شاف سهّم راكن راسه على الطاوله ومغطي راسه بشماغه ، يصارع خيبته ، سحب الكرسي الي قدامه ، ورفع راسه سهّم ، وزفر بضيق:وش بغيت؟ ، تتعذر عن خيباتك
حسين:حشى ياصاحبي ، لو الخيبات منك ماودي تطيب ، ابتسم سهّم بسخريه:بوقت ذبول الحياة  ، وجفاف اوراق الربيع ، بوقت طيحة صاحبك على قولتك ، تتزوج وتلعن الافراح ، ماهقيت انك تدور طيحتي لاجل تفرح على كيفك ،  ياحسافة غلاي ان كان هذا حصادي! ، ابتسم حسين بنفس سخريته ونطق:ما ابي شمسك تذبل ياسهّم ، الوقت الي انت صارعت فيه الموت ، تزوجت
سهّم؛وتعترف بخيبتك لصاحبك؟ ، ياكبر الشرهه
حسين:تزوجت لاجل احميك من عثرات الحياة
سهّم وقفت بانفعال:اي عثرات ، تتزوج الي تبي وتقول عثرات ، حسين تكفى لو عندك تبرير يستاهل ولا اسكت لاتزيد الجرح حريقه ، خلني بحالي
خرج وهو يحاول يكتم غيضه وعبرته الي واقفه بوسط حنجرته تحارب دموعه ، خرج من خلفه ويناديه بلا جدوى ، يحس بخطواته من خلفه ، وسرعان ماسحبه حسين:اسمعني ياسهم ، علاقتنا اكبر من انها بأول ثغره وبدون فهمك تنتهي ، غمض عيونه سهّم وجلس على طرف الرصيف:برر برر
تنهد حسين:بوقت طيحتك وقبل شهور ، بوقت الحادث ، دخلت عليك غرفتك وكنت بين الاجهزه وانفاسك صوتها يخترق مسمعي ، خرجت من عندك وبكيت لحد النخاع ، صحيت اليوم الثاني وكنت اجر خطاوي رجلي لك ، وصلتني رساله خلتني اغير مساري ، رفع راسه سهّم:رساله؟ تسوى ! تغير مسارك
حسين:ال خاطر ، تعرفهم؟
بردت اطراف سهّم وكمل حسين:عرفو بطيحتك ، واول شي سووه من حسو انك طحت ، جمعو ثغرات وحاولو يطيحون اسمك
سهّم وقف:والحل انك تتزوج! بدعت والله
حسين:اول ماشفتك عرفتك بحرمي ، اتوقع انك تعرفها ، بنت اكبر مستثمر عندنا ، تزوجتها لاجل تكون قريبه مني وتساعدني ، وتقدر تشوف اخبار الاسهم ، ال خاطر يحترقون ، واسمك يصعد ، وعلى سالفه المستشفى ، كل يوم كنت اساهرك بأخر الليل ، واسولف لك ، واعلمك بالجديد ، كنت احسك ترد علي ، ناظره سهّم بهدوء ، وعادت ذكراه وقت قاله الدكتور « صاحبك فين؟ ، كل ليله كان بيجي هنا » ، وقتها سهّم عداها لانه مافهم ، حسين ناظر سكوته ونطق:لاتحسب ان الليالي غيرتني ، والله انك بعمق جوفي ، مشى سهّم يوقف ، صد كنه العايف وهو قلبه شفوق ، يحس بوجع ولكن راحه استحلت قلبه ، كان يدور اعذار ولقاها ، ناظره حسين بخيبه ان كلامه ما اقنع سهّم ، لانت ملامحه من لف سهم وفتح ذراعه:لايحسبون العذال اننا نفترق ، لو خطاك جاوز بلاد ، بقلبي زي العسل ، ابتسم حسين بذبول ، ومشى يركض وحضنه ، ابتسم سهّم بألم من ضغط حسين على جرحه:آه
حسين:جعله بروحي ياصاحبي لايمسك مني ضر
سهّم:كل اوجاعك دفى لي ، لاتخاف
ابتسم حسين:كوبين شاي؟
ابتسم سهّم يهز راسه بالايجاب ونطق حسين:طاح الحطب
سهّم وهو يمشي معه:واحترق بعد !
ضحك حسين ، واخذو اخبار بعض ، وكان حسين يداري سهّم ويحاول مايتعبه كثير بالمشي لانه توه خارج من تعب طويل ، دخلو المقهى واخذو كوبين شاي ، وبدو يسولفون لمده طويلة ماملو وسوالفهم في زياده ، نطق حسين؛اشتقت للبران
سهّم:بكره؟
حسين:قدام ياولد عمي
ضحك سهّم:مع متعب واحمد وحرمنا
هز راسه بالايجاب:الكل
سهّم؛زوجة احمد بتشيل بخاطرها ، مازانت الطلعات الي وقت هي تعبانه
ضحك حسين؛للحين ماباركت له
سهّم؛الكل شايل عليك
حسين؛الله يعين حسين بس
سهّم؛كيف الزواج
حسين:هو احنا خطينا؟ ، ندور الطلاق
سهّم؛لاتحاول ، طولها معها صدقني الزواج استقرار
حسين:هي ماودها ولا انا اذا تبي الصدق
سهّم؛ليه
حسين:اخاف بيوم اميل
سهّم؛شي حلو ، الله يوفقكم
حسين؛واخاف تهجرني بعد المحبة
زفر سهّم؛لاتخطي خطوه ، الا ومتاكد من مشاعركم
حسين:الله ييسر الاحوال
قضو الوقت وهم يسولفون ويشوفون اخبار بعض
.
العصر اليوم الثاني ، كان ضحكاتهم تتعالى
احمد وبيده سيف:ياحبيبي ما اجملك
دخل سيف وهو يسمع صرخات خارجه من سيف:ليش مزعلين حبيبي
اخذه من يد احمد:لاتزعلون سميي ، قرة عيوني
ضحك الكل ، ودخلت غزلان وبيدها ورد:هاذي من عمه ، ابتسمت عذاري بخفوت وهي تحس بالامان والألفه ، بين اهلها حق وحقيق ، يساندونها من كل جهاتها ، ماخلو عليها قاصر ، تذكر بالامس وقت خرجت من الولاده وقت نطق سيف:انتي في ذمتي انتي وسيف حفيدي ، مايقصر عليكم شي وانا بوك
ماتنكر ان دموعها خانتها وقت سمعت " بوك " ، من زمان ماسمعت هالكلمه ، وربي رزقها بسيف بمثابه ابوها ، حنون ويراعيها ويعتبرها ثالث بناته ، خرجو احمد وسيف من بدو الاقارب بالحضور ، وبدت مراسيم الاستقبال ، الضيافه تحوط الغرفه من كل الجهات ، والورد يدخل ويخرج ، ابتسمت من دخلت ديم وبيدها سيف تجره بالعربيه ، ابتسمت وهي تشوف الوشاح الي مطرز عليه اسمه « سـيف بن احمد » اخذته ديم وهي تحطه بيدين عذاري ، الي حاوطته من قلبها ، وتحس شعورها يزيد حب له ساعه عن ساعه ، جزء من روحها ، سيف قلبها ، وقطعه منها ومن احمد ، بدو الضيوف بالازدحام ، وغّزلان وديم ودانة الي واقفين يستقبلون ، وبالداخل ام سهّم وام غزلان ، كان جناح كبير يحمل عدد كبير من الضيوف ، يناسب عائله السيف ، دخلت عُلا وسلمت على ديم ودانة :وحشتينا
عُلا:اخباري نار
ديم:الله يستر ، وش مسويه؟
عُلا:امشو داخل اقولكم
دخلو معاها ، وسلمت على الي بالداخل ، وجلست بين البنات ، قدام عذاري ، ونطقت:مادري كيف اصارحكم ، بس انا تزوجت
شهقت غزلان ، وناظروها بصدمه ونطقت:شفيكم
ديم؛ياحيوانه متى؟ كيف كذا سهله عندك
عُلا:تزوجنا انا وحسين
غزلان:ايش!!
عُلا:لاتسالوني كيف صار كذا ، بس كله شغل لاتخافون
ديم:وشلون وشلون شغل فهموني
ام غزلان:حتى لو ماعرف السالفه ، مبروك يمه
ام سهّم:مبروك يابنيتي
ابتسمت عُلا بامتنان ، ولفت على البنات وحكتهم السالفه بالكامل ، تحت نظرات الذهول منهم
« قبل اشهر »
دخلت المطعم ، وناظرته جالس يناظر جواله مشت لعنده:ناديتني
رفع نظره وابتسم:تفضلي
جلست على الكرسي ونطقت:وش بغيت؟
حسين:خلينا نتزوج
لانت ملامحها بصدمه:وشو؟
حسين:لاتنفعلين ولا شي ، بحكيك كل شي
سكتت تسمع خططه ، وكل شي وناظرته بهدوء ونطقت:بفكر
حسين:على ورق ترا ، ماني شفقان
عُلا:وابوي؟مستحيل يوافق
حسين؛موافقته بيدي
عُلا:وش الي يخليك واثق كذا ، بعدين وش يضمن لي انك ماتقرب مني ، مامنك امان
حسين:الله واكبر ، مافيك شي مغري لاتخافين
عُلا:وقح
ناظرها بسخريه ، ومشت توقف تجمع كلامه براسه

" أثر العمر غّــزلان ، وكــل الــمدى ســهّم " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن